+ A
A -
كتب- محمد الأندلسي
قال د. ر. سيتارامان، الرئيس التنفيذي لبنك الدوحة، إن مشهد سوق العقارات في قطر يبدو مختلفا كلياً عن نظيره الإماراتي، الذي يرزح تحت وطأة ضغوط كبرى وأزمة حقيقية تهدده، متابعا: «السوق العقاري القطري بخير.. ثمة تصحيح صحي ومحدود.. لا نواجه أية أزمات متعلقة بالسوق العقاري»، وقبل أيام أظهر استطلاع لـ «رويترز» أن أسعار العقارات في دبي ستتراجع بشدة خلال العامين الجاري والمقبل، وقال الخبراء المشاركون في الاستطلاع إن تباطؤ الاقتصاد وزيادة المعروض من الوحدات السكنية ينذران بمزيد من التراجع للتوقعات الضعيفة بالفعل في الإمارات، وكشف الاستطلاع أن أسعار العقارات في دبي تراجعت بين 25 % و35 % منذ ذروة منتصف 2014، وأنه لن يكون هناك توقف لهذا التراجع حتى 2022 على الأقل. وأضاف في لقاء متلفز مع شبكة بلومبرغ الأميركية قائلاً، أن قطر أدارت أزمة الحصار بكفاءة منقطعة النظير، حيث نجح مصرف قطر المركزي في التحرك بسرعة ومرونة ليعيد السيولة إلى مستوياتها الطبيعية لدى الجهاز المصرفي القطري في أعقاب السحب المفاجئ لودائع دول الحصار فور بدء الحصار في الخامس من يونيو 2017، وتبدو الأوضاع المصرفية مستقرة، وتواصل البنوك القطرية مسيرة نموها مع تحسن كبير في مستويات السيولة المصرفية التي باتت وفيرة فيما تقلصت الفجوة بين القروض والودائع واقتربت من حافة الاغلاق التام.
من ناحية أخرى، استضاف بنك الدوحة يوم 8 سبتمبر 2019 جلسة حول الذكاء الاصطناعي قدمها الدكتور غانيش ماني، الأستاذ المساعد في المكتب الرئيسي لجامعة كارنيجي ميلون ورائد فكري في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المالية، يضاف إلى ذلك مساعدته للعديد من الشركات الناشئة والمؤسسات الضخمة في مجال الابتكار القائم على استخدام البيانات. كما أسّس وباع إحدى أكبر شركات إدارة الاستثمار القائمة على الذكاء الاصطناعي تعلّم الآلات لشركة «إس إس جي إيه»، والتي أسهمت بتأسيس مركز الأبحاث المتقدمة هناك وكانت بمثابة مركز المعرفة لإدارة محافظ بمليارات الدولارات. هذا وقد حضر الجلسة مسؤولين بالإدارة التنفيذي في بنك الدوحة.
وخلال الجلسة، تحدّث الدكتور ر. سيتارامان عن اتجاهات التحوّل على صعيد التكنولوجيا، قائلاً: «تشهد العديد من القطاعات تغييراً بمضمون عملها، فبالإمكان مثلا تغيير مفهوم العمل بالقطاع الصحي، إذ أن التغييرات جارية على قدم وساق في فضاء العمل، حيث ستتولى الروبوتات والذكاء الاصطناعي دوراً أساسياً فيها وسيصبح العميل أكثر درايةً ووعياً من خلال البيئة الرقمية، لذلك يتعين على كافة البنوك تبني هذه التطورات والتغييرات من خلال إعادة صياغة نماذج أعمالها وإدارة مصالح الأطراف المعنية كالعملاء والجهات التنظيمية والمساهمين. فمحور تركيز العملاء هو المعلومات وليس الموقع. ولغرض تبني التغييرات الرقمية، فإنه يتعين تطبيقها بسرعة، وإلا لن يكون هناك فرصة للاستمرار. ويشهد العالم حالياً إعادة تنظيم لكافة موارده في ضوء التطورات التكنولوجية الحالية. هذه الأهداف من شأنها زيادة الوصول إلى فرص لتحسين المشاركة الاقتصادية، وتعزيز قدرات الاتصال، سواء من خلال الشبكات الهاتفية الثابتة والمتنقلة أو من خلال شبكة الإنترنت. كما تسعى هذه الأهداف إلى تسهيل الوصول إلى الخدمات الصحية بتكلفة ميسورة، بالإضافة إلى تحقيق المساواة في استخدام التكنولوجيا. وتحظى التكنولوجيا الناشئة عن الذكاء الاصطناعي وتقنيات الجيل الخامس بالقدرة على إجراء تغيير نوعي في القطاعات العامة مثل السلامة والتعليم والنقل والتصنيع والطاقة وغيرها. وتدرك المؤسسات المالية في جميع أنحاء العالم، أنها بحاجة إلى التركيز على الابتكارات الرقمية، وتبني التكنولوجيات والأنظمة الرقمية الأفضل، وتحديث كافة أنظمة البنية التحتية، بالإضافة إلى تحسين تجربة العملاء المصرفية. كما أن نماذج الأعمال المصرفية تتغير عالمياً من نماذج الأعمال التقليدية القديمة إلى نماذج مؤتمتة متقدمة للغاية تتمحور حول متطلبات العملاء وتهدف إلى أداء الأنشطة المصرفية اليومية بكفاءة وفعالية. وتعتبر التكنولوجيا المالية ومفهوم إنترنت الأشياء وتقنية السجل العام والذكاء الاصطناعي بعضاً من أبرز التطورات التكنولوجية. وبمرور الوقت، يتبين أن الروبوتات المزوّدة بإمكانيات الذكاء الاصطناعي والتعلّم الذاتي للآلات تشكّل عاملاً حاسماً في تحقيق الكفاءة التشغيلية المتميزة في قطاع الخدمات المالية. وقد يؤدي التعجيل بتطوير النظم الإيكولوجية الرقمية إلى تكوين اقتصاديات غير نقدية. ويعد قطاع التكنولوجيا المالية من أهم القطاعات في العالم».
كما تحدث الدكتور ر. سيتارامان عن التحولات الرقمية في بنك الدوحة قائلاً: «يجري العمل حالياً على تطوير نماذج أعمال مختلفة كلياً تعود بالنفع على العملاء والشركات على حد سواء، وذلك من خلال توفير منتجات مبتكرة تعمل على تقديم قيمة مضافة. كما أننا نسعى لمواكبة التطورات السريعة والمستمرة للتكنولوجيا من خلال ابتكار منتجات تساهم في جعل حياة العملاء أسهل وأفضل وأكثر متعة. وبدأنا نلمس بالفعل كيف أن الخدمات المالية المبتكرة كهياكل التطبيقات السحابية تحفز الابتكار في علم البيانات، وإنترنت الأشياء وغيرها الكثير التي تشكل فرصاً وتهديدات على حد سواء».
من جهته، قدم الدكتور غانيش ماني عرضه التقديمي من خلال تبادل وجهات النظر حول تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتطورها في الاستخدامات المختلفة. وقد ضرب مثالًا مثيرًا للاهتمام عن السيارة ذاتية القيادة، كما تحدث عن أساسيات الذكاء الاصطناعي، والتي تتطلب كما هائلا من البيانات، وخبرات وأدوات متخصصة. وضرب مثالاً بالسوق الصينية، حيث يمكن الوصول إلى البيانات بسهولة أكبر بسبب قوانين حماية البيانات المريحة، وبالتالي فهي تتمتع بميزة كبيرة في قدرتها على تطوير نماذج قوية من الذكاء الاصطناعي تستند إلى مجموعات شاملة من البيانات. كما قام بإطلاع الحضور على دراسة الحالة التي قام بإجرائها فريق من فنلندا ابتكر منتجًا قائمًا على نظرية الألعاب يمكنه التغلب باستمرار على آلة البوكر، وهو ما يمثل إنجازًا هامًا في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث إن لعبة البوكر، ولا سيّما من نوع تيكساس هولديم، هي من الألعاب التي تتضمن عمليات حسابية واحتمالات وتنبؤات معقدة للغاية. كما تطرق إلى الحديث عن الاقتصاد وحقيقة أن هناك احتمالية كبيرة لتوجه الولايات المتحدة نحو بيئة أسعار الفائدة السلبية والتوقعات بحدوث ركود اقتصادي محتمل في غضون 12 إلى 18 شهرًا. وتضمن عرضه الحديث عن موضوعات أخرى عديدة مثل منصات الاستشارات القائمة على الذكاء الاصطناعي والإقراض القائم على الاقتصاد الاصطناعي وحلول التأمين، وكان هناك تفاعل كبير مع الحضور في مناقشة كافة تلك الموضوعات.
copy short url   نسخ
11/09/2019
1407