+ A
A -
تحتفل دولة قطر غدا الأربعاء بالذكرى المئوية لإنشاء منظمة العمل الدولية بتنظيم احتفالية كبرى تحمل اسم «مستقبل العمل في دولة قطر» بمشاركة دولية ومحلية موسعة، بهدف إلقاء الضوء على الشراكة الاستراتيجية التي تربط دولة قطر بالمنظمة الأممية وتقديم عرض تفصيلي لمنظومة القوانين التي أصدرتها دولة قطر، بهدف توضيح الجهود الوطنية القطرية لضمان التوظيف العادل للعمال الوافدين.
وفي إطار العلاقات الوثيقة التي تربط دولة قطر بمنظمة العمل الدولية حرصت الأخيرة على افتتاح مكتب إقليمي لها في الدوحة قبل ما يزيد عن العامين، كما تم التوقيع على العديد من بروتوكولات التعاون بين قطر ومنظمة العمل الدولية بهدف تفعيل التعاون المشترك في مجال حماية حقوق العمال، تأكيدا على مدى الجهد وانضباط السياسة التي تنتهجها الدولة لتوفير حياة كريمة للعمالة الوافدة في دولة قطر وهو ما جعل المكتب الإقليمي للمنظمة يؤكد في أكثر من مناسبة على أن دولة قطر حريصة على اتباع أفضل المعايير الدولية في مجال رعاية العمال وتحسين بيئة العمل.
ومنظمة العمل الدولية هي أولى منظمات الأمم المتحدة التي تحتفل بمئويتها، وقد تم افتتاح المكتب الاقيليمي للدول العربية في عام 1976 في بيروت. وتتميز المنظمة بتوظيف منظومة ثلاثية تتألف من الحكومات ومنظمات العمال ومنظمات أصحاب العمل في الدول الأعضاء، وتهدف إلى تحفيز العمل المشترك من أجل وضع معايير دولية وسياسات وبرامج تنهض بالعدالة الاجتماعية وبالعمل اللائق في مختلف أنحاء العالم
لجنة العمل
نشأت مُنظَّمة العمل الدوليّة بعد أحداث الحرب العالَميّة الأولى، وبمُقتضى أحكام أحد بنود معاهدة فرساي، انطلاقاً من أن السلام العالَمي الدائم لا يمكن أن يتحقق إلّا في ظلِّ العدالة الاجتماعيّة، حيث ظهرت البوادر الأولى، لإنشاء المُنظمة بعد إقرار دستورها بين شهرَي يناير، وأبريل من عام 1919م، إذ تمّ وضعه من قِبَل لجنة العمل بقيادة رئيس الاتحاد الأميركي للعمل في الولايات المُتحدة آنذاك صامويل غومبرز، وتألفت هذه اللجنة من مُمثلين عن تسع دُول، وهي: الولايات المُتَّحِدة الأميركيّة، والمملكة المُتَّحِدة، وإيطاليا، وبلجيكا، وفرنسا، وكوبا، وتشيكوسلوفاكيا، واليابان، وبولندا.
وبدأت المُنظَّمة عملها في مدينة واشنطن الأميركية من خلال عقد مؤتمر العمل الدولي الأول في شهر أكتوبر من عام 1919م، وتمخَّضت عن هذا المؤتمر 6 اتِّفاقيات تختصُّ بقضايا العمل، والعُمّال، وفي عام 1920م تمّ تبني 9 اتفاقيات عَمل دوليّة، و10 توصيات، كما أنّ المُنظَّمة استمرَّت بالتطور، والتوسُّع في مجالات العمل، حتى وصل إلى التنظيم الدوليّ لشروط العمل في القِطاع الزراعي، وانطلاقاً من مبدأ الشفافيّة، والنزاهة، فقد تمّ في عام 1926م إنشاء لجنة مُتخصِّصة مهمّتها الإشراف على تطبيق معايير مُنظَّمة العمل الدوليّة.
مبادئ المُنظمة
تستند مُنظمة العمل الدوليّة، إلى أربعة مبادئ أساسيّة، وهي: القضاء على الفقر، والذي يُساهم فيه مُمثِّلو العُمال، وأصحاب العمل، والحكومات، من خلال نقاش حُر وديمقراطي لفائدة الجميع، وحُرّية التعبير، وحُرّية الاجتماع، والعمل ليس سلعة، والفقر في أيّ مكان يُشكل خطراً على الرفاهيّة في كل مكان.
أهداف المُنظمة
تسعى مُنظَّمة العمل الدوليّة إلى تحقيق أربعة أهداف استراتيجيّة، وهي: دعم تحقيق الحماية الاجتماعيّة للعاملين جميعهم، وتشجيع مختلف المبادئ، والمستويات، والحقوق الأساسيّة في مجال العمل، إتاحة الفرصة بشكل مُتزايد للرجال، والنساء؛ للعمل، وتحقيق الدخل الجيّد، تحقيق، وترسيخ التعاوُن الثلاثيّ بين العُمّال، وأصحاب العمل، والإدارة، والتأكيد على الحوار الاجتماعي.
copy short url   نسخ
15/10/2019
684