+ A
A -
كتب - أكرم الفرجابي
احتفلت جامعة قطر، مساء أمس، بتخريج دفعة جديدة من طالبات كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بلغ عددها «95» خريجة، وذلك في إطار الدفعة الثانية والأربعين. جرى الاحتفال الذي أقيم في مجمع الرياضات والفعاليات الجديد بحضور الدكتور إبراهيم الأنصاري عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، ولفيفٌ من أعضاء هيئة التدريس بالكلية وأولياء أمور الطالبات. وفي كلمته، قال الدكتور إبراهيم الأنصاري، عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية: «نحتفل اليوم بتخريج دفعة جديدة من بناتنا طالبات كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بعد أن نهلن من العلم الشريف وتحملن أمانته ومسؤوليته، ها نحن اليوم (أمس) نحتفل بتخريجهن لينضم موكبهن إلى مواكب النور التي تحمل مشاعل الخير وتهدي بها في وطننا الحبيب».
وأضاف: لقد قامت كلية الشريعة في السنوات القليلة الماضية بحراك استراتيجي منهجي فاعل أشركت فيه عدداً كبيراً من مؤسسات الدولة الرسمية والمدنية والاجتماعية، ونتج عن هذا الحراك تطوير هيكلتها وخططها الدراسية، وإنشاء وحدة البحوث فيها، ومد جسور العلاقة مع الكثير من المؤسسات، مؤكداً أن كلية الشريعة تحمل رسالة سامية والتزاماً أمام المجتمع لكونها كلية وطنية للتعليم الشرعي والدراسات الإسلامية في جامعة قطر، تقدم برامج أكاديمية ذات جودة عالية، وتعدّ خريجين قادرين على المشاركة بفاعلية في صنع مستقبل وطنهم وأمّتهم، وتضمّ نخبة متميّزة من أعضاء هيئة التدريس الملتزمين بتجويد عملية التعليم، والبحث العلمي المواكب لمستجدّات العصر، وتحفيز الطلاب على التعلّم المستمرّ، والإسهام الإيجابي في تحقيق احتياجات المجتمع وتطلعاته.
وتابع الأنصاري: تسعى الكلية لأن تُعرف إقليمياً وعالمياً بالريادة والتميّز في التعليم الشرعي، والدراسات الإسلامية، والبحث العلمي، وخدمة المجتمع، بمنهج وسطي أصيل، وأن تكون مرجعية موثوقة ترسّخ الهُوية العربية الإسلامية، وتقدّم الإسلام بصورته المشرقة، وتعزّز التعايش، والحوار مع الآخر، كما تسعى الكلية إلى أن تؤهل الخريج تأهيلاً يجمع بين أصالة التكوين الشرعي، والمنهجية الوسطية، والسمت الحسن، والاعتزاز البصير بهويته، وتاريخه الإسلامي، والانفتاح على العلوم والمناهج المعاصرة، والتزود بالملكات والمهارات الأساس بما يمكنه من القيام بدور رسالي في مجتمعه وأمته، والتعمق في حقل من حقول الدراسات الإسلامية، ويفتح له فرص العمل في مجالات متعددة بحسب تخصّصه الدقيق.
وأشار إلى أن كلية الشريعة بجامعة قطر تفخر بهذه النخبة بين جنباتها، وتقدم هذا الجهد للأمة للقيام ببعض الحق الذي قصّر فيه كثير من الناس، في عصر تهاوت فيه المرجعيات من حولنا، وانكشف زيف كثير ممن انتمى في الظاهر لعلم الشريعة، لكن لم يقم لها بحقها، وإنكن بناتي الخريجات امتداد لهذه المسيرة من العلماء، وطليعة لهذا الموكب النيّر من المجددين، فاستشعرن المسؤولية وقمن للأمر بحقه تعليماً وأخلاقاً وأمانة، لقد أورثكن الله علماً وحملكن مسؤولية، فكن سابقات بالخيرات قال تعالى: (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ).
وقال عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية: يحق لنا أن نفخر بكن وبجهودكن، وإن وطننا الحبيب يعلق عليكن الآمال العريضة في نشر الوعي الديني السمح الذي يضرب بجذوره في عمق الأصالة وينشر فروعه في سماء التجديد والإسهام والمشاركة الفاعلة على صعيد الإنسانية جمعاء.
بدورها، قالت الخريجة نسيبة يسري رشاد، ممثلة خريجات كلية الشريعة والدراسات الإسلامية: «لقد كان من الحكم الإلهية البالغة أن الله تعالى قدم العلم على الأمور كلها، فكان أول ما نزل به الوحي من الآيات (اقرأ باسم ربك الذي خلق)، وقدَّم أهل العلم على غيرهم، فقال تعالى: (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون)، ولما كان العلم أساس تمايز الحضارات وتباينها، وأهم عوامل تقدم المجتمعات وتطورها، فقد أولته دولة قطر أهمية خاصة، فاعتبرته دعامة أساسية من دعائم بناء المجتمع كما نص على ذلك الدستور الدائم للدولة، كما جعلته أول ركائزها لتحقيق رؤية قطر 2030».
وأضافت موجهة حديثها لزميلاتها الخريجات: «لا يكن التخرج نهاية الطريق، بل اجعلنه بدايةً لطريق مليء بالنجاحات والإنجازات، واجعلن لوطنكن وأمتكن نصيباً من عطاءاتكن، كلٌ في مجاله، كلٌ على ثغرةٍ فلا يُؤتَين من قِبَلِه، ولنتذكر أن أمتنا تحتاج منا أن نعمل ونبذل من أجل رفعتها، وأن وطننا الحبيب يحتاج منا كل الجهد في سبيل تطوره وارتقائه، ويستحق منا أن نقدم له الأفضل، فلنكن خير أبناء لخير بلد، عسى الله أن يحقق لكن كل ما ترجن، وأن يكلل حياتكن بالخير والنجاحات الدائمة».
من جانبها، وجهت الخريجة زينب رحمة الله، عريفة الحفل، الشكر لأعضاء هيئة التدريس ولزميلاتها قائلة: «هنا في جامعة قطر، علماء عاهدوا أنفسهم على أن يخرجوا أجيالا تعرف قيمة الإسلام والعلم.. ويفتخر بهم الوطن، فشكرا لكم أساتذتي الكرام. أخواتي الخريجات لقد مضت تلك الأعوام التي بدأنا فيها السير، وقد وصلنا أخيرا.. ورست سفينتنا وحطت.. وقيل الحمد لله رب العالمين.. فيوم بعد يوم.. وعام بعد عام تطلعنا إلى هذا اليوم الذي كان ملؤه الجد والاجتهاد، وباللين والعناء.. ومع الأيام حصلنا على زملاء وأصدقاء نعتز ونسمو بهم.. وورثة أنبياء نفتخر بهم».
copy short url   نسخ
15/10/2019
1397