+ A
A -
نظم الملتقى القطري للمؤلفين، أمس، ندوة بعنوان: «دور الجوائز في دعم المبدعين» في مقر وزارة الثقافة والرياضة، بحضور عدد من المثقفين والمهتمين، وذلك ضمن أنشطة وفعاليات الملتقى الهادفة إلى تفعيل الحراك الثقافي في المجتمع.
وشهدت الندوة، التي قدمها السيد محمد الصايغ الباحث الثقافي في إدارة الإصدارات والترجمة بوزارة الثقافة والرياضة، العديد من المداخلات من الحضور تمحورت حول أهم المعايير التي تحقق نزاهة الجوائز وكيفية الاستفادة من الأعمال الفائزة بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في المجتمع المحلي والعربي بشكل عام.
وقدمت الدكتورة حنان الفياض عضو هيئة التدريس بجامعة قطر والناطق الإعلامي باسم جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في مداخلتها تعريفا مفصلا عن الجائزة منذ تأسست عام 2015 بوصفها جائزة عالمية تسعى إلى تكريم المترجمين وتقدير دورهم في تمتين أواصر الصداقة والتعاون بين أمم العالم وشعوبه، وتشجيع الإبداع، وترسيخ القيم السامية، وإشاعة التنوع والتعددية والانفتاح، كما تطمح إلى تأصيل ثقافة المعرفة والحوار، ونشر الثقافة العربية والإسلامية، وتنمية التفاهم الدولي، كما تعزز دور الترجمة في إشاعة السلام ونشر المعرفة، ودور المترجمين في تقريب الثقافات.
وقالت إن الجائزة التي بلغت موسمها الخامس هذا العام، قد أخذت على عاتقها، تشجيع الترجمة من اللغة العربية وإليها بأكثر من لغة، معتمدة لغة عالمية كل عام إلى جانب اللغة الإنجليزية، فاختيرت اللغة التركية في العام الأول، ثم الإسبانية في العام الثاني، والفرنسية في العام الثالث، والألمانية في العام الرابع والروسية في العام الحالي الخامس.
وأضافت أن الجائزة اتسعت دائرتها منذ عام 2017، وتعتبر الأعلى قيمة على مستوى الجوائز في العالم العربي، حيث يبلغ مجموعها مليونين ومئتي ألف دولار، وقد أضيفت فئة أدرجت ضمنها خمس لغات شرقية، وهي: الصينية واليابانية والفارسية والأردو والملايو، وذلك تقديرا لإنجازات الترجمة من اللغة العربية وإليها في اللغات الخمس المذكورة.
واستمرارا لتعزيز التواصل بين الثقافة العربية وثقافات العالم المختلفة، وجهت الجائزة اهتمامها في العام 2018 إلى خمس لغات جديدة، وهي: الإيطالية والروسية واليابانية والبوسنية والسواحلية، ثم وجهت الجائزة اهتمامها هذا العام، 2019، إلى اختيار اللغة الروسية كلغة رئيسية ثانية، واختيار خمس لغات جديدة في فئة الإنجاز، وهي: الأوزبكية والبرتغالية وبهاسا إندونيسيا والصومالية والمالايالامية، مشيرة إلى أنه خلال الأيام القليلة المقبلة سوف تعلن الجائزة عدد المترشحين على أن تعلن النتائج في ديسمبر المقبل.
وأكدت الدكتورة امتنان الصمادي، عضو هيئة التدريس في جامعة قطر وعضو الفريق الإعلامي لجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي خلال مداخلتها، أن دولة قطر اهتمت برعاية العلوم والآداب والفنون والتراث الثقافي وتحافظ عليها وتساعد على نشرها وتشجع البحث العلمي طبقا لنص المادة (24) من الدستور القطري، مشيرة إلى أن الدولة ترجمت هذه المادة عبر العديد من الآليات كان من بينها إصدار الجوائز ومنها جوائز الدولة التقديرية والتشجيعية في العلوم والآداب والفنون وجائزة الدولة لأدب الطفل التي تصدر عن وزارة الثقافة، بالإضافة إلى العديد من الجوائز الكبرى التي تمنحها بعض المؤسسات في الدولة مثل جائزتي كتارا للرواية وشاعر الرسول وجائزة الشيخ علي بن عبدالله آل ثاني في العلوم الشرعية والفكر الإسلامي وجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي، فضلا عن جائزة الدوحة للكتابة الدرامية التي أطلقتها وزارة الثقافة والرياضة هذا العام، كما ترعى الدولة كذلك العديد من الجوائز التي تمنح على المستوى العربي.
وأوضحت أهمية الجوائز في تكريم العلماء والمفكرين والباحثين والمبدعين ماديا ومعنويا والتعريف بجهودهم على المستويين الدولي والإقليمي بما يسهم في إثراء الجهد البحثي والاجتهاد الفكري والإبداع الفني، فضلا عن خلق مناخ للمنافسة العلمية الإبداعية والابتكارية، مشيرة إلى اهتمام السلطة في الحضارة العربية والإسلامية على مدار التاريخ برعاية الإبداع من خلال خلق روح التنافس بين المبدعين وتقديم جوائز مادية قيمة لهم فازدهرت بذلك حركات التأليف والترجمة على حد سواء، كما نجد ذلك أيضا في العصر الحديث، منوهة بأهم الجوائز العربية في هذا الجانب وخاصة جوائز الترجمة وأهميتها في التواصل الثقافي، في ظل تراجع الترجمة من العربية وإليها إلى لغات العالم بشكل كبير، الأمر الذي يستدعي وجود استراتيجية واضحة ووجود مؤسسات داعمة بدلا من الاعتماد على تقديرات فردية وآنية أو تبعا لنوع الدعم الذي تتلقاه المؤسسات والمترجمون.
كما تحدثت الصمادي عن دور لجان التحكيم في الجوائز والمسؤولية الأخلاقية إلى جانب كونها مسؤولية فنية، مؤكدة أنه كلما تميزت اللجان بالنزاهة حققت الجائزة مصداقيتها وكانت أنفع للواقع الثقافي، داعية إلى إعادة النظر في فلسفة الجوائز بحيث يكون لها دور في الاحتفاء المطول لا الآني بالمنجز الفائز وعقد الندوات حوله ومناقشته وإعادة بيعه بسعر زهيد لتعميم الفائدة على المتعلمين وتسويقه خارجيا.
وتشمل الدورة الخامسة جوائز الترجمة وتنقسم إلى الفروع الأربعة الآتية: الترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية، الترجمة إلى اللغة العربية من اللغة الإنجليزية، الترجمة من اللغة العربية إلى إحدى اللغات الأجنبية، الترجمة إلى اللغة العربية من إحدى اللغات الأجنبية، وتبلغ قيمة كل واحدة من هذه الجوائز مئتي ألف دولار أميركي، ويحصل الفائز بالمركز الأول فيها على مائة ألف دولار أميركي، والمركز الثاني على ستين ألف دولار أميركي، والمركز الثالث على أربعين ألف دولار أميركي، أما الفئة الثانية فتشمل جوائز الإنجاز، وتمنح لمجموعة أعمال مترجمة من لغات مختارة إلى اللغة العربية ومن اللغة العربية إلى تلك اللغات وهي (الأوزبكية والبرتغالية وبهاسا إندونيسيا والصومالية والمالايالامية) بواقع 100 ألف دولار لكل قسم حيث تبلغ القيمة الإجمالية لجوائز هذه الفئة مليون دولار أميركي، وتخصص الفئة الثالثة لجائزة الإنجاز في اللغتين الرئيسيتين، وتبلغ قيمة هذه الجائزة مئتي ألف دولار أميركي.
copy short url   نسخ
18/09/2019
1388