+ A
A -
باريس - وكالات - اعتبرت صحيفة لوموند الفرنسية توقيع المعارضة السودانية المدنية وجنرالات الجيش الإعلان الدستوري، السبت، انتصارا تاريخيا انتزعه المدنيون دون بنادق ومن خلال إحباط كل الفخاخ التي نصبت لهم. وقالت ان ما حدث هو بمثابة فجر جديد للسودان.
وهذا هو أيضا ما أكدته صحيفة لوفيغارو التي لفتت إلى أن اتفاق المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير بشأن الانتقال إلى السلطة المدنية في السودان لم يكن اتفاقا سهلا بل جاء تتويجا لمفاوضات طويلة وشاقة ومحادثات معقدة.وحسب ما نقلته «لوفيغارو» عن المستشار بمنظمة كفاية الأميركية سليمان بلدو، فإنه لم يكن أمام الطرفين خيار آخر، فضباط الجيش السوداني أدركوا أنه لم يعد بإمكانهم الاستحواذ على السلطة بشكل كامل، لأن ذلك سيعرضهم لعقوبات من جانب الاتحاد الإفريقي والمجتمع الدولي، كما تبين للمدنيين أن الجيش مع امتلاكه للقوة يسيطر أيضا على أجزاء من الاقتصاد، وهو ما دفع الطرفين إلى التفاهم.
ولا شك -حسب «لوموند»- أن قادة الاحتجاج استخلصوا العبر من فشل الربيع العربي، ما بين استيلاء العسكر على السلطة كما هي الحال في مصر، أو تخبط البلدان فيما هو أسوأ من ذلك من حروب لا تبقي ولا تذر. ولعدم الانجرار لأي من الخيارين، تقول «لوموند» إن السودانيين اختاروا طريقا مختلفا يقوم بكل بساطة على تحضير مشروع سياسي كامل حتى قبل أن ينزل المحتج الأول إلى الشارع، في ديسمبر 2018، لقد فكروا في كل شيء، في العقبات والطموحات، وفي الاستعداد لتقديم تنازلات للغريم، لاحتلال مكانة على رقعة الشطرنج والمضي قدما في إنجاز المشروع.
copy short url   نسخ
19/08/2019
457