+ A
A -
الدوحة - الوطن
الدوحة - الوطن
تزامناً مع اليوم العالمي لإنتان الدم، والذي يحتفل به في الثالث عشر من شهر سبتمبر كل عام، نظّمت فرق طبية من مؤسسة حمد الطبية وسدرة للطب منتدى قطر السادس لإنتان الدم بهدف رفع مستوى الوعي لدى الجمهور وكوادر الرعاية الصحية بمرض إنتان الدم وما يشكّله من خطورة على حياة المرضى، خاصة صغار السن منهم. وقد تناول المنتدى مواضيع متعدّدة التخصصات الطبية استهدفت كوادر الرعاية الصحية وكان من أبرزها الرعاية الصحية المقدّمة للأطفال إضافة إلى آخر المستجدّات المتصلة بمعالجة إنتان الدم.
وقال الدكتور ابراهيم فوزي حسن مدير العناية المركزة الطبية، ورئيس اللجنة التوجيهية لإنتان الدم في مؤسسة حمد الطبية: «يحدث إنتان الدم عندما يُفرط النظام المناعي لدى المريض في الدفاع عن الجسم في حالة تعرّضه للعدوى بمرض ما ويتّجه إلى مهاجمة أعضاء وأنسجة الجسم نفسه، ويكون الأشخاص الذين يعانون من ضعف في النظام المناعي، مثل الأطفال، وكبار السن، والمرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة، والمرضى الذين يتعاطون الأدوية المثبّطة لنشاط النظام المناعي، أكثر عرضة للإصابة بمرض إنتان الدم من غيرهم».
الجدير بالذكر أن إحصائيات منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن ما يقرب من 80 % من حالات الوفاة الناجمة عن الإصابة بمرض إنتان الدم يمكن تفاديها.
من جانبه أشار الدكتور محمد جناحي، استشاري أول ورئيس قسم الأمراض المعدية للأطفال في سدرة للطب، إلى أن تشخيص الإصابة بإنتان الدم لدى الأطفال ليس سهلاً وذلك نظراً لصعوبة تمييز أعراض هذا المرض لديهم وشدّد على أهمية الحصول على معلومات متكاملة ووافية من آباء الأطفال المرضى والكوادر الطبية المشرفة على معالجتهم للمساعدة في تشخيص الإصابة بإنتان الدم لدى هؤلاء الأطفال.
وقال الدكتور جناحي: «قد يصيب إنتان الدم أي شخص بغضّ النظر عن الفئة العمرية إلا أن خطورة هذا المرض تكون الأشدّ لدى الأطفال خاصة المواليد الخدّج أو الأطفال الذين يكونون أكثر عرضة للإصابة بسبب عدم اكتمال نمو النظام المناعي لديهم، ومما يزيد من خطورة مرض إنتان الدم عدم توافر المعرفة والوعي التامّين بهذا المرض، لذا فإننا نهيب بالآباء الذين يعاني أبناؤهم من حالات مرضية ولا يظهر أي تحسّن في حالاتهم مراجعة الطبيب في أسرع وقت ممكن لتقييم حالاتهم، ولا بد من الإشارة إلى أن الأعراض الفردية الذي تظهر على الطفل المريض لا تعني بالضرورة إصابة هذا الطفل بإنتان الدم ولكن يتعيّن على الأب في الوقت نفسه اتخاذ التدابير اللازمة لوقاية الطفل من هذا المرض».
ومن بين الأعراض الدالّة على الإصابة بإنتان الدم ارتفاع أو انخفاض ملحوظ في درجة حرارة الجسم، وارتفاع معدّل ضربات القلب، وضيق في التنفس، والشعور ببرودة في اليدين والقدمين، وشحوب في لون البشرة، والتشوّش، والدوار، والارتباك، والألم الشديد في مواضع مختلفة من الجسم، والشعور بالغثيان، والتقيؤ.
وبدوره أشار الدكتور أحمد لبيب، استشاري أول عناية مركزة طبية بمستشفى حمد العام، ومدير البرنامج الوطني لإنتان الدم، إلى أن مستوى الوعي بمرض إنتان الدم لدى الجمهور لا يزال متدنياً نسبياً، كما أن عدم إلمام المرضى وأفراد أسرهم وبعض كوادر الرعاية الصحية بطبيعة مرض إنتان الدم جعل من هذا المرض سبباً رئيسياً للوفيات التي يمكن تفاديها على صعيد العالم.
ويقول الدكتور أحمد لبيب: «لقد عملنا على مدار السنوات الخمس الماضية على وضع مسار علاجي موحّد للمرضى المشتبه بإصابتهم بإنتان الدم، وقد تمّ تبنّي هذا المسار من قبل وزارة الصحة العامة تحت مسمى البرنامج الوطني لعلاج مرض إنتان الدم ويجري الآن تطبيق هذا البرنامج الشامل والمتكامل في مختلف مرافق القطاع الصحي العام في دولة قطر».
وأضاف الدكتور لبيب: «لقد كان لجهود التعاون المشترك مع شركائنا المحليين والدوليين والذين من بينهم معهد حمد لجودة الرعاية الصحية، ومعهد تطوير الرعاية الصحية، وسدرة للطب، ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية، أكبر الأثر في إنجاح هذا البرنامج حيث أسهم كل من هؤلاء الشركاء بما لديه من خبرات وتجارب تمّ على ضوئها صياغة القواعد الإكلينيكية الأساسية لتشخيص ومعالجة مرض إنتان الدم».
وقد نوهت الدكتورة رشا عاشور، طبيب معالج أول ومسؤول برنامج إنتان الدم في سدرة للطب والبرنامج الوطني لعلاج إنتان الدم لدى الأطفال، بأهمية دور الكوادر الطبية في تعريف الآباء بأساليب وقاية أطفالهم من الإصابة بإنتان الدم وتثقيفهم حول أهمية معالجة الأمراض المزمنة لديهم وضرورة الالتزام بجداول التطعيمات واللقاحات المقررة لهؤلاء الأطفال.
وتقول الدكتورة رشا عاشور: «على الرغم من عدم وجود دواء شافٍ لمرض إنتان الدم إلا أن استخدام المضادات الحيوية المناسبة من شأنه مقاومة البكتيريا الضارّة وبالتالي التقليل من مخاطر الإصابة بهذا المرض، ويمكن للآباء المساعدة في التقليل من مخاطر العدوى من خلال اتباع جداول التطعيمات واللقاحات الموصى بها من قبل وزارة الصحة العامة، كما يُنصح الآباء باتباع قواعد النظافة العامة ومتابعة الحالة الصحية للطفل عن كثب ومراجعة الطبيب في حال تعرّض الطفل لعدوى لا يعلمون على وجه التحديد المخاطر المحتملة المترتبة عليها». تجدر الإشارة إلى أن إحياء اليوم العالمي لإنتان الدم قد بدأ في العام 2012 كمبادرة من قبل اتحاد الصحة العالمي، وتهدف الحملة إلى التوعوية العالمية بمرض إنتان الدم والتي تحظى بكامل الدعم من القطاع الصحي العام في دولة قطر، إلى جانب تثقيف الجمهور حول الوقاية من هذا المرض والكشف المبكّر عنه واتباع الأساليب المبنية على البراهين العلمية في علاجه.
copy short url   نسخ
18/09/2019
1251