+ A
A -
عواصم - وكالات - تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بمواصلة العملية العسكرية في شمال سوريا «نبع السلام»، حتى تحقيق أهدافها بإنهاء الإرهاب، وتوطين النازحين واللاجئين في مناطق آمنة بالشمال السوري، ورد أردوغان على قرار الجامعة العربية بشأن عملية نبع السلام بالقول: «تتخذون قرارات متخبطة ووفق أهوائكم بخصوص تركيا.. قراراتكم لن تقدم أو تؤخر، لم تقدموا قرشا واحدا من أجل الإخوة العرب السوريين الهاربين من البراميل المتفجرة».
وأضاف: «إلى الآن بعض الدول ترفض ربط تنظيم «ي ب ك» بمنظمة «بي كا كا» الإرهابية، ونحن نعلم تماما كافة الحقائق عبر أجهزة استخباراتنا»، مشددا على أن من كذب يدّعي أنّ «نبع السلام» تستهدف الأكراد وتضعف محاربة داعش وتغيّر التركيبة السكانية وتعرقل الحل السياسي في سوريا، وأضاف «ادعاءاتكم كاذبة وافتراء وبهتان.. نحن نستهدف الإرهابيين فحسب».
وحول هروب عناصر من تنظيم داعش من سجن كانت تشرف علية المنظمة الكردية، قال أردوغان: «توجد صور لزعيم منظمة «بي كا كا» الإرهابي (عبدالله أوجلان) في السجن الذي أُخلي منه عناصر داعش».
بدوره، أكد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، أنّ عناصر تنظيم «ي ب ك» الإرهابي فتحت أبواب سجن لعناصر تنظيم «داعش» الإرهابي شمالي سوريا.
وقال أكار: عندما وصلنا إلى سجن كان فيه عناصر من داعش، وجدنا أنّ عناصر «ي ب ك» قد أخلته. وقمنا بتوثيق ذلك بالصور والفيديو. وبحثنا ذلك مع المعنيين من نظرائنا وسنواصل ذلك. وأكد أكار أنّ هدف تركيا من عملية نبع السلام هو مكافحة الإرهاب بكل أشكاله.
وأشار وزير الدفاع إلى أنّ الجيش التركي سيطر على منطقتي تل أبيض ورأس العين، مؤكدا مواصلة الجهود من أجل السيطرة على باقي المنطقة.
وشدّد أكار على أنّ عملية نبع السلام حريصة كل الحرص على عدم إلحاق أي أذى بالمدنيين الأبرياء.
من جهته، ألمح الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس إلى أن الأكراد يطلقون بشكل متعمد سراح «بعض» السجناء من عناصر تنظيم داعش، لدفع الولايات المتحدة إلى مواصلة تدخلها في شمال شرق سوريا.
وذكر البنتاغون أن ترامب أمر بسحب نحو ألف جندي من شمال سوريا، أي القوة البرية بأكملها، وسط تصاعد الهجوم التركي على الأكراد في تلك المنطقة.
ولقي قرار ترامب الأسبوع الماضي بسحب القوات بما يمهد الطريق أمام الهجوم التركي، انتقادات واسعة في الولايات المتحدة واتهامات بأنه خان حلفاءه الأكراد، بشكل يمكن أن يسهم في عودة ظهور تنظيم داعش. وقال ترامب في تغريدة على تويتر«كان أمام أوروبا فرصة استعادة سجناء داعش، ولكن لم يرغبوا في تحمل تكاليف ذلك، وقالوا دعوا الولايات المتحدة تدفع».
وأضاف «قد يكون الأكراد يطلقون سراح البعض لإجبارنا على التدخل»، مضيفا أنه«في إمكان تركيا أو الدول الأوروبية التي يتحدر منها هؤلاء الإرهابيون أن يعتقلوهم مجددا بسهولة، لكن يجب أن يتحركوا بسرعة».
وذكرت السلطات الكردية أن 800 من أفراد عائلات عناصر داعش فروا من مخيم يحتجزون فيه في عين عيسى في شمال سوريا بسبب القصف التركي.
ودانت دول الاتحاد الأوروبي عملية تركيا العسكرية في سوريا دون إعلان حظر على تسليم الأسلحة إليها، لكنها تحرّكت باتجاه فرض عقوبات على أنقرة على خلفية عمليات التنقيب عن الغاز التي تجريها قبالة قبرص.
وفي موسكو، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية (الكرملين)، ديميتري بيسكوف، إن الاتصالات مستمرة بين أنقرة وموسكو فيما يتعلق بعملية«نبع السلام».
ورفض متحدث الكرملين، الإجابة على سؤال حول صحة الأنباء المتعلقة بتوصل تنظيم «ي ب ك/‏بي كا كا» إلى اتفاق مع نظام الأسد، في إحدى القواعد الروسية داخل سوريا.
واقتربت قوات النظام السوري أمس من الحدود مع تركيا، تطبيقاً لاتفاق أعلنت الإدارة الذاتية الكردية توصلها إليه مع دمشق، لصدّ هجوم أنقرة.
ولم يجد الأكراد بعد تخلي واشنطن، داعمتهم الرئيسية عنهم، خياراً أمامهم سوى التوجّه نحو دمشق، ومطالبة الحكومة بنشر قواتها في المناطق الحدودية لوقف التقدّم التركي.
وقال مراسل فرانس برس: إنّ قوات النظام انتشرت على مشارف بلدة تل تمر الواقعة جنوب مدينة رأس العين الحدودية، حيث تدور المعارك. وشاهد عدداً من الجنود يحملون الأعلام السورية وسط ترحيب المدنيين الذين قدموا لاستقبالهم.
واقتربت بعض القوات السورية، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، لنحو ستة كيلومترات من الحدود التركية.
وفي مناطق حدودية أخرى، انتشرت وحدات من قوات النظام مزودة بدبابات وآليات ثقيلة في محيط منبج وكذلك قرب مدينتي الطبقة وعين عيسى.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لفرانس برس: إن قوات النظام باتت على تماس تقريباً مع القوات التركية في عين عيسى.
copy short url   نسخ
15/10/2019
2125