+ A
A -
أكد عدد من السفراء المعتمدين لدى دولة قطر، على خطورة اندلاع موجة الأخبار الكاذبة وحرب الشائعات المضللة، والمعلومات المزيفة إعلاميا، والذي من شأنه أن ينذر بوضع كارثي، قد تجعل من الكلمة شرارة الحرب، في ظل غياب المسؤولية الأخلاقية، وانعدام القوانين الرادعة، وسوء العواقب الوخيمة لذلك على المجتمعات المحلية، وعلى الرأي العام العالمي، مشددين على ضرورة أن يكون هناك حساب رادع لكل من يتورطون في ذلك، وأنه ليس بالضرورة أن يكون هناك تناقض بين المحاسبة القانونية، وكفالة حرية الرأي، لافتين إلى أن الثورة التكنولوجية الحديثة، وانتشار شبكات الإعلام الاجتماعي، ساهمت كثيرا في سرعة انتشار الأخبار، وأصبح هناك ما يعرف بظاهرة الحسابات الوهمية والذباب الإلكتروني.
وقال سعادة السفير محمد بصيري سيديهابي، سفير جمهورية إندونيسيا، إن ظاهرة الأخبار الكاذبة، والشائعات المضللة، باتت تقلق الجميع، نظرا لما يترتب عليها من تداعيات وآثار عكسية خطيرة، تؤثر وتهدد استقرار المجتمعات، وتصيب الرأي العام بحالة من القلق، الذي ينعكس بدوره على انفجار الأوضاع، وإرباك صناع القرار، الأمر الذي يتطلب مزيدا من الإجراءات لإيجاد الحلول اللازمة، لمواجهة من يقفون خلف ذلك، ويتسببون في عملية خلخلة بالمجتمع سواء المحلي، أو الاقليمي والعالمي.
وأضاف ان وزارة الإعلام في اندونيسيا، تولي هذه القضية أهمية خاصة، من خلال تضافر الجهود مع كافة الأجهزة المعنية من أجل محاصرة ظاهرة نشر الأخبار الكاذبة، وبث الشائعات المضللة، والقضاء عليها، بهدف حماية المجتمع من تداعياتها الخطيرة.
زيادة الوعي
من جانبه وصف سعادة السفير محمد علي سبحاني، سفير الجمهورية الإيرانية الإسلامية، بأن عمليات تزييف الأخبار، وبث الشائعات المضللة، هي من الأمور الخطيرة جدا، معرابا عن تطلعات إيران، إلى أن يعم الأمن والاستقرار ربوع المنطقة، والعالم، موضحا أن المجتمع الدولي بحاجة ماسة إلى ذلك الأن، أكثر من أي وقت في الماضي، وأكد، على الرسالة الحقيقية، التي ينبغي أن يقوم بها الإعلام بعيدا عن عمليات تشويه الحقائق، وتزييف الأخبار، وبث المغالطات، ويكون أكثر إيجابية، من خلال العمل على تقريب وجهات النظر، بين الحكومات والشعوب، وتهيئة البيئة الملائمة، ويجاد الفرص المناسبة لإلتقاء المسؤولين وصناع القرار المؤثرين على مستوى العالم، مع بعضهم البعض، لافتا إلى إنه لابد من القيام بمهمة تشجيع المسؤولين، وأفراد المجتمع للبحث عن الحوار الذي يبني الثقة.
وشدد على أنه لا مخرج إلا عبر وجود قناعة بأهمية الشفافية، وحرية وسائل الإعلام والصحافة، ولكن المهم أن يتم في إطار من المسؤولية الأخلاقية، وزيادة جرعات رفع الوعي عند المجتمعات، لتبينوا الصح من الخطأ، والمفيد النافع، وأيضا الضار.
تجرعنا الكأس
من جهته أكد سعادة السفير عبدالحكيم دليلي، سفير الجمهورية الأفغانية لدى الدوحة، أن نشر الأخبار والمعلومات الكاذبة والمضللة يعد من الظواهر الخطيرة التي لها انعكاساتها على استقرار المجتمعات، والتي اتضحت بشكل أكبر من خلال ما تم الكشف عنه خلال كلمات ومداخلات المشاركين في منتدى الأمن العالمي الذين كشفوا فيها عن جوانب عديدة، ومثال على ذلك ما تعرضت له دولة قطر، وتداعياته السلبية، التي وجدت استهجانا عاما من دول كثيرة، ورفضه الضمير الحر العالمي، ومنه الشعب الأفغاني، وكل ذلك كان بسبب إشاعة أخبار كاذبة، ومعلومات مضللة، وما يحتاج إليه ذلك من سن القوانين الرادعة، وتفعيل لمواثيق الشرف الإعلامي.
وقال إن أفغانستان تجرعت وشربت من نفس الكأس، وتعاني من بث الأخبار المضللة عن الحكومة الشرعية المنتخبة من الشعب الأفغاني،
وأعرب السفير عبدالحكيم دليلي عن تطلعاتهم إلى أن تتولى الدول الصديقة والحليفة والمجتمع الدولي مهمة مراقبة مثل هذه الأمور، وتقوم بالضغط على الدول من أجل الكف عن مثل هذه الأفعال، لافتا إلى أن البعض يستخدم الثورة التكنولوجية والمعلوماتية الاستخدام السيئ، وذلك لإشاعة المعلومات المغلوطة، سواء ضد الدول أو الأفراد.
ضمير اخلاقي
وقالت سعادة السفيرة إيفون عبدالباقي، سفيرة جمهورية الإكوادور لدى الدوحة، إن منتدى الأمن العالمي، الذي تستضيفه الدوحة حاليا، يسلط الضوء على واحدة من أخطر القضايا التي نعيشها في عصرنا الحالي، موضحة أن مسألة نشر الأخبار الكاذبة، وبث الشائعات المضللة، تضر كثيرا بالمجتمعات المحلية، وتثير البلبلة على الصعيدين الإقليمي، والعالمي.
وأشارت، إلى أنه من الأهمية الأخذ بعين الاعتبار ضرورة مراعاة أن تضع كل دولة ما يناسبها من القوانين الرادعة، لأنه قد يصعب أن يتم تفصيل قانون عالمي موحد، مشددة على أنه يجب الإسراع في إنجاز هذه الخطوة، لافتة إلى أنه ينبغي أن يكون هناك ضمير أخلاقي، وتقدير أثر الكلمة التي يمكن أن تكتب، وصدى ذلك على الآخرين، موضحة أن المسؤولية والمحاسبة لا تعني تقييد وتكبيل حرية الرأي، ولكن ينبغي التوازن بين ممارسة الحق والحفاظ على خصوصيات الآخرين.
ونوهت سعادة السفيرة إيفون عبدالباقي، إلى أهمية إيمان الحكومات والأنظمة بثقافة إتاحة حق الحصول على المعلومة، لسد باب الذرائع في نشر الأخبار الكاذبة، التي لا تستند على مصادر موثوق فيها، خاصة وأننا نعيش في عصر لم يعد فيه شيء بالإمكان طمسه.
copy short url   نسخ
17/10/2019
519