+ A
A -
باريس- الوطن- خديجة بركاس
وصف سياسيون وعسكريون فرنسيون دعوة سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، من مدينة مراكش المغربية، السبت الماضي، إلى توسيع الأمن الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط، وإبرام اتفاقية أمنية تحتكم إلى المبادئ الأساسية للأمن وقواعد الحكم الرشيد وتحقيق الحد الأدنى من الأمن لتحقيق السلام والازدهار بـ«المفتاح السحري لإنهاء حالة الغليان في المنطقة»، مؤكدين لـ«الوطن» أن المبادرة من شأنها رسم إطار مستدام لضمان الأمن والاستقرار والسلام على المدى الطويل، دون حروب ونزاعات وتجنيب الشعوب حالة الفوضى التي تعاني منها المنطقة وتوجيه الجهود نحو دفع عجلة التنمية والازدهار.
فكرة ناجعة
لوران ووكوبيز، القيادي في حزب الجمهوريين، والنائب في البرلمان الفرنسي لـ«الوطن»، قال ان كلمة سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، أمام مؤتمر «السياسات العالمية» بمدينة مراكش المغربية، السبت الماضي، فيما يخص دعوة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، إلى إبرام معاهدة أمنية إقليمية في الشرق الأوسط، تضح حداً للصراعات المتزايدة في المنطقة «نقطة مهمة للغاية» وحلاً ناجعاً لآفات «الانقسام والصراع والتهور السياسي والعسكري»، التي تسببت في نشوب صراعات غير مسبوقة بين الجيران في المنطقة وتكوّن تحالفات بين دول عربية ضد دولاً أخرى دون هدف واضح أو سبب منطقي، وأتذكر دعوة حضرة صاحب السو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، خلال مؤتمر ميونيخ للأمن الذي عقد في فبراير 2018، لاتخاذ إجراءات جماعية لوضع الخلافات في حجمها الطبيعي، ووضع آليات واضحة وناجعة مُلزمة للجميع لإنهاء الصراعات والتصدي للتهديدات الأمنية التي قد تواجه أي دولة في المنطقة، وقد أكدت الأحداث المتتالية في المنطقة نجاعة الفكرة والحاجة المُلحة لتطبيقها، لضمان أمن واستقرار المنطقة ووقف الصراعات عن طريق منظومة أمنية موحدة تتخد الحوار سلاحاً فعالاً قبل القوة العسكرية.
مكمن الداء
وأضاف ألبير مانرو، الباحث في مركز الدراسات الأمنية والدفاعية (CHNZ) بباريس، أن منطقة الشرق الأوسط التي باتت تعج بالنزاعات والصراعات منذ العام 2015 تحتاج منظومة أمنية اتحادية قوية، بعيداً عن الكيانات القديمة «مجلس التعاون الخليجي، وجامعة الدول العربية» كونها عجزت عن تقديم دور حقيقي وفقدت ثقة العديد من الدول في المنطقة خلال السنوات الأربعة الماضية، وبالتالي فإن دعوة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، بتأسيس آلية إقليمية جماعية ملزمة مبنية على مبادئ متفق عليها في مجال الأمن ومجموعة من قواعد الحكم واحترام السيادة والمساواة بين أعضائها، جديرة بالتطبيق الفوري لإعادة الاستقرار لدول عربية تعاني من التفكك أو طريقها لهذا المصير مثل اليمن وليبيا وسوريا، وجل الدول العربية تعاني من تدخلات دولاً أخرى وانتهاك السيادة والعبث فيها، وهنا يكمن الداء، والحل هو كيان اتحادي أمني محكوم بقوانين مُلزمة للجميع يكون قادراً على وقف هذا العبث «السياسي والعسكري» وضبط الأوضاع في المنطقة العربية من الخليج إلى المحيط، لا سيما أن التدخلات العسكرية منذ عام 2015 حتى اليوم لم تحسم صراعاً ولم يخرج منها طرف رابحاً، والحل الوحيد المتاح هو الحوار السياسي والاتحاد الأمني لحماية المنطقة.
copy short url   نسخ
19/10/2019
1332