+ A
A -
أشادت صحيفة ذا ستاندرد العالمية بالمستوى السياحي المبهر، الذي وصلت له قطر، خلال السنوات العشر الأخيرة، مؤكدة أن كون قطر أصبحت واحدة من أكثر مناطق السفر شعبية في العالم لم يعد يخفى على أحد، حيث باتت تروج لنفسها بأفضل طريقة ممكنة في جميع أنحاء العالم، كوجهة سفر مذهلة في الشرق الأوسط، وبلاد غنية بالتراث والثقافة والترفيه.
وقالت الصحيفة، التي تصدر في هونغ كونغ باللغة الإنجليزية: «عندما تفكر في السفر من أجل السياحة في قطر، فأنت تفكر في السواحل والكثبان الرملية الساحرة على طول الخليج العربي، أو ربما في ناطحات السحاب المستقبلية المذهلة التي تحلق بك، بينما يمكن القول بأن قطر غنية بكافة معالم الجذب السياحي على كل المستويات».
وأضافت «ذا ستاندرد» أن معظم الهندسة المعمارية في البلاد تتميز بتصميم إسلامي مبهر، حيث يتم استخدام النحت بالجبس بشكل بارز، موضحة أن هذه التقنية الزخرفية تمارس في جميع أنحاء الخليج ولكنها أكثر تميزاً في قطر، مع استخدام البلاد لأنماط مجردة منحوتة في الجبس المنتج محليا، والتي بمقدورها تحمل الظروف الجوية القاسية.
واستطردت الصحيفة قائلة: «تستخدم هذه التقنية بشكل مذهل لتزيين إطارات الأبواب، وفي القصور وواجهات المساجد والمنازل الكبيرة في قطر».
وأشارت إلى أن هناك طرقاً أخرى بسيطة وجميلة لعيش تجربة السياحة في قطر، ومنها الاستمتاع بفنجان من القهوة العربية التقليدية، التي تعد أحد أفضل الأشياء التي يمكنك القيام بها أثناء تأمل الجمال المعماري داخل المدينة، كما يجيد القطريون التعبير عن كرم الضيافة والترحيب من خلال تقديم تلك القهوة، التي عادة ما تكون طازجة ومنكهة.
وخلال المغامرات السياحية في قطر، قد تصادف سكانًا محليين يتقنون فن الرسم بالحناء على الجسم، بصبغة بنية حمراء طبيعية، واستخدمتها النساء القطريات لأغراض تجميلية لمئات السنين. ولا تزال تستخدم على نطاق واسع لتزيين البشرة بأنماط وتصاميم متطورة، خاصة في المناسبات مثل حفلات الزفاف واحتفالات العيد. وإذا أراد السائح ملاذا جميلا، فيمكنه التوجه إلى سوق واقف، حيث تمتلئ أزقة السوق بأشياء لا حصر لها لرؤيتها والقيام بها مثل سوق الصقور.
وتشير الصحيفة إلى أنه في عام 2010، اعترفت اليونسكو بالصقارة كمثال للتراث الثقافي غير المادي، وهو ما يعزز المشاركة الاجتماعية ونقل المعرفة بين الأجيال، لذلك لا يمكن للسائح تفويت هذه التجربة الفريدة. أيضاً، يمكن أن تتوجه إلى متاحف قطر الشهيرة، التي تأخذك في رحلة جميلة عبر الزمن، ومنها متحف الفن الإسلامي الشهير، هذه التحفة المعمارية المصممة على مياه الخليج، وتعرض الفن والتحف الإسلامية من جميع أنحاء العالم، والتي تمتد عبر 14 قرنًا. وهناك المتحف الوطني في قطر الذي صممه المهندس المعماري الفرنسي جان نوفيل.
وتتميز واجهة المتحف الرائعة بمجموعة من الأقراص المتشابكة المستوحاة من وردة الصحراء، ويمكن للزوار هنا التعرف على أسلاف قطر وتكوين مدنها الأولى، ورسم تاريخ البلد والتقدم عبر القرون. تجمع المعارض بين الأشياء التاريخية والتأثيرات المعاصرة، مما يفتح حوارًا حول تأثير التغيير السريع.
وتضيف الصحيفة: «وللاسترخاء، ما عليك سوى التوجه إلى الساحل الذي يحتضن الخليج العربي حيث المناظر الطبيعية الخلابة لمياه قطر، ويعد كورنيش الدوحة أحد أشهر مناطق الجذب في قطر، حيث يمتد كورنيش الواجهة البحرية المذهل هذا على طول خليج الدوحة. ويمكن فيه الشروع في رحلة بحرية على متن قارب للاسترخاء وتجربة تراث الملاحة البحرية في قطر».
وتلفت «ذا ستاندرد» إلى أنه على مدى أجيال سابقة، وفر صيد الأسماك والغوص باللؤلؤ وتجارته مصدر رزق لكثير من السكان.
ويمكن لزوار قطر دخول البلاد بتأشيرة العبور السهلة، وهي مفتوحة للسياح من 80 دولة مختلفة. ويسمح للمسافرين على متن الخطوط الجوية القطرية الذين يعبرون إلى قطر بالدخول مجانًا إلى البلاد لمدة تتراوح من 5 ساعات إلى 96 ساعة كحد أقصى، كما لا يحتاج الزوار إلى أي ترتيبات تأشيرة مسبقة، ويمكنهم الحصول على إعفاء من التأشيرة عند الوصول إلى قطر، عبر تقديم جواز سفر مع صلاحية لا تقل عن ستة أشهر وتذكرة مؤكدة.
وتختتم الصحيفة مخاطبة قراءها بقولها: «إن قطر جوهرة سياحية وثقافية وسط الشرق والغرب، فماذا تنتظرون لاتخاذ قرار فوري بزيارتها».
وأشاد موقع ساينس ماغ الأميركي بالمتحف الوطني من أجل تنوير الجمهور بماضي البلاد وحاضرها ومكانتها بين شعوب العالم، إضافة إلى صيانة الهوية الوطنية القطرية، وتعريف العالم بها.
وقال الموقع، إن متحف قطر الوطني يمثل احتفالا بالهوية العربية والإسلامية لقطر.
وأضاف: «يعتبر هذا المتحف أحد أبرز المعالم العربية، التي تهتم بالتاريخ والتراث، لتميزه بتصميم فريد، وتكنولوجيا حديثة، وتنوع مختلف في المحتوى، يشبع فضول الزائر الباحث عن أسرار التاريخ وقصص الشعوب».
ومن ناحية التصميم، استلهم نوفيل شكل المتحف الوطني من وردة الصحراء، التي تنتشر في منطقة الخليج، وهي عبارة عن بلورات رملية تكون تشكيلات زخرفية وفنية بديعة على شكل الزهور تحت الرمال، بسبب التفاعلات بين المعادن وبخار المياه الجوفية.
ولفت ساينس ماغ إلى أن متحف قطر الوطني ليس بناية ذات أسقف عالية بها بعض المقتنيات وحسب، ولكنه يشبه قطر في تجسيده لقمة التطور التكنولوجي، مع التعبير عن التراث التاريخي لهذه المنطقة من العالم.
وخلال زيارتهم للمتحف، سيتمكن زوار المتحف من معرفة المزيد عن أسلافهم، وعن إنشاء المدن القديمة، فضلاً عن التعرف على عملية تحديث المجتمع القطري، حيث يروي فصول قصة نشأة قطر جيولوجياً منذ أكثر من 700 مليون عام، وأخرى متصلة بحاضر الإمارة، التي أصبح اقتصادها يقوم على إنتاج الغاز.
وللاستمتاع بمشاهدة المحتويات، ينطلق الزائر في رحلة زمنية يقطع خلالها مسافة 2.7 كيلومتر، يبدأها مع الحقبة الجيولوجية قبل استيطان الجزيرة العربية، ثم ينتقل من محطة لأخرى عبر التاريخ وصولاً إلى وقتنا الحالي، مانحاً قطر صوتاً للتعريف بتراثها الثري، وثقافتها الغنية، والتعبير عن طموحات شعبها المستقبلية النابضة بالحياة.
وبالحديث عن مقتنيات المتحف، تتألف مجموعة متحف قطر الوطني حالياً من نحو 8 آلاف قطعة، وتشمل مقتنيات وعناصر معمارية وقطعاً تراثية كانت تستخدم في المنازل والسفر، ومنسوجات وأزياء ومجوهرات وفنوناً زخرفية وكتباً ووثائق تاريخية.
وتتوزَّع محتويات هذه الأقسام الثلاثة على 11 صالة عرض دائمة، لكل منها شخصيتها المنفردة التي تكتُب من خلالها جزءاً من قصة المتحف من خلال العناصر المختلفة التي تتنوع بين الموسيقى وسرد القصص والصور الأرشيفية والمرويات والروائح المثيرة للذكريات، والتي تقدم باللغتين العربية والإنجليزية، مانحة الزائر تجربة حسية عميقة، تجعله يندمج مع مجموعة مذهلة من المقتنيات الأثرية والتراثية.
copy short url   نسخ
19/07/2019
3064