+ A
A -
كتب - جليل العبودي
لم يكن فوز الزعيم السداوي بضربة حظ، أو أنه جاء مصادفة، ومن يجيد قراءة المباريات ويتمعن في الجوانب التكتيكية، يرى أن الزعيم لعب من أجل شيء واحد هو الفوز وبفارق يؤمن له الوصول إلى نصف نهائي دوري أبطال آسيا، لاسيما أنه يلعب المباراة وأمره مرهون ومشروط بالفوز، وتسجيل النصر أو التعادل أصبح الاشتراط هو المطلب الوحيد من أجل مواصلة السد المشوار القاري والوصول إلى منصة التتويج.
ومن هنا وجدناه يلعب بقوة ضاربة عطلت أي اندفاعة هجومية للنصر، والذي يراهن دائما على هجومه القوي بقيادة حمد الله ونور الدين أمرابط الذي قد يكون هو مصدر الخطر الأبرز بفريقه، ولكن كل خطوط النصر لم تستطع أن تؤدي أو تقدم ما هو معروف عنها، لاسيما بالشوط الأول الذي كان سداويا، حيث فرض الزعيم ضغطا كبيرا على المرمى السعودي وانشغل غريمه في إبعاد الخطر وتشتيت الكرات التي كانت تذهب إلى المنطقة الخطرة، لاسيما أن الرغبة السداوية كانت واضحة جدا بهدف مبكر، وهو ما عمل عليه المدرب تشافي في تعامله المبكر مع المباراة، إلا أن أهمية المباراة واندفاعة لاعبي الزعيم أوجدتا نوعا من الاستعجال في التعامل مع الفرص السهلة التي لاحت للاعبيه، والتي لو استُغلت لكان الأمر قد حسم أو أمّن السد وضعه بالمباراة بوقت مبكر، واكتفى بهدف وحيد عن طريق أكرم عفيف الذي دائما ما يكون هو صاحب الحلول الحاضرة، بحكم ما يملكه من قدرة ومهارة توظف في صالح المجموع، فضلا عن إجادته هز الشباك، وبلا شك إن الهجوم السداوي الضارب قد أربك دفاعات لنصر وجعلها تتخبط، ولكن الحظ حالفها كثيرا في أوقات التفوق السداوي، وأن النصر كما هو معروف يجيد التعامل مع المنافسين بالشق الهجومي، ولكن السد عرف كيف يحيد ذلك الخط من خلال الضغط على المرمى، وهو ما أفقد الوسط من إيصال الكرات إليه في ساحة الزعيم، بالرغم من أن النصر روي فيتوريا أراد أن يستغل اندفاعة الزعيم في الهجوم وسطرته على مجريات اللقاء واللعب على الكرات المرتدة، لاسيما في الأطراف واستغلال قدرات امرابط وحمد الله، ومع أن الأول كانت له محاولات خطيرة، إلا أن الدفاع السداوي اجتهد كثيرا في التعامل معه، وحتى الهدف الذي سجله حمد الله كان من كرة ثابتة وليس من حالة لعب، وكرة غيرت اتجاهها وذهبت إلى شباك الشيب الذي كان اتجاهه صوب طريق الكرة، قبل أن تغير الاتجاه إثر ارتطامها بجابي، وبما أن الشوط الثاني هو شوط القراءة وكما يسمى شوط المدربين، فإن التحدي كان على أشده بين تشافي الذي يؤكد مشواره القصير في التدريب أنه يسير على خطى الكبار من المدربين الذين نجحوا كلاعبين وأثبتوا حضورهم كمدربين ومن بينهم جوارديولا الذي هو خريج مدرسة البرشا، وتعاملا معها بهدوء أعصاب وثقة كبيرة، مما انعكس على أداء اللاعبين في الملعب، فيما فقد روي مدرب النصر بوصلته وسيطرت عليه حال من الانفعال والغضب، طوال المباراة وأكملها في النهاية التي أراد أن يفعل أي شيء لكي يبرر خسارة فريقه المستحقة وبفارق هدفين، إلا أنه فشل في ذلك مثلما فشل أمام تشافي.
ومع أن الدقائق بالشوط الثاني عصيبة جدا، حيث إن أي من الفريقين يمكن أن يحسم الأمر، لاسيما بعد أن سجل الزعيم هدفه الثاني، وبالتالي أصبحت الكفة من حيث النتيجة متعادلة، إلا أن تحكم السد في مجرى اللقاء كان واضحا، وظل يبحث عن هدف الحسم حتى حقق مبتغاه عن طريق بو نجاح، وليكون هذا الفوز والتأهل هدية غالية للجمهور الأغلى الذي حضر وساند وآزر الزعيم، حيث حضرت جماهير كل الأندية وتوحدت وأصبح الجمهور القطري خلف السد في مهمته القارية، وأن للجماهير الدور الكبير في تحفيز نجوم الزعيم؛ كونها لم تتوقف طوال الوقت عن التشجيع والمؤازرة من أجل أن يقول الزعيم كلمته في اللقاء، وهو ما حققه، فكانت الهدية مستحقة للجماهير، وأن القادم للزعيم سيكون لصالحه إن شاء الله، وهو الفريق الذي يجيد التعامل مع المهام الخارجية بكل احترافية وواقعية.
copy short url   نسخ
18/09/2019
927