+ A
A -
هل يعرف الرئيس دونالد ترامب ما سياسته في سوريا؟ إن قراره الأخير القاضي بسحب القوات الأميركية من الحدود السورية التركية يمثل دليلا جديدا على تناقض البيت الأبيض، الذي يهز ثقة الحلفاء، ويعرض حياة الناس للخطر. الدبلوماسيون الأميركيون رأوا أن حل المشكلة السورية المستعصية لا يكون إلا عبر التفاوض، فيما احتاجت الولايات المتحدة القوات التي قادها الأكراد في شمال سوريا لمواجهة ما تبقى من داعش، إلا أن تركيا ترى في تنظيمات الأكراد جماعات إرهابية. اتفقت الأطراف الثلاثة، تركيا والأكراد وواشنطن، على إنشاء منطقة آمنة طولها خمسة أميال على طول الحدود مع تركيا، إلا أن ترامب دمر هذه الترتيبات كلها، وسحب قواته وأذعن لضغوط الرئيس التركي أردوغان.
{ افتتاحية - نيويورك تايمزندى الصغيرة لا يزيد عمرها عن أربعة أعوام، لا يمكنها أن تستمع إلى أغنية أطفال تحتوي كلمة «أم» أو «أمي»، حيث يذكرها ذلك بأمها الإيزيدية التي أُجبرت على الهرب بدونها، فتبكي طويلا. ندى واحدة من بين أربعين طفلا في مركز رعاية الأطفال في الرميلان شمال شرق سوريا، كلهم أبناء نساء إيزيديات سباهن تنظيم داعش. هؤلاء الأطفال لا يمكنهم العودة إلى أراضي الإيزيدين، حيث تنص الأعراف الدينية للمنطقة على أنه لا يسمح بالدخول إلى أراضيها إلا من ولدوا على الديانة الإيزيدية. إن أمهات هؤلاء الأطفال واجهن الخيار الصعب: إما البقاء في المخيم مع غيرهن من زوجات التنظيم وسباياه، أو المغادرة دون أطفالهن.
{ أنتوني لويد - التايمزفي أوائل عام 2015، طلبت الولايات المتحدة من الأكراد المساعدة، بينما كان تنظيم داعش يتغلب بسهولة على جيوش الشرق الأوسط، ويمثل تهديدا للغرب. وبعد أربعة أعوام من ذلك التاريخ، يبدو أن القوات الكردية تواجه نأي الولايات المتحدة، عشية هجوم متوقع من تركيا على الشمال السوري، حيث تتواجد قوات كردية تعتبرها أنقرة ذراعا للانفصاليين الأكراد في تركيا. بالطبع، خيانة ترامب أغضبت الأكراد، كما أنها تهدد المصالح الأميركية، فبينما تغادر وحدات وقوات المدرعات، أعربت قيادات الأكراد عن غضبها، مطالبة بتفسير، بينما تتأهب لعملية عسكرية تركية قد تغير خريطة المنطقة.
{ مارتن شولوف - الغارديان
copy short url   نسخ
09/10/2019
574