+ A
A -
بقلم د. أسامة المريخي
ما نزلت مدينة لأول مرة إلا وكانت الجامعات أحد أهم الأماكن التي أحرص على زيارتها، حيث إنني على قناعة أنها بما تمثله من قدرة على الفعل والتأثير في فكر وسياسة وحياة المجتمعات تعد المرجع الرئيسي للتعرف على هوية أي وطن وتحديد ثقافته، وانطلاقاً من هذه المقدمة لعلّ الإحالة على زيارتي لبعض جامعات دولة قطر الشقيقة الشهر الماضي يسعف في إلقاء الضوء بشكل موسع على الصورة والمشهد الحالي هناك، فلا شك أن جامعات مؤسسة قطر التعليمية تعيش اليوم حالة تغيير مذهلة، حالة تغير ربما تدعوني إلى أن أهدأ وأتوقف عن القلق (عاطفيا) من هذه السرعة التي تسير بها وتتحول نحو تأسيس حالة خاصة بها من حيث الوعي والاختلاف والتنوع الأكثر شمولية على الحياة، بل وما زاد تفاؤلي أيضا هو أن هذا التنوع الحاصل في الفكر والثقافة بالجامعات القطرية يرافقه أيضاً (ودون أن يغيب عن البال) التزام وإدراك أن يأتي ضمن خطاب تراث وثقافة المجتمع القطري نفسه، وأقصد به هذا الإرث المتجذر والمستمد من تراثنا (العربي والإسلامي)، وربما لا يسمح المجال هنا بعرض تفصيلي لما أعنيه، لكنني أعرف بأن الإخوة في قطر يدركون تماماً أنه ليس قدراً أن تبقى ثقافتنا العربية على مقاعد الانتظار مرتهنة ومعلقة بين مفهومها الشرقي القديم وآخر غربي متذبذب.
أخيراً نعم.. الجامعات القطرية تغيرت وأحسنت الاستفادة من الحداثة والتنوع الثقافي الحاصل كما لم يكن من قبل، لكن ما لفت نظري وبشكل يدعو للتأمل هو هذه المساحة المعطاة للعنصر الحاضر دائما (الشباب)، وأتصور أن الإجابة تكون في مقال قادم إن شاء الله.
copy short url   نسخ
13/10/2019
195