+ A
A -
كتب - محمد حربي
أشاد سعادة السفير الأفغاني عبدالحكيم دليلي بالجهود التي تبذلها دولة قطر لتحقيق السلام في أفغانستان، عبر استضافة الدوحة للمفاوضات مع حركة طالبان، مؤكدا على المواقف القطرية بجانب الأفغانيين، لا سيما في مجال التعاون الاقتصادي وتقديم المساعدات اللازمة خلال السنوات الماضية.
جاء ذلك خلال الاحتفال بمئوية استقلال الجمهورية الأفغانية، حضرها سعادة السيد عبدالله بن عبدالعزيز تركي السبيعي وزير البلدية والبيئة، وسعادة السيد سلطان بن سعد المريخي وزير الدولة للشؤون الخارجية، وسعادة الشيخ علي بن عبدالله بن ثاني آل ثاني، وسعادة السفير إبراهيم يوسف فخرو مدير إدارة المراسم بوزارة الخارجية، وسعادة السفير علي إبراهيم أحمد عميد السلك الدبلوماسي وسفير إرتريا.
وقال سعادة السفير عبدالحكيم دليلي إنه قبل مائة عام من اليوم، حصلت أفغانستان على استقلالها التام عن الإمبراطورية البريطانية، حينما أعلن غازي أمان الله خان، ملكُ أفغانستان آنذاك، استقلال البلاد في 19 أغسطس 1919 وتم تثبيت هذا اليوم يوما وطنيا في تاريخ البلاد. لقد أفسح الاستقلال لأفغانستان المجالَ لبناءِ علاقاتِها الدبلوماسية مع دول العالم، وشهد عام 1971 بَدءَ العلاقات بين أفغانستان ودولة قطر، إذ أصدرت الدولتان بيانا مشتركا للسفراء غيرِ المقيمين، واستمرت العلاقات بين البلدين بشكل متزايد ومستمر، حتى شهر مايو من عام 1978. وفي عام 2003، بدأت العلاقات الدبلوماسية المباشرة بين أفغانستان ودولة قطر، حينما تم افتتاح السفارة الأفغانية في الدوحة، وفي العام الجاري افتتحت دولة قطر سفارتها في العاصمة الأفغانية كابل.
وأوضح سعادة السفير عبدالحكيم دليلي أنه فيما تُواصل قواتُ الأمن والدفاع الأفغانية القتالَ ضد المجموعات المتطرفة، تُبقي جمهورية أفغانستان الإسلامية أبواب السلام مفتوحة لكل من أراد الانخراط في عملية السلام، ليصبح مثلُه مثلَ بقية المواطنين في البلاد، يتمتع بجميع الحقوق المنصوصة عليها في الدستور الأفغاني. وقد اقترح فخامة الرئيس الأفغاني محمد أشرف غني إجراء مفاوضات غيرِ مشروطة مع حركة طالبان، مما يعكس تعهد الحكومة الأفغانية بالسلام، لافتا إلى أن مجلس اللويا جيرغا في أبريل 2019 شهد اجتماع نحو 3200 ممثل عن جميع أنحاء أفغانستان في العاصمة كابل، وقدم المجتمعون خريطةَ طريقٍ للحكومة الأفغانية لتلتزم بها لتحقيق السلام والمفاوضات مع حركة طالبان.
وأشار سعادة السفير عبدالحكيم دليلي إلى أنه في حين ينشدُ الأفغان، حكومةً وشعباً، سلاما دائما مبنيا على العزة والكرامة في البلاد، ويلتزمون بجميع الجهود الرامية إلى تحقيق السلام، نجد أن استمرار العنف من قبل حركة طالبان ضد الشعب الأفغاني يمثل عقبةً رئيسيةً أمام السلام. لقد أكدت الحكومة الأفغانية دائمًا أن السلامَ الحقيقي يتحقق فقط عندما تقبل حركة طالبان بوقف إطلاق النار وإجراء مفاوضات مباشرة مع الحكومة، لافتا إلى أن الحكومةَ الأفغانية تثني باستمرار على الجهود الصادقة التي بذلتها وتُبذلها الحكومة القطرية والمجتمع الدولي في مسار المفاوضات، والمصالحة المنشودة مع حركة طالبان، لتحقيق سلام دائم وشامل في أفغانستان.
وأضاف سعادة السفير عبدالحكيم دليلي أنه وعلى مدار العقدين الماضيين، حققت أفغانستان إنجازاتٍ ملحوظة في مجالاتٍ، أهمها: التعليم والزراعة، والإعلام وحرية التعبير، وحقوق الإنسان والحياة السياسية والبرلمان الذي يتكون من النساء والرجال. إن جيل الشباب في أفغانستان غير راغب في أن يتنازل عن المكاسب التي حققها الشعب الأفغاني خلال العقدين الأخيرين في البلاد، كما تلتزم الحكومة الأفغانية بإجراء الانتخابات الرئاسية في 28 سبتمبر 2019، تحقيقاً لطموحات الشعب الأفغاني بالاستمرار في تعزيز الديمقراطية وعملية السلام معا.
وشدد سعادة السفير عبدالحكيم دليلي على أن دولة قطر حكومةً وشعبا وقفت مع شقيقتها أفغانستان، لا سيما في مجال التعاون الاقتصادي وتقديم المساعدات اللازمة خلال السنوات الماضية، ويمكنني أن أشير إلى أبرز هذه المحطات: حيث قدمت الحكومة القطرية مساعداتٍ مالية من خلال صندوقها لأفغانستان في مجالات، أهمها: التعليم وطباعة الكتب المدرسية وبناء مركز لتدريب المعلمين، والصحة وإمدادات المياه الصالحة للشرب، ومساعدات إنسانية أخرى. وأيضاً منذ خمس سنوات، بدأت جمعية الهلال الأحمر القطرية أنشطتها الإنسانية داخل أفغانستان بالتعاون مع الهلال الأحمر الأفغاني، ولا تزال تواصل فعالياتها.
كما نوه سعادة السفير عبدالحكيم دليلي بالأنشطة الإنسانية لمؤسسة الغرافة، إحدى المؤسسات الخاصة القطرية، التي استثمرت عشرات الملايين من الدولارات منذ سنوات عدة في غرب أفغانستان في قطاعات مختلفة، مثل: بناء المدارس والعيادات الصحية وغيرها من المرافق العامة. وتخطط المؤسسة حالياً لبناء مجمع سكني كبير في كابل العاصمة يضم جميع المرافق والخدمات الضرورية، لافتا إلى أن جهود السفارة الأفغانية بالدوحة أثمرت عن توقيع العديد من الاتفاقيات مع دولة قطر في مختلف المجالات، كما أن ثلاثَ اتفاقيات جديدة تنتظر التوقيع في المستقبل القريب.
ولفت إلى أن الأفغانيين يتقدمون بخالص الشكر للحكومة القطرية والشعب القطري المضياف، وعلى رأسه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، على استضافة محادثات السلام وعلى حسن استضافة الجالية الأفغانية، حيث لدينا جالية تقدر بنحو 5000 مواطن أفغاني، يتمتعون بكافة الحقوق، ويعملون بإخلاص في قطاعات مختلفة في البلاد لأكثر من أربعة عقود، وهم جميعا سفراء لجمهورية أفغانستان الإسلامية، يقدمون الصورة المشرفة للأفغاني، الذي يحترم القوانين ويلتزم بها في الدولة المضيفة، وتمنى أن تدوم العلاقات الأخوية الطيبة بين البلدين الشقيقين ويعم السلام والاستقرار والرفاهية هذه المنطقة.
كما وجه سعادة السفير عبدالحكيم دليلي الشكر إلى سعادة السفير إبراهيم يوسف فخرو، على كل جهد بذله مع السفارة الأفغانية، وعلى حضوره الدائم والفاعل بجانب كافة أصحاب السعادة السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدين لدى الدوحة، وتقدير حسن تواصله، ودعمه ومعاونته، دون أن تفارقه ابتسامته المعهودة وبشاشة الوجه التي تعد كمرآة حقيقية لقلب القطري المحب للآخر.
copy short url   نسخ
17/09/2019
1487