+ A
A -
لم يكن يدرك المصري الستيني صلاح طلبة في فترة صباه أن منزل والده وأجداده الذي تجول فيه حيوانات مفترسة سيصبح يومًا ترياقًا للبطالة من سموم العقارب.
في منطقة أبو رواش، غرب القاهرة، تعيش مفترسات وحيوانات أليفة داخل حديقة «أفريكانو طلبة»، التي تعد نموذجًا مصغرًا لحديقة حيوان داخل منزل.
لا تعد الحديقة فريدة من نوعها داخل مصر، غير أنها نالت في السنوات الأخيرة شهرة عالمية، خصوصًا مع وجود معمل صغير داخلها لاستخراج سموم العقارب التي تدر ربحًا كبيرًا على أصحابها، بخلاف توفير عشرات من فرص العمل لشباب في مقتبل العمر.
ورث صلاح طلبة، مهنته أبًا عن جد، حيث يشير في حديث للأناضول، إلى أنه عاش فترة طفولته في أحضان الأفاعي التي كانت أسرته تقتات على اصطيادها وبيعها لاحقًا، ليورث أبناءه تلك المهنة التي اتخذوا من منزله موطنًا لها.
داخل معمل لا تتعدى مساحته 10 أمتار، يجلس العشريني حمادة، نجل صاحب الحديقة صلاح طلبة، منهمكًا في حديثٍ صامت يبدو وديًا مع عقرب سام من نوعية «لايوروس»، وسط أجواء تشعرك من بعيد أن الحديث بين صديقين يتبادلان سرًا خاصًا.
ما أن أنهيا حديثهما حتى أخرج الشاب العشريني عقربًا من علبة بلاستيكية محكمة أكبر حجمًا وأشد سمية وكأنه صديق آخر، هذا الصديق هذه المرة أحضره أحد صيادي العقارب من محافظة مطروح الساحلية (شمال).
يرى حمادة في عمله أمرًا مختلفًا يقبل عليه بشغف وحب، حتى ولو كان الأمر قد يودي بحياته إذا ما باغته عقرب بلدغة قاتلة.
تتنوع العقارب التي يتعامل معها حمادة ما بين أنواع شديدة السمية بينها الأسود، والقزم (صغير الحجم)، ولايوروس (عقرب أصفر)، والجنزير (متعدد المفاصل)، ومتوسط السمية كعقرب بلطيم (مدينة شمالي مصر) وهو أصفر اللون ينتشر في المناطق الشمالية بمصر، وعقرب موراس وهو الأقل سمية.
copy short url   نسخ
16/09/2019
459