+ A
A -
حسين عطوي كاتب لبناني
أثار تسهيل دخول عامر الياس الفاخوري.. أحد كبار العملاء، والمسؤول عن ارتكاب جرائم التعذيب وقتل العديد من الأسرى في سجن الخيام خلال فترة الاحتلال الصهيوني للجنوب قبل العام 2000.. أثار تسهيل دخول هذا العميل إلى لبنان عبر مطار بيروت، وما زال يثير موجة عارمة من التنديد والاستنكار والتحركات الاحتجاجية..
لما يشكله ذلك من انتهاك صارخ للقيم الوطنية ومكافأة للعملاء على ما اقترفوه من جرائم وخيانة بحق وطنهم وشعبهم بدلا من القصاص منهم.. على ان هذا التنديد الواسع بهذا التواطؤ.. من بعض النافذين في الدولة لتبييض صفحة هذا العميل.. تنبه إليه الأمن العام اللبناني لاسيما وأن العميل هو من كبار المتعاملين مع العدو ولهذا رأى الأمن العام أن هناك أمرا مريبا وراء سحب المذكرة 303 القاضية بتوقيفه لحظة دخوله الأراضي اللبنانية.. فعمد إلى اتخاذ قرار احترازي بحجز جواز سفره، والطلب اليه مراجعة الأمن العام لاستلامه.. هذا الإجراء ترافق مع كشف وسائل الاعلام لطريقة دخول العميل فاخوري، أدى إلى احداث موجة سخط واحتجاج وردود فعل مستنكرة، مما أحبط محاولة تبييض صفحته وعدم محاكمته على أفعاله الفظيعة بحق الشعب والوطن.. فجرى توقيفه من قبل الأمن العام لدى مراجعته لأخذ جواز سفره الأميركي.. وبعد التحقيق معه تبين انه حاصل على الجنسية الإسرائيلية ما يعني انه بعد هروبه إلى فلسطين المحتلة.. قبل ثلاثة أيام من يوم تحرير الجنوب والبقاع الغربي في 25 مايو من عام ألفين.. استمر في العمالة لصالح العدو تأكيدا على عمق ارتباطه بالعدو والحظوة التي يتمتع بها لديه والنابعة من دوره الكبير والخطير في خدمة العدو الصهيوني.. وبناء عليه أصدر القاضي في المحكمة العسكرية بيتر جرمانوس قرارا بتوقيفه وإحالته إلى التحقيق معه تمهيدا لمحاكمته.. غير ان ذلك لم يشف غليل الأسرى المحررين وعائلات الشهداء.. خصوصا وأنهم شعروا بان هناك ضغوطا أميركية بدأت في محاولة لإطلاق سراح الفاخوري باعتباره يحمل الجنسية الأميركية.. ولهذا عادت وتصاعدت التحركات ونظم تحرك شعبي في معتقل الخيام شدد على ضرورة عدم التساهل والتلكؤ في محاكمة العميل الياس الفاخوري، جزار معتقل الخيام، المستمر في عمالته للعدو الصهيوني.. خصوصا وان الأحكام ضد هذا النوع من العملاء والملاحقات الأمنية بحقهم لا تسقط بمرور الزمن، لأنها مرتبطة بالأمن القومي الذي لا يجب بأي شكل من الأشكال المسّ به واختراقه من قبل العدو الصهيوني، عبر مثل هؤلاء العملاء.
ويبدو من الواضح ان الدعوات إلى التشدد في محاكمة العميل الفاخوري وإنزال أشد العقوبات بحقه باتت مطلبا واسعا من الأحزاب والقوى السياسية التي ترى فيه واجبا وطنيا، لتحريم التعامل مع العدو ومنع استسهال العمالة من ناحية، وتحصيناً للأمن الوطني واحتراماً وتقديراً لتضحيات الشهداء والأسرى والجرحى والمقاومين من ناحية ثانية.. في وقت بدأت المطالبة بضرورة التدقيق بملف العملاء الذين عادوا إلى لبنان بجوازات سفر أميركية، بعدما تم سحب المذكرة 303 الصادرة بحقهم، والتحذير من خطورة التساهل في هذا الأمر على الأمن الوطني، خصوصاً وأن بعض هؤلاء يمكن أن يكون مستمراً في العمل لصالح العدو الصهيوني.
ان ما جرى لا يتوقف عند هذا الحد، بل إنه كشف عن أن هناك من لازال يعمل على حماية العملاء ومساعدتهم على تبييض صفحتهم وتمكينهم من الإفلات من المحاكمة والعقاب على عمالتهم والجرائم التي ارتكبوها.. ويحصل ذلك في ظل وجود مقاومة قوية وتردع العدوانية الصهيونية، فكيف كانت الحال لو أن المقاومة لم تكن بهذه القوة التي يهابها العدو وتحظى بتأييد لبناني واسع.. لهذا ارتفعت الأصوات المطالبة بكشف هذه الجهات المتواطئة في العمل على تسهيل عودة العملاء إلى لبنان من دون أن يتم توقيفهم والتحقيق معهم.
(يتبع)
بقلم: حسين عطوي
copy short url   نسخ
18/09/2019
595