+ A
A -
يُحكى أن الفيلسوف سقراط التقى برجل فدار بينهما الحديث التالي: أخبر الرجل سقراط فقال: أتعلم ما سمعت عن أحد أصدقائك... فرد عليه سقراط: انتظر لحظة قبل أن تخبرني ما سمعت عليك أن تجتاز امتحانا بسيطا يدعى امتحان المصافي الثلاث.. فوافق الرجل وأصغى لسقراط... فقال سقراط: قبل أن تخبرني عن صديقي لنأخذ لحظة لنصفي ما كنت تقول في المصفاة الأولى وهي الصحة والصدق أي صحة ما تقول وصدقه... أجبني هل أنت متأكـــد أن ما ستخبرني به صحيح؟ فرد الرجل: في الواقع لقد سمعت الخبر...و..... قال سقراط: إذن أنت لست متأكدا من مدى صحة ما ستخبرني به.. إذن فلنجرب المصفاة الثانية وهي مصفاة الخير والطيبة، هل ما ستخبرني به عن صديقي شيء خير وطيب؟ فرد الرجل: لا على العكس..تابع سقراط حديثه: حسنا إذن ستخبرني شيئا سيئا عن صديقي على الرغم من أنك غير متأكد من أنه صحيح؟ بدأ الرجل بالشعور بالإحراج... ثم تابع سقراط قائلا: مازال بإمكانك أن تنجح بالامتحان فهناك مصفاة ثالثة وهي مصفاة المنفعة والفائدة، فهل ما ستخبرني به عن صديقي نافع أو مفيد لي؟..
فرد الرجل: في الواقع لا.... تابــــع سقراط: إذا كنت ستخبرني بشيء ليس يصحيح ولا بطيب ولا ذي فائدة أو قيمة لماذا تخبرني به من الأصل؟ ليس كل ما تراه عيناك هو الحقيقة وليس كل ما تسمعه أو تسمع به هو الصدق، حيث أغلب مشاهدتنا تكون مشبوهة، لذا يجب أن تمر عقولنا بمراحل المصفاة الثلاث، علينا أن نحرص أن نكون على وعي تام بما نسمعه لأن هناك زيفا في كثير من الحقيقة تكون مغلفة بعبارات محببة للقلب .
.. هناك كثير من اللغات التي يعجز العقل عن مقاومتها كلغة الأرقام، مثال أن تقوم شركة بمخاطبة موظفيها انه تم استقطاع ستة بالعشرة فقط من مخصصاتهم، في لحظتها لن يعير الموظفون اهتماما لأنهم يرونها نسبة قليلة .. لكن الحقيقة أنهم سيندهشون اذا عرفوا أن ستين بالمائة تم استقطاعه من مخصصاتهم، وهو الواقع بالنسبة المئوية حيث نجد أن الكثير من البضائع والسلع تستند لهذه الحيلة.
إن للعقل نظامين يعمل بهما: نظام بديهي وتلاق سريع لا يكلف أي مجهود من صاحبه....ونظام محلل يأخذ وقتا ومجهودا وطاقة...لذا علينا دائما اختيار النظام الثاني لكي يكون لنا وعي وإدراك لعلاقتنا بالأفكار والكلمات إدراك لكل ما يدور حولنا.منال عمر عبدهومضات
copy short url   نسخ
21/09/2019
1023