+ A
A -
انتقد حقوقيون وسياسيون ودبلوماسيون إسبان البيان الختامي الذي صدر، السبت، عن الاجتماع الطارئ للجامعة العربية في القاهرة بشأن عملية «نبع السلام» التركية في شمالي سوريا، معتبرين أن عملية «نبع السلام» التي أطلقتها تركيا ضد الجماعات والتنظيمات الإرهابية – وفق تصنيف الأمم المتحدة- يجب أن تحظى بالدعم الدولي كونها تسير في إطار الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب وليست منفصلة عنها، وأن تركيا حملت على عاتقها تكبد مشقة هذه الحرب لا سيما بعد انسحاب القوات الأميركية وتراجع القوات الأوروبية المرابطة في المنطقة وترك الساحة مفتوحة أمام الميليشيات والتنظيمات المتطرفة التي حذر منها الاتحاد الأوروبي نفسه والأمم المتحدة.
مؤكدين لـ الوطن أن تمدد الإرهاب في المنطقة لم ينته، وهذا ما أكدته قوات حلف شمال الأطلسي «الناتو» خلال أكثر من مناسبة، وأكدته أيضا اللجان المعنية في الأمم المتحدة، وقوات التحالف الدولي للقضاء على الإرهاب بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، ومن ثم فإن بيانات جامعة الدول العربية وبعض الدول الأوروبية غير منطقية، ولم تنظر بعين الاعتبار لملايين اللاجئين والنازحين التي تحملت تركيا مسؤوليتهم منذ سنوات.
وأكد أليكس كازابلانكاس، الدبلوماسي الإسباني الأسبق لدى الاتحاد الأوروبي لـالوطن، أن عملية نبع السلام التركية في سوريا جاءت مباشرة بعد سحب إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لقواته من سوريا، وتأكيده على أنه لن يخوض حروبا في منطقة الشرق الأوسط، وأكدت تصريحاته سياساته تجاه إيران، ما يعني أن هناك حالة فراغ أمني كامل في المنطقة الحدودية بين «تركيا وسوريا» في وقت تنشط فيه الجماعات والميليشيات المسلحة، ما يعني خطراً مؤكداً محدقاً بالمنطقة عموماً وتركيا على وجه الخصوص، ومن حق تركيا كقوة إقليمية التصدي لهذه المخاطر، وكان حريا بالناتو والتحالف الدولي للقضاء على الارهاب المشاركة في هذه العملية لتطهير المنطقة التي مازالت ملاذا للتنظيمات المتطرفة وتمثل مأوى للارهاب، وهذا ما اعترفت به الولايات المتحدة الأميركية لتبرير قرار انسحابها من سوريا موكلة الأمر لتركيا إلى جانب مواجهة الانفصاليين الأكراد والفصائل والميليشيات المسلحة.
وأكدت إيزابيل ماريانو، عضوة المجلس الوطني لحقوق الإنسان بمدريد، أن تركيا حملت على عاتقها البعد الانساني تجاه النازحين واللاجئين السوريين، وبذلت جهوداً جبارة لتخفيف المعاناة عن ضحايا نظام بشار الأسد وأنظمة الصمت العربي والتطبيع فيما بعد من نظام هم أنفسهم من وصفوه بالمجرم، واليوم تستمر الجهود التركية لتطهير المنطقة الشمالية من التنظيمات المتطرفة والميليشيات الانفصالية المسلحة التي تهدد المنطقة بالكامل والعالم وتزيد الأزمة السورية، بدعم عربي من دولاً تؤمن تماماً بأن لا حل في سوريا ولا إعمار بوجود هذه الجماعات الانفصالية والميليشيات المسلحة والتنظيمات الارهابية، لا إعمار ولا سلام واستقرار وعودة للاجئين إلى بتطهير المنطقة ونزع سلاحها بالكامل، وعلى الأمم المتحدة دعم الجهود التركية لإعادة الأمن والاستقرار في سوريا والمنطقة.
وأوضح مانولو كامونا، المتحدث باسم الحزب الاشتراكي الاسباني – حزب الحكومة-، أن الولايات المتحدة الأميركية وخلفها دول أوروبا شنت حرباً طويلة على العراق وسوريا لمحاربة الارهاب ولم نسمع حديثاً عن السيادة وحقوق السوريين، ولم نسمع حديثاً مشابها خلال تدمير اليمن التي ادعت دولا عربية تدخلها فيها لمحاربة الارهاب وفرض الشرعية، واليوم بعد أن تنصلت الولايات المتحدة من المسؤولية وسحبت قواتها من سوريا، ووقفت القوات الأوروبية المتواجدة في المنطقة موقف المتفرج اضطرت تركيا للتدخل لحماية حدودها وتطهير المنطقة من التطرف، وهذا حق وجهد مشكور يصب في مصلحة العالم ككل.
copy short url   نسخ
16/10/2019
2253