+ A
A -
كتب- محمد عبد العزيز
كشف تقرير التنافسية العالمية للعام والذي صدر في الثامن من أكتوبر الحالي 2019، عن نمو مؤشرات التنافسية في مجال الطرق والبنية التحتية في قطر، حيث احتلت المركز الـ14 في مؤشر الطرق متفوقة على 127 دولة متقدمة ونامية في مختلف أنحاء العالم، وقد قفزت نحو 9 مراكز بالمقارنة بتقرير العام الماضي 2018، وكانت في المركز الـ23، بينما احتلت المركز الـ16 في مؤشر جودة البنية التحتية للطرق، متفوقة على الولايات المتحدة الأميركية، فرنسا، السويد، إنجلترا، ألمانيا، كندا، تركيا، الصين، الهند، جنوب أفريقيا، و114 دولة أخرى يشملها التقرير.
وقد شهدت العامين الماضيين تطوراً هائلاً على مستوى شبكة الطرق الاستراتيجية التي تربط الموانئ والمطارات بالمناطق التجارية والسكنية، عبر مسارات فائقة الجودة، تختصر زمن الرحلات فيها إلى النصف تقريباً، ونظراً لموقع مطار حمد الدولي وميناء حمد الدولي في مدينة الوكرة «جنوب البلاد»، انطلقت مشاريع للطرق السريعة لربط تلك المرافق الاستراتيجية بمختلف مناطق الدولة، من خلال طريق المجد، وهو أطول شريان للنقل في قطر، وطريق ميناء حمد، وطريق (محور صباح الأحمد)، والطريق الدائري السادس، السابع، وطريق المنطقة الصناعية، وقد تم إنجاز 90 % من تلك الشرايين السريعة، فيما تبقى تحت التنفيذ محور صباح الأحمد الذي يربط مطار حمد الدولي بالمناطق شمال وغرب البلاد، عبر مسارات التدفق المروري الحر، كما يحتوي المحور على أعلى جسر معلق في قطر، ومجموعة من الجسور والأنفاق التي صممت لتواكب النهضة العمرانية التي تشهدها المناطق.
طريق المجد
انطلقت أعمال تطويروإنشاء أربعة طرق جديدة بطول نحو 195 كيلومتراً عام 2014، حيث تم تحويل طريق الشاحنات الذي كان يتألف من مسارين في كل اتجاه إلى سبعة مسارات في كل اتجاه (طريق المجد حالياً)، وتضمن المشروع تطوير طريق مسيعيد من مسارين في كل اتجاه إلى أربعة مسارات في كل اتجاه، إلى جانب إنشاء طريق ميناء حمد ليتكون من أربعة مسارات في كل اتجاه، وكذلك تحويل أكثر من 13 كيلومترا من طريق الوكير إلى طريق سريع يتألف من أربعة مسارات في كل اتجاه بدلًا من مسار واحد في كل اتجاه، كما يحتوي الطريق على جزيرة وسطى لتوسعة الطريق مستقبلا إلى تسعة مسارات أو إقامة مسار للقطارات.
طريق المجد شريان حيوي ينبض في قلب قطر، يتدفق من جنوب قطر ليصب في شمالها وشرقها ليبني على ضفتيه في المستقبل مجتمعات عمرانية جديدة تمتلك كافة مقومات الدولة المعاصرة اقتصادية كانت أو صناعية أو زراعية، فضلا عن أنه سيحدث نقلة نوعية في النقل البري كونه يشكل عصب شبكة الطرق في قطر، فإن طريق المجد سيعمل على تعمير المناطق المحاذية له وخلق مناطق سكنية جديدة ما قد يحدث تغييراً جذرياً في ديموغرافيا سكان قطر إلى جانب خلق فرص استثمارية ضخمة وتعزيز النشاط التجاري مما يؤهل قطر لتصبح مركزاً تجارياً إقليمياً حيث يقوم الطريق بتسهيل الحركة المرورية للمنافذ البحرية والجوية والبرية لدولة قطر.
يعتبر طريق المجد إضافة هامة لشبكة الطرق في قطر حيث إنه سيكون بمثابة محورٍ مروريٍ هام يربط مناطق الجنوب بمناطق الشمال وغرب ووسط وشرق البلاد، حيث يمتد من طريق مسيعيد وصولاً لطريق راس لفان بالخور وطريق الخور السريع عند لوسيل ليوفر تدفقاً مرورياً حراً يربط كافة الشرايين الرئيسية في البلاد، حيث يتصل طريق المجد بطريق الوكير والطريق الدائري السابع وطريق سلوى وطريق السيلية ثم ينقسم إلى رافدين يتقاطعان عند طريق دخان، أحدهما يتجه نحو طريق الخور السريع مروراً بطريق الرفاع وطريق الشمال، والآخر يتجه نحو طريق راس لفان مرورا بطريق الشمال.
الحركة المرورية
ويتميز طريق المجد كونه طريقاً سريعاً يتألف من 7 مسارات في كل اتجاه بين مسيعيد والخور والتي تستوعب نحو أكثر من 14000 مركبة في الساعة ليصبح من أكثر الطرق أماناً في قطر حيث تم تصميمه بمعايير دولية تخفض من احتمالات وقوع حوادث حيث تم فصل حركة مرور الشاحنات في مسارين عن حركة مرور المركبات الخفيفة في 5 مسارات.
ويضم الطريق 18 تقاطعاً ليوفر تدفقاً مرورياً حراً،وهو ما يساهم في اختصار زمن الرحلة إلى نحو أكثر من 50 % مقارنة بالزمن الذي كانت تستغرقه نفس الرحلة من خلال الطرق القائمة.
ويخدم طريق المجد نحو30 منطقة سكنية وفي مقدمتها مسيعيد والوكرة والوكير ومناطق جنوب الدوحة وأبونخلة ومكينيس ومعيذر والسيلية والمعراض. كما يسهل الوصول إلى الوجبة والريان فضلًا عن الشيحانية ودخان ومناطق الخيسة وأم صلال محمد وأم صلال علي وصولًا إلى لوسيل واللؤلؤة شرقاً إلى جانب المناطق الشمالية والخور وراس لفان.
كما يعزز طريق المجد الحركة المرورية إلى العديد من المرافق الاقتصادية مثل ميناء حمد ومطار حمد الدولي والمنطقة الصناعية والمناطق اللوجستية مثل مناطق والقرية اللوجستية، كما يعمل على سهولة الوصول إلى المراكز والأسواق التجارية مثل قطر مول والسوق المركزي فضلًا عن المناطق السياحية مثل اللؤلؤة وكتارا والمرافق الترفيهية مثل مجمع احتفالات الرفاع والظعاين والعديد من الشواطئ مثل سيلين والوكرة والخور وسميسمة وغيرها.
طريق ميناء حمد
ويصل طريق ميناء حمد بين ميناء حمد وبين الطريق الدائري السابع، بطول يبلغ 14 كيلومتراً، ويضم 4 مسارات في كل اتجاه، وهو ما يسهل حركة الشاحنات القادمة من وإلى الميناء باتجاه الصناعية وبالتالي تعزيز حركة نقل السلع والبضائع من الميناء مع باقي مناطق الدولة سيما وأن الطريق يعتبر ممراً يختصر الرحلات بديلا عن طريق المجد. ويوفر طريق ميناء حمد في زمن التنقل بما يزيد عن 15 % سيما وأن السعة المرورية للطريق تصل إلى 8000 مركبة في الساعة في كل اتجاه.
ويمتد الطريق الجديد من تقاطع أم الحول بطريق مسيعيد وصولاً للطريق الدائري السابع والذي يتصل بشارع الصناعية الشرقي عبر نفق تقاطع شارع 33 الشرقي المعروف سابقاً بدوار الوطن والذي تم افتتاحه مؤخرا ليشكل طريقا حراً بين ميناء حمد ومطار حمد الدولي وصولا لطريق سلوى.
محور صباح الأحمد
ويعد محور صباح الأحمد بمثابة «رئة الدوحة» والذي سيساهم بشكل كبير عند اكتماله في نهاية 2021 على الحد من الاختناق المروري الذي يشهده طريق الدوحة السريع خصوصا شارع 22 فبراير حيث إن الطريق الجديد يعتبر شرياناً حيوياً، وسيوفر طريقاً بديلاً وموازياً يخدم الآلاف من مرتادي الطريق يومياً بين جنوب الدوحة وشمالها.
وسيتمكن القادم من مطار حمد الدولي عبر المحور الجديد من الوصول إلى تقاطع أم لخبا في نحو 18 دقيقة فقط في الوقت الذي تستغرق الرحلة نفسها عبر طريق الدوحة السريع وشارع 22 فبراير نحو 50 دقيقة، وهو ما يعني توفير نحو 70% من زمن التنقل.
هذا التحسن الكبير في الحركة المرورية سيحدث بفضل زيادة الطاقة الاستيعابية للطريق إلى أكثر من 20,000 ألف مركبة في الساعة في الاتجاهين بعد توسعة الطريق القائم حالياً إلى أربعة وخمسة مسارات في كل اتجاه بدلاً من اثنين وثلاثة مسارات في حين يستوعب طريق الدوحة السريع حالياً فقط نحو 12.000 ألف مركبة في الساعة في الاتجاهين.
هذا وقد تم التخطيط إلى تحويل الدوارات القائمة إلى تقاطعات بإشارات ضوئية وتوسعة التقاطعات القائمة وإنشاء وتطوير نحو 17 تقاطعاً تسهل الوصول من وإلى الطريق من جميع الاتجاهات والتي تتضمن 32 جسراً من أربعة مسارات في كل اتجاه و12 نفقاً للسيارات لتوفير حركة مرورية حرة، كما سيتضمن المشروع إنشاء 12 جسراً للمشاه ومسارات للدراجات الهوائية والمشاة بطول 65 كيلومترا، بالإضافة إلى تجميل وتشجير مساحة تقدر بـ 1.5 مليون متر مربع. ويتضمن مشروع محور صباح الأحمد أول جسر معلق من نوعه في قطر بطول 1200 متر يمتد من طريق مسيمير وصولاً لشارع البستان ليعبر فوق كل من تقاطع حالول بطريق مسيمير وتقاطع فالح بن ناصر بطريق سلوى.
كما يتضمن المشروع أطول جسر في البلاد بطول 2.6 كم يمتد من شارع البستان لشارع بو اعرين ليعبر فوق شارع الوعب وشارع رشيدة، ويتضمن محور صباح الأحمد أكبر تقاطع في قطر ألا وهو تقاطع أم لخبا حيث يحتوي على تسعة جسور توفر تدفقاً مرورياً حراً في كافة الاتجاهات، وتزداد أهميته كونه حلقة وصل على طريق الدوحة السريع المزدحم والذي يحيطه مناطق سكنية ومراكز تجارية هامة.
المحور الجديد هو حلقة وصل رئيسية تربط نحو 15 طريقا رئيسيا مثل طريق الوكرة وشارع راس بوعبود والطريق الدائري الخامس والطريق الدائري السابع وطريق المنطقة الصناعية وطريق سلوى وطريق الريان وشارع الوعب وشارع اللقطة وصولاً لشارع المرخية وطريق الدوحة السريع من جهة وطريق خليفة أفنيو من جهة أخرى، وهو ما يخدم أكثر من 25 منطقة سكنية ذات كثافة سكانية عالية مثل الثمامة ونعيجة وبوهامور والوعب والريان واللقطة والغرافة وغيرها.
يسهل محور صباح الأحمد الوصول إلى معظم ملاعب بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 مثل استاد راس بوعبود واستاد الثمامة واستاد الوكرة واستاد خليفة الدولي واستاد المدينة التعليمية.
يتكامل مشروع المحور مع شبكة المترو عن طريق الربط بين عدة محطات مثل محطة المنطقة الاقتصادية ومحطة الوعب ومحطة الريان القديم.
الدائري السابع
ويعد الطريق الدائري السابع أحد أهم الطرق التي تربط جنوب البلاد بالمناطق الصناعية واللوجيستية، ويمتد على مسافة 22 كيلومتراً من مطار حمد الدولي وصولاً إلى الطريق جنوب المنطقة الصناعية، ويتضمن خمسة مسارات في كل اتجاه بالإضافة إلى حوالي 48 كيلومتراً من المسارات المخصصة للمشاة والدراجات الهوائية والتي تحيط بها أعمال التجميل والتشجير.
ويمثل الطريق الدائري السابع أحد المحاور الهامة التي تتكون منها شبكة الطرق السريعة في قطر. وبكونه طريقاً سريعاً يوفر تدفقاً مرورياً دون توقف سيحقق أثراً إيجابياً كبيراً على الحركة المرورية في جنوب البلاد، كما ستنعكس آثاره الإيجابية في تخفيف الضغط المروري على الطرق القائمة بالمناطق الأخرى، متكاملاً بذلك مع باقي المحاور بشبكة الطرق السريعة.
طريق الصناعية
وتقع المنطقة الصناعية في قطر في الجزء الجنوبي من العاصمة، حيث تحيط بها شبكة الطرق السريعة من كل اتجاه، كما وفرت لها طريقاً خاصاً من الدوحة مباشرة، ويعد طريق الصناعية هو طريق سريع يمثل جزءا حيوياً من شبكة الطرق السريعة في قطر. ويبلغ طوله 12.5 كيلومتر ويتضمن خمسة تقاطعات متعددة المستويات، ويمتد من جنوب المنطقة الصناعية عند أول تقاطع من تقاطعاته الستة والمسمى «تقاطع شارع 33 الشرقي» وينتهي عند «تقاطع بوهامور» الواقع على تقاطع شارع مسيمير مع شارع السوق المركزي، يبلغ طول المشروع 12.5 كيلومتر ويضم 4 مسارات في كل اتجاه، كما ويعتبر امتداداً لشارع روضة الخيل، المنطلق من قلب الدوحة، بإنشاء 30 كيلومترا من المسارات المخصصة للمشاة والدراجات الهوائية في الاتجاهين.
الدوحة الجنوبي
ويقع غرب مدينة الوكرة، ويشمل إنشاء طريق بطول حوالي 17 كليومترا من طريق المشاف ليمتد إلى طريق مسيعيد، حيث سيشكل طريقاً رئيسياً موازياً لمدينة الوكرة، ويشمل إنشاء طريق مزدوج بخمسة مسارات في كل اتجاه بطول حوالي 17 كلم من طريق المشاف ليمتد إلى طريق مسيعيد، حيث سيشكل طريقاً رئيسياً موازياً لمدينة الوكرة، كما يتضمن إنشاء نفق و5 تقاطعات رئيسية ذات مستويين تربط جنوب مدينة الوكرة بمطار حمد الدولي وميناء حمد الجديد.
لوسيل
ويعد طريق لوسيل السريع أحد أهم مشاريع برنامج الطرق السريعة حيث إنه يقع في منطقة حيوية تربط الدوحة بمدينة لوسيل، وتضم العديد من الوجهات العامة بدءاً من اللؤلؤة في الشمال مروراً بكتارا والمنطقة الدبلوماسية، وعدد كبير من الأحياء السكنية والفنادق والمجمعات التجارية والمرافق الأخرى، ويمتاز المشروع بموقعه الحيوي الذي سيعمل على ربط مدينة الدوحة بمدينة لوسيل، وبالعديد من الوجهات العامة بدءاً من اللؤلؤة في الشمال مروراً بكتارا والمنطقة الدبلوماسية، وعدد كبير من الأحياء السكنية والفنادق والمجمعات التجارية والمرافق الأخرى.
ويمتد المشروع لحوالي 5.5 كيلومتر من مدينة لوسيل شمالاً حتى منطقة الخليج الغربي جنوباً، حيث يتم إنشاء 3 تقاطعات رئيسية متعددة المستويات، بالإضافة إلى جسرين بحريين على القناتين الجنوبية والشمالية قرب اللؤلؤة ومدينة لوسيل. ويضم الطريق الرئيسي 4 مسارات في كل اتجاه، بالإضافة إلى عدد كبير من الطرق الفرعية الخدمية لربط الوجهات المختلفة بالطريق السريع.
طريق الخور
وقد بدأت هيئة الأشغال العامة في نوفمبر 2016 في تحويل طريق الخور الساحلي إلى طريق سريع يمتد بطول نحو 33 كيلومتر من طريق الخور بمدينة الخور وصولا إلى شارع جامعة قطر بمدينة الدوحة. حيث تم التخطيط لزيادة عدد مسارات الطريق القديم إلى خمس مسارات في كل اتجاه تستوعب نحو 10000 مركبة في الساعة بدلا من مسارين في كل اتجاه تستوعب 4000 مركبة في الساعة فضلا عن مسارين للطوارىء ما سيساهم في زيادة القدرة الاستيعابية للطريق فضلا عن تعزيز السلامة المرورية التي تنتهجها «أشغال».
كما يتميز الطريق المستقبلي بتوفير جزيرة وسطى للخط الأحمر لخط سكك الحديد القطرية (قطر ريل) والذي من المقرر أن يربط الخور بالدوحة في محطتين رئيسيتين، هذا إلى جانب توفير مضمار أولمبي للدراجات الهوائية بطول 34 كيلومترا على جانب الطريق وإقامة مسارات مشتركة للمشاة والدراجات الهوائية بطول 33 كيلومترا على الجانب الآخر من الطريق هذا إلى جانب إنشاء 42 نفقاً للمشاة والدراجات الهوائية.
يضم المشروع 10 تقاطعات متعددة المستويات، ستة منها ذات تدفق مروري حر والتي تتصل بعدد من الطرق الرئيسية مثل الطريق المداري وطريق الطرفة وطريق سميسمة، كما تسهل الوصول إلى طريق الشمال وطريق لوسيل السريع. كما تحتوي على ثمان جسور و22 نفقاً وممراً سفلياً فضلا عن معبر للجمال ليربط محمية لوسيل الصغرى بحمية لوسيل الكبرى.
يخدم الطريق إلى جانب الدوحة والخور أكثر من 15 منطقة سكنية، كما يعتبر الطريق حلقة وصل رئيسية لعدد من ملاعب كأس العالم حيث يتصل مباشرة بكل من استاد لوسيل واستاد البيت كما يسهل الوصول إلى استاد الريان من خلال اتصال الطريق بالطريق المداري، كما يسهل الوصول إلى مركز شباب سميسمة ومركز شباب الخور ونادي الخور وكذلك مجمع رياضات لوسيل ونادي الدوحة للجولف.
copy short url   نسخ
11/10/2019
3046