+ A
A -
الرباط - الوطن - عماد فواز
وصف إبراهيم الصادقي، الدبلوماسي الأسبق في الخارجية المغربية ورئيس منظمة «المغرب العربي» للدراسات السياسية والاستراتيجية بالرباط، التحالف العربي بعد المستجدات الأخيرة في اليمن بـ «الإخوة الأعداء»، مؤكداً لـ الوطن أن ما حذر منه المجتمع الدولي ولم تستمع إليه السعودية خلال العامين الماضيين حدث وأصبحت السعودية في موقف لا تحسد عليه، وتواجه وحيدة مصيراً حالكاً في هذا المستنقع الذي وضعت نفسها فيه بتحريض إماراتي، لينسحب ولي عهد أبوظبي بطريقته الميكافيلية المعروفة تاركاً ابن سلمان وقواته في مواجهة جُل فصائل الشعب اليمني، دون سبيل للخلاص إلا إعلان الهزيمة والانسحاب غير المشروط من الأراضي اليمنية.
وأضاف الصادقي أن يوم العاشر من أغسطس الجاري يمثل علامة فارقة في تاريخ الحرب اليمنية، ووحدة هذا البلد، ووحدة التحالف العربي في اليمن، الذي تقوده السعودية شكلاً والإمارات موضوعياً، فاستيلاء قوات «الحزام الأمني» التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي المتحالف مع الإمارات، على القصر الرئاسي بالعاصمة المؤقتة عدن، خلق حالة من الصراع الداخلي في اليمن وفي صفوف التحالف، وأظهر جلياً الخلافات السعودية الإماراتية وصراع المصالح التي سعى جاهداً كلا الطرفين إلى إخفائها طوال أمد الحرب الممتدة لأكثر من أربع سنوات، وأكدتها زيارة محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي إلى السعودية ولقاءاته بملك السعودية وولي عهده بدلا من نفيها، حيث أكدت حقيقة الخلافات وتباين رؤية البلدين حول الملف الأمني بعد الانسحاب الجزئي للقوات الإماراتية من اليمن، وكذلك زيارة وفد إماراتي -خفر السواحل- إلى إيران مؤخراً، ما يؤكد أن السياسات السعودية والإماراتية لم تعد متفقة في العديد من النقاط.
التخلي عن الحليف
وأشار الصادقي إلى أن الإمارات تحاول منذ عام تقريباً الابتعاد عن السياسات السعودية فيما يتعلق بحرب اليمن، والصراع مع إيران، بعد تهديدات الحوثي بضرب أهداف إماراتية كما هو الحال مع السعودية، ما أدى إلى حالة فزع ملحوظة داخل دوائر الحكم في الإمارات، زادت واقعة استهداف ناقلات النفط قرب ميناء الفجيرة من هذا الرعب، لتبدأ فوراً خطوات التباعد الإماراتي عن السعودية، في تخل واضح عن حليف الأمس وترك ولي عهد السعودية وحيداً في المستنقع اليمني، حائراً بقواته بين الحرب الشرسة في الداخل اليمني، والاستهداف الموجع لمواقع استراتيجية داخل السعودية، في حين انطلق ولي عهد أبوظبي ينسج التحالفات مع دول مثل الصين وحتى العدو اللدود إيران لتأمين مصالحه وحدوده، والابتعاد عن المخاطر، مع الحرص على دعم رعاة مصالحه في اليمن وهو الموانئ والمناطق البحرية المهمة للملاحة التي تطمع فيها الإمارات منذ سنوات بشكل معلوم وملحوظ للجميع، حتى وإن كان ضد مصلحة السعودية وحكومة الشرعية الحليفة للسعودية قائدة التحالف المنهار.
الانسحاب هو الحل
واختتم الصادقي بأن استمرار القتال في اليمــن ســيــؤدي إلى حـــالة فـــراغ أمــنـي في جنوب اليمن، وسيزيد ذلك من المخاطر على السعــودية، ولأن الإمـارات لا تغامر ولا تواجه بشكل مباشر، فالمؤكد أنها سوف تنسحب بالكامل من اليمن، وسيتحول حلفاء الأمس إلى أعداء بشكل علني.
كما ستستغل الفصائل والتنيظمات المسلحة حالة الاضطراب والفراغ الأمني لصالحها، وهو أيضا ما سيعظم من خسائر السعودية، ولن يكون أمامها سبيلاً إلا الانسحاب المُهين غير المشروط من اليمن، وإلا فلن تكون إلا الهزيمة المعلنة وخسائر فادحة في العتاد والقوات لن يقوى ابن سلمان على تحملها، لذلك فإن الأيام المقبلة سوف تشهد تسارعاً سعودياً لإنهاء حرب اليمن، بأقل الخسائر بعدياً مع محمد بن زايد حليف الأمس وعدو اليوم.
copy short url   نسخ
24/08/2019
1357