+ A
A -
ظهرت مجددا ظاهرة العنصرية في ملاعب كرة القدم على خلفية لون البشرة السوداء، وانتشرت في الفترة الأخيرة هذه الظاهرة في الكرة الإنجليزية، وكان آخر الضحايا الفرنسي بول بوجبا الذي تعرض لهجوم شديد على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما أهدر ركلة جزاء لصالح مانشستر يونايتد في المباراة أمام وولفرهامبتون، وتعرض على إثرها للعديد من العبارات العنصرية من مشجعي النادي.
وقد أصدر نادي مانشستر يونايتد، أمس، بيانًا بشأن نجمه الفرنسي بول بوجبا، وقال الشياطين الحمر في البيان: «يشعر الجميع في مانشستر يونايتد بالاشمئزاز من الانتهاكات العنصرية التي استهدفت بول بوجبا».
وأضاف: «كل من عبر عن هذه الآراء لا يمثل قيم نادينا العظيم، ومن المشجع أن نرى الغالبية العظمى من جماهيرنا على مواقع التواصل الاجتماعي تدين الأمر».
وتابع البيان: «مانشستر يونايتد لا يتسامح مع أي شكل من أشكال العنصرية أو التمييز». وأتم: «سنعمل لتحديد القلة المتورطة في هذا الحادث واتخاذ إجراءات صارمة ضدهم، كما نشجع مجموعات التواصل الاجتماعي على اتخاذ موقف مماثل».
وتعتبر الحادثة الأشهر للعنصرية في الملاعب العالية التي حدثت خلال هذا العام كانت خاصة أيضا بالكرة الإنجليزية، ولكن على مستوى المنتخب عندما تعرض لاعبو الأسود الثلاثة إلى إساءات عنصرية خلال مباراتهم ضد منتخب الجبل الأسود في مارس الماضي في التصفيات الأوروبية وانتهت المباراة، التي أقيمت في مدينة بودغوريتسا عاصمة الجبل الأسود، بفوز المنتخب الإنجليزي بنتيجة خمسة أهداف مقابل هدف، وذلك ضمن تصفيات بطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم 2020، ووجه جمهور الجبل الأسود هتافات عنصرية ضد عدد من لاعبي إنجلترا من بينهم داني روز.
ووقتها، قال ساوثغيت مدرب إنجلترا: «هذا غير مقبول، لقد سمعت الإساءات بحق روز، حينما حصل على إنذار». وأضاف: «ليس لدي شك في أن ذلك قد حدث، أعلم ماذا سمعت. لا بد من التأكد أن لاعبينا يشعرون بدعمنا لهم».
وليست هذه المرة الأولى التي يتعرض فيها داني روز لمثل هذا الموقف في مباراة دولية.
موقف مناسب
وطالب اللاعب رحيم سترلينغ مسؤولي كرة القدم باتخاذ «موقف مناسب»، ومواجهة الإساءات العنصرية، وقال: «لقد أفسد اثنان من الحمقى ليلة رائعة. من المحزن حقا أن نسمع شيئا كهذا». وأضاف: «إنه موقف محزن حقا»، لا أعتقد أن شخصا واحدا أو شخصين سمعوا ذلك، وإنما سمعه كل اللاعبين الجالسين على مقاعد البدلاء. يجب أن يكون هناك عقاب حقيقي على ذلك، ولا يقتصر فقط على الشخص أو الشخصين، اللذين كانا يفعلان ذلك. يجب أن يكون شيئا جماعيا». وقالت منظمة «كيك إت أوت» المناهضة للتمييز: «كما طالبنا في مرات لا تحصى من قبل، حان الوقت للاتحاد الأوروبي لكرة القدم أن يتخذ تحركا قويا وحاسما. الغرامات غير كافية». وأضافت: «المطلوب هو حظر طويل على حضور الجماهير للمباريات، أو الاستبعاد من البطولة».
هودسون : سمعت أصواتا مثل القرود
فوجئ اللاعب هودسون أودوي، جناج فريق تشليسي البالغ من العمر 18 عاما وفي أول مباراة دولية له مع منتخب إنجلترا، بمثل هذه الهتافات العنصرية، وقال أودوي: «لا أعتقد أن التمييز يجب أن يكون في أي مكان. كلنا متساوون».
وأضاف: «حين تسمع أشياء مثل تلك من الجماهير، فهذا تصرف غير صحيح وغير مقبول. نأمل أن يتعامل الويفا معه بطريقة مناسبة. حين تحققنا أنا وروز من ذلك، كانوا يقولون أو أه يا قرد، وكان علينا أن نتمالك أعصابنا».
وتابع أودوي: «آمل أن يكون روز بخير أيضا، سنتناقش في الأمر. هو يتمتع بذكاء قوي وهو شاب قوي، ولذا آمل أن كل شيء سيكون على ما يرام».
ماذا قال الآخرون؟
وقالت وزيرة الرياضة البريطانية ميمس ديفيز: الإساءة العنصرية غير مقبولة على الإطلاق. يجب على الويفا أن يحقق في الأمر سريعا، ثم يتخذ إجراء قويا وسريعا.
فيما قال لاعب خط الوسط السابق لمنتخب إنجلترا جو كول: «نحن بحاجة إلى تسليط الضوء على ذلك. كدولة نحتاج إلى أخذ زمام المبادرة في ذلك الأمر، إنه شيء محزن، ولا يجب أن يتعرض له لاعبو إنجلترا من إساءات عنصرية».
أما مدافع إنجلترا السابق داني ميلز، فقال: «رحيم سترلينغ تلقى الكثير من الإساءات من الجمهور، إذن لماذا لا يستطيع أن يحتفل بنفس الطريقة؟ في أسبوع نريد من اللاعبين أن يظهروا حماسا، وفي الأسبوع التالي ننتقد رد فعلهم، حين يتعرضون لإساءات طيلة المباراة».
الكرة الإيطالية
عندما واجه مهاجم نادي يوفنتوس مويز كين، 19 عاما، صافرات استهجات وهتافات تصفه بـ «القردة» خلال مبارته الدوري بين فريقه ومضيفه كالياري.
وطالت الهتافات أيضا لاعبين آخرين في يوفنتوس، مثل الفرنسي بليز ماتويدي والبرازيلي أليكس ساندرو، ما أثار انتقادات واسعة للمشجعين على خلفية تكرار هذه الظاهرة، وأيضا لمدرب «السيدة العجوز» ماسيميليانو أليغري ومدافعه الدولي ليوناردو بونوتشي اللذين حملا مويز كين جزءا من المسؤولية في إطلاق الهتافات العنصرية.
آراء المشاهير
أما اللاعب العاجي يايا توريه، فقال خلال مشاركته في مؤتمر عن التنوع في كرة القدم في لندن: «صدمت عندما رأيت ذلك يحصل، أريد أن أرى ردة فعل».
كما كانت تعليقات أليغري وبونوتشي على طريقة تعامل يوفنتوس على ما جرى بحق لاعبه الشاب العاجي الأصل، محط انتقاد المهاجم الإنجليزي رحيم سترلينغ الذي كان ضحية هتافات عنصرية أكثر من مرة، آخرها خلال مباراة منتخب بلاده ضد مونتينيغرو ضمن التصفيات المؤهلة لكأس أوروبا 2020. وعلق سترلينغ ساخر: «كل ما يمكن القيام به حاليا هو الضحك». ورأى رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم نويل لو غريت في بيان أن «هذه الإهانات العنصرية غير مقبولة». وأتت الانتقادات أيضا من وكيل أعمال اللاعبَين الهولندي مينو رايولا الذي قال: «أقف إلى جانب بليز وكين. العنصرية بالنسبة إلى مرادفة للجهل. لا يمكن لأي كان ولا يجدر بأي كان، تبريرها».
العنصرية في مدرجات الملاعب الإيطالية
وتحدث مينو رايولا عن ضرورة توافر «شجاعة وعقوبات قاسية لكل من يتصرف بطريقة عنصرية أو يبرر العنصرية. يجب أن نتحد ضد العنصرية». من جانبه، اعتبر الباحث الاجتماعي والمسؤول عن مرصد مراقبة العنصرية في الكرة الإيطالية ماورو فاليري، أن العنصرية في مدرجات الملاعب الإيطالية ترتبط «بمجموعة صغيرة من الأشخاص». بسبب لون بشرتهم، يكون اللاعبون عرضة أحيانا لممارسات جماهيرية ?عنصرية? في ملاعب كرة القدم، وهذه الممارسات قد تكون لفظية على شكل «صيحات قرود» واحيانا مادية مثل رمي قشر الموز على اللاعب المستهدف. ورغم محاولات الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» في مواجهة مظاهر العنصرية في الملاعب، لم يتوقف عدد من الجماهير على التعرض للاعبين بعنصرية، واستغلوا أكثر من مناسبة لتفريغ شحنات سلبية في نفوس اللاعبين وتشتيت انتباههم خلال مجريات المباريات. أما ردة فعل اللاعبين، فهي متفاوتة بين من يتجاهل أو يبكي وينسحب أو يتصرف على طريقته بحسب الظروف.
copy short url   نسخ
21/08/2019
2364