+ A
A -
الدوحة - الوطن
أقام الملتقى القطري للمؤلفين في مبنى وزارة الثقافة والرياضة، بقاعة بيت الحكمة، مساء أمس جلسة نقاشية جديدة بعنوان «كاتب وكتاب»، مع ضيفة الجلسة الدكتورة هلا السعيد، حول كتابها «استراتيجيات التعامل مع الأشخاص من ذوي الإعاقة من خلال الفن التشكيلي (الموهبة وتحدي الإعاقة)، بحضور الكاتبة والفنانة التشكيلية لينا العالي، وأدار الجلسة الإعلامي صالح غريب. وأوضحت الدكتورة هلا السعيد، أن فكرة الكتاب جاءت من خلال تجربة فعلية لابنة الكاتبة دانيا طارق، التي تعاني من الإعاقة السمعية، ملهمة الكتاب ومن خلال الاهتمام بها من طرف الاسرة الواعية والبيئة المثقفة، والمراكز المتخصصة، والمعلم المتميز الذين اتحدوا جميعا من اجل العمل على تدريبها من خلال برامج تدريبية مختلفة بعضها، برامج تقليدية وبعضها برامج حديثة تعتمد على أساليب محببة لابنتها مثل (الفن التشكيلي)، ومن خلال التدريب بالفن التشكيلي تم اكتشاف موهبة الفن لديها، مما ساعدها على تنمية جانب الإبداع والموهبة، مع التركيز على الجانب النفسي الذي كان له دور بزيادة ثقتها بنفسها مما ساعدها على تحدي معوقات المجتمع ووصولها لبر الأمان.
وأضافت السعيد أن كتاب «استراتيجيات التعامل مع ذوي الإعاقة من خلال الفن التشكيلي» الموهبة وتحدي الإعاقة، يتكون من احد عشر فصلا، تم تقسيمه إلى جزأين، الجزء الأول تحت عنوان «استراتيجيات التعامل مع ذوي الإعاقة من خلال الفن التشكيلي»، ويشتمل على تسعة فصول وكل فصل يشمل عددا من الأبواب، وهو يركز أولا على الفن التشكيلي بصفة عامة، ومن ثم التركيز على الفن التشكيلي لأشخاص ذوي الإعاقة «تدريب ذوي الإعاقة من خلال الفن التشكيلي لإكسابهم مهارات متعددة»، من وجهة نظر متخصصة بالمجال تظهر أهمية طريقة التدريب عن طريق الفنون، لاعتبارها وسيلة هامة في تربية الأطفال بصفة عامة ولذوي الإعاقة بصفة خاصة، لأنها تتيح الفرصة للطفل للتعبير عن مشاعره وما يجول في نفسه وتزيد قيمة هذه الفنون بالنسبة للأطفال ذوي الإعاقة لما يعانيه هؤلاء الأطفال من عدم قدرة على التعبير والوصف الدقيق بالكلام والتواصل مع الاخرين.
وتابعت قائلة: إن الهدف من تدريب هؤلاء الأطفال ليس الإتقان أو الإبداع وإنما إتاحة الفرصة للطفل للتعبير الحر عما يجول في تفكيره، فان التدريب من خلال الفن الشكيلي له أهمية تعود على الأشخاص من ذوي الإعاقة بجوانب متعددة (جوانب وجدانية وجوانب عقلية، وجوانب اجتماعية، بالإضافة إلى التدريب الحسي، وتقوية عضلات الجسم، وتقوية جانب التآزر الحركي، والعمل على تهذيب النفس، وله دور فعال في التربية الجمالية وتنمية الذوق الفني. وأشارت إلى وجود بعض القدرات المتميزة والمواهب الإبداعية لبعض الأشخاص من ذوي الإعاقة في مجالات متنوعة، تكشف عنها أعمالهم وإبداعاتهم غير أن هذه المواهب والإمكانيات تحتاج من يرعاها حتى تسير في طريقها السليم، ويتمكن صاحبها من نموها وتطويرها ليصبح متميزاً، مع التشديد على وعي الأسرة ودورها الفعال في تنمية الموهبة لدى أطفالها من ذوي الإعاقة، والدور الإيجابي للأسرة في بناء العظماء، وأيضا دور المؤسسات المجتمعية في تنمية الموهبة لدى ذوي الإعاقة والحفاظ على هذه المواهب باعتبارها موارد بشرية يمكن الاستفادة منها في كثير من نواحي الحياة.
copy short url   نسخ
19/09/2019
2089