+ A
A -
حلب ميدان معركة شرسة ومصيرية بين قوات الأسد والفصائل الثورية المقاتلة، تلك التي استطاعت ببسالة نادرة فك الحصار عن الأحياء الشرقية، وأدخلت بالتالي قوات الأسد وحزب الله في الأحياء الغربية، في حالة أشبه بالحصار.
المعركة الشرسة، فاصلة، كما تقول كل التقارير، لذا فإنها تزداد ضراوة يوما من بعد يوم.
أي معركة لها ضحايا بالتأكيد، من أي من الجانبين المتصارعين، لكن حين تكون هذه المعركة في المدن، فإن مصير المدنيين يبقى بين الرصاص، والكارثة الإنسانية.
حتى قبل المعركة، كانت حلب تعيش تحت الحصار اللئيم، الذي أراده نظام الأسد سلاحا قذرا هدفه الرضوخ بالتجويع، وضعا إنسانيا كارثيا: لا غذاء إلا الفتات، ولا طب ولا تطبيب، وقطوعات في إمدادات المياه والكهرباء.
يمكن من هنا، تخيل مصير المدنيين في هذه المدينة، وقد اشتدت المعارك، على الأرض، ومن فوق بنيران القاذفات الروسية، وقاذفات نظام القتل الشرير.
الهدنة تبقى واجبة إذن.. بل هي في الحقيقة تبقى أكثر إلحاحا، والأوضاع الإنسانية تصل مرحلة مؤلمة، وفظيعة.
موضوع الهدنة الآن بين شد وجذب، بين الأمم المتحدة من جانب، وروسيا من جانب آخر.. الأمم تريدها هدنة يومين في كل أسبوع، لضمان وصول المساعدات الإنسانية لأكبر عدد من المأزومين، المحاصرين بالنيران، وروسيا تريدها هدنة لثلاث ساعات في اليوم.
منطق روسيا لا يستقيم مع تعقيدات الوضع القتالي، والكارثي، ذلك لأن مدة الثلاث ساعات غير كافية لدخول قافلة واحدة.. بل إن هذه القافلة قبل أن تستكمل مهمتها ستجد نفسها- مع انتهاء الساعات الثلاث- تحت النيران.
تأزيم الوضع الإنساني في حلب، هدف النظام الظالم.. وهو من هنا أصبح هدف حليفته روسيا.
حصار حلب.. والمرواغة في الهدنة تبقيان جريمتنين، وما أكثر جرائم الأسد وحليفيه في سوريا المدمرة، التي يغطيها الدم.
copy short url   نسخ
12/08/2016
541