+ A
A -
كتب - أكرم الفرجابي وقنا
كرمت سمو الشيخة جواهر بنت حمد بن سحيم آل ثاني، حرم سمو الأمير، خريجات الدفعة الثانية والأربعين (دفعة 2019) من طالبات جامعة قطر، في حفل أقيم تحت رعاية سموها في مجمع الرياضات والفعاليات بالجامعة صباح أمس.
حضر الحفل عدد من أصحاب السعادة الشيوخ والوزراء وأعضاء الهيئة الإدارية والتدريسية بالجامعة، وأولياء أمور الطالبات وضيوف الجامعة.
وبدأ الحفل بآيات من الذكر الحكيم تلتها الطالبة زينب رحمة الله من كلية الشريعة، ثم تم عرض فيلم عن مختلف إنجازات الجامعة خلال 2019، والتصنيفات العالمية التي حققتها، إضافة إلى دور الجامعة ورؤيتها في خدمة المجتمع والدولة وفق رؤية 2030.
وقد بلغ عدد الخريجات المتفوقات اللاتي كرمتهن سموها، أمس، 411 طالبة من مجموع العدد الكلي للخريجات البالغ عددهن 2468 في مختلف التخصصات.
طريق العلم
وقال سعادة الدكتور حسن بن راشد الدرهم، رئيس جامعة قطر، في كلمته الترحيبيّة: «يحقُ لنا ونحنُ نحتفل بتخريجِ الدفعة الثانية والأربعين من طالباتِ جامعةِ قطر أن نقول: إننا لا نفرحَ بتخريجِ بناتِنا الطالباتِ فحسبْ، بل إننا نحتفلُ ونفخرُ بما قدمته دولتُنا المباركةُ ومجتمُعنا القطريُ المؤمن من تكريمٍ وإعزازٍ لنصف المجتمع. إن مجتمعنا القطري الذي يقف على موروث حضارة إيمانية، ويتطلعُ إلى مكانة إنسانية عالمية بين الأمم، لم ولن ينسى الأمَ التي ربتْ، والأختَ التي تكافحُ وتكدحْ، والبنتَ التي تطمحُ إلى مستقبل زاهرٍ ترفعُ فيه من شأنها وشأن أسرتها ووطنها».
وأضاف الدرهم: «إن حفلنا اليوم (أمس) هو إقرار واعتراف بأن المرأة لها شأنٌ، وأيُ شأنٍ في قطرنا الحبيبة، بل هو إعلانٌ على أن مجتَمعنا هذا عازمٌ على الاستثمار في الإنسان قبل المال، وفي الجوهرِ قبل العَرضْ، وحالُ المرأة عندنا.. كحالِ الرجل تماما، إنها هي رأسُ مالِ أمتِنا، وقلبُ نهضتِنا، وقرةُ عينٍ لنا، ولقيادتِنا المتمثلةِ بسموِ أميرِنا وحكومتِه الرشيدة، ولهذا فاسمحوا لي أيها الكرام أن أقول: إننا نفخرُ بما قدمتهُ ولا تزال تقدمه خريجات جامعتنا منذ تأسيسِها قبل أكثرَ من أربعينَ عاماً وحتى اليومْ، من عطاءٍ خصبٍ، وإنجازٍ متميزٍ فعالْ، حيثُ كُنَّ في مقدمةِ المساهمينَ بالعلمِ والخبراتِ في دفع عجلةِ البناءِ والتطورِ لبلدنا قطر».
ووجه الدكتور الدرهم نصيحة لبناته الخريجات، فقال: «إن العلم طريقٌ نسيرُ عليه، وليس هدفاً نصلُ إليه، فكلّ مرحلةٍ علميةٍ نتجاوزها ليست سوى محطةٍ من محطات مسارِ العلم الذي لا يتوقف، ولذلك لم يأمر الله سبحانه نبيه صلى الله عليه وسلم أن يستزيد إلا من العلم (وقل ربِ زدني علمًا)، لكن العلم وحده لا يصنع النهضة، والمال لا يصنع النهضة، ما يصنع النهضة هو العقل الذي يؤمن بها، فكل عناصر التقدم مهما كثرت وتنوعت لا تقود إلى النهضة، إلا إذا وجد العقل الذي يستثمرها في صناعة نهضة بلاده».
وأضاف: إن جامعة قطر ولله الحمد ليست مجرد مرحلة، تنتهي بانتهاء الدراسة فيها والتخرج منها، بل هي المنطلق الذي يعود إليه الخريج كلما احتاج إلى الاستزادة المعرفية، فالجامعة بأساتذتها وباحثيها وقطاعاتها لا يألون جهدًا في خدمتكم متى ما كنتم في حاجة للاستزادة في المعرفة والعلم. في حياة كل منا أيام مشهودة تبقى في الذاكرة لا يمحوها الزمن، ويأتي يومُ التخرج الأسعد بين تلك الأيام، تظل ذكراه مصاحبةً لرحلةِ الحياة، ونقطة انطلاق نحو آفاقها الرحبة وآمالها العريضة.
واختتم رئيس الجامعة كلمته قائلاً: «يسعدني أن أشارككم هذه الفرحة في يوم حصاد وتتويج لجهد دائم ومتواصل بذلتموه على امتداد حياتكن الدراسية في الجامعة وحققتن خلالها كل متطلبات النجاح. إنكنّ اليومَ على أعتابِ مرحلةٍ جديدةٍ تتميزُ بالبذلِ والعطاءِ لخدمةِ وطنَنا الغالي، الذي لم يبخلْ عليْكنّ يوماً، فَلْتَكُنّ عندَ حُسنِ الظنِّ بكنّ، وإني إذ أباركُ لكُنّ هذا النجاحَ والتفوقَ أقول هنيئاً لنا ولكُنّ هذا النجاح، وأسأل الله العزيز القدير أن يحفظكنَّ ويجعلكنَّ مشاعل نورٍ وهدى أينما كُنتن».
الاهتمام بالتعليم
من جانبها، ألقت الطالبة عائشة خالد الملا، من كلية الإدارة والاقتصاد، كلمة باسم الطالبات الخريجات، قائلةً: «إن التعليم كان وما زال هو الأساس الذي تبنى عليه المجتمعات والأوطان، وهو الوسيلة الأمثل لبناء مجتمع متميز ذي فكر متميز، والسلاح الفعّال لمواجهة الفساد بأنواعه، ذلك ما دفع قيادتنا الرشيدة في دولة قطر إلى الاهتمام بالتعليم والتركيز عليه ووضعه كركيزة أساسية في رؤية قطر الوطنية 2030».
وأضافت: من أجل تحقيق هذه الرؤية، سعت دولة قطر في إنشاء جامعات ومؤسسات تعليمية تساهم في إعداد جيل من الشباب الواعي المنفتح المؤهل علميًا وعمليًا؛ لتحقيق التنمية المستدامة في شتى الجوانب والمجالات. أخواتي الخريجات، يحق لنا اليوم أن نفخر جميعاً، ونحمد الله الذي مَنَّ علينا بهذه اللحظة، فها نحن وبكل فخر نتوج اليوم خريجات متميزات للدفعة الثانية والأربعين من هذا الصرح التعليمي العريق، جامعة قطر، الجامعة الوطنية التي تميزت بعراقتها وبمستواها الأكاديمي الذي ينافس الجامعات العالمية، وهي الجامعة نفسها التي خرجت أجيالاً ساهمت في نهضة هذا الوطن، ويُبرهن على ذلك أصحاب الهمم من خريجي وخريجات الجامعة في سوق العمل القطري، ويكفينا فخراً أن هذه الجامعة خرجت الكثير من أمهاتنا وآبائنا.
رحلة كفاح
وقالت ممثلة الخريجات: «ها قد انتهت رحلة كفاح ومسيرة نجاح، شكلت في كل واحدة منا نقطة تحول، فلنتذكر أن كل نهاية بداية، وأن هذا التفوق ليس إلا دافعا للانطلاق نحو غد مشرق، وأن المرء كلما زاد علما زاد تواضعا، ولنتذكر أيضا، أن التعلم مطلب وطني، وقطر تستحق منا الأفضل، فباختلاف تخصصاتنا، وتنوع مجالاتنا، لنكن كما أرادنا حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، شبابا معطاء طموحا أمينا على الوطن، ولا يخشى المحن».
واختتمت كلمتها قائلةً: «بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن زميلاتي الخريجات، لا يسعنا إلا أن نشكر من كان لهم الفضل من بعد الله في وصولنا إلى هذه المرحلة، ونخص بالشكر الأمهات والآباء الأجلاء وكل من قام مقامهم، فشكرا لأم دعت، وشكرا لأب آمن، وشكرا لإخوة وأصدقاء وأحباء دعموا وشجعوا، وكل الشكر والاحترام والتقدير لأعضاء الهيئة التدريسية الذين ساندونا ورعونا وأخذوا بأيادينا حتى نصل إلى هذا النجاح. أساتذتنا الكرام، أخواتي الخريجات، حضورنا الكريم، مع لحظات التخرج يخفق القلب، وتمتزج المشاعر، وتزداد الأمنيات؛ فأسأل الله أن يحقق لنا جميعا كل ما نرجو وغاية أمانينا، أن ينفع الله بنا قطر، فاللهم اجعلنا ذخرا لهذا الوطن. دمتم بهمة وعزيمة وسعادة».
copy short url   نسخ
09/10/2019
3143