+ A
A -
عواصم– (عربي 21) - مع قرب انتهاء السنة الرابعة للتدخل الروسي بالأزمة السورية، تظهر تساؤلات بشأن خسائر موسكو ومكاسبها، وآفاق المشاركة العسكرية المباشرة، فضلا عن أهدافها الحقيقية ومعلوم أن لروسيا قاعدة عسكرية في منطقة حميمي السورية.. هي قاعدة جوية عسكرية روسية وتقع القاعدة جنوب شرق مدينة اللاذقية في محافظة اللاذقية السورية.
كانت القاعدة صغيرة المساحة حيث إنها كانت مخصصة سابقاً للطيران المروحي، لكن القوات السورية استخدمتها لاحقا لاستقبال الطائرات المدنية الصغيرة والمتوسطة. وقد وقَّعت روسيا اتفاقا مع سوريا في أغسطس 2015 يمنح الحق للقوات العسكرية الروسية باستخدام قاعدة حميميم في كل وقت من دون مقابل ولأجل غير مسمى.
واستخدمت روسيا القاعدة لتنفيذ مهام قتالية ضد فصائل المعارضة السورية. بعد مرور سنة على التواجد الروسي أعلنت روسيا عزمها توسيع قاعدة حميميم بغرض تحويلها إلى قاعدة جوية عسكرية مجهزة بشكل متكامل.
لقد أقدمت موسكو على خطوة التدخل بالأزمة السورية رغم دخول البلاد في أزمة اقتصادية جراء انخفاض أسعار النفط بشكل حاد عام 2015، وفرض الغرب عقوبات قاسية عليها جراء تدخلها في أوكرانيا، وهو ما بعث إشارات بوجود مخاوف كبيرة لدى الكرملين إزاء التطورات في الشرق الأوسط، ومصالح أكبر يرجوها من تلك المغامرة.
وقدر معدل إنفاق موسكو على تلك الحرب بنحو 3.2 مليون دولار يوميا، بحسب صحيفة «فاينانشيال تايمز».
وخسر الجيش الروسي أكثر من 116 عنصرا نظاميا، وعددا غير محدد- رسميا- من مسلحي الشركات العسكرية المتعاقدة، يبلغ 200 قتيل بحسب بعض التقديرات، وسط حديث عن إخفاء موسكو العدد الحقيقي، فضلا عن خسارة نحو 21 طائرة ومروحية، وفق رصد «عربي21» اعتمادا على بيانات رسمية.
في المقابل، لا تزال الحرب مستمرة في الشمال، ومرشحة لدخول منزلقات جديدة مع وجود قوى على الأرض محسوبة على مختلف الدول المنخرطة بالأزمة، لا سيما الولايات المتحدة، وربما إيران، في ظل حديث عن مؤشرات منافسة بين الجانبين على النفوذ في المرحلة المقبلة.
إلى ذلك قال المحلل السياسي الروسي أندريه أونتيكوف إن موسكو تمكنت من تحقيق الهدف الرئيسي لتدخلها في سوريا، والمتمثل، بحسبه، في «إبعاد الإرهابيين عن السيطرة على العاصمة دمشق».
وأوضح أنه «من المبكر الحديث عن انتصار أو فشل، نظرا لاستمرار وجود بقايا لتنظيم الدولة وسيطرة النصرة (هيئة تحرير الشام) على إدلب، واستمرار الأزمة على المستوى السياسي».
وأضاف: «أود التذكير، في المقابل، أن الإرهابيين كانوا يقتربون، عام 2015، من العاصمة دمشق، وكان هنالك خوف حقيقي من تحول سوريا إلى دولة يقودها الإرهاب، وهو ما يشكل خطرا لعموم المنطقة».
وتابع: «يمكنني القول إن ما حققته روسيا هو إبعاد الإرهابيين عن العاصمة وتفكيك ما يسمى بالدولة الإسلامية، وتشكيل الظروف الملائمة لدفع العملية السياسية الفعالة إلى الأمام، ونشاهد اليوم الاقتراب من تشكيل لجنة دستورية، وبعد ذلك سيتم تشكيل حكومة انتقالية وتنظيم انتخابات عامة».
وأكد «أونتيكوف» استمرار «جهود إعادة الأمور إلى طبيعتها»، وهو ما سيتطلب المزيد من الوقت، بحسبه، و«ضمان منع عرقلة الإرهابيين لذلك المسار».
واعترف المحلل الروسي بأن بلاده تدفع ثمن المشاركة، إلا أنه تحدث عن اضطرارها للمواصلة نظرا لخشيتها من تأثير التطورات في الشرق الأوسط على أمنها القومي.
copy short url   نسخ
19/08/2019
978