+ A
A -
عمر كوش كاتب وباحث سوري
تدخل تصريحات عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، محمود الزّهار، عن ضرورة عودة علاقة الحركة مع نظام بشار الأسد في سوريا، في سياق استجداء هذا النظام، والتزلف المهين له، ولراعيه الإيراني في طهران. ولعل إبداء الزهار الندم على قطع «حماس» علاقتها مع النظام الأسدي يخصه وحده، ولكن في تصويره هذا النظام راعي الفلسطينيين وفصائلهم وتنظيماتهم، والواقف مع فلسطين ضد الاحتلال الإسرائيلي، فيه مخاتلة وتناقض كبير، ولا يتسق مع تعامل هذا النظام مع الفلسطينيين، فقد أوردت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا، في تقرير لها، أن هذا النظام قتل أكثر من ثلاثة آلاف لاجئ فلسطيني في سوريا، منذ اندلاع الثورة السورية، وقام بهجمات عديدة باستخدام مختلف أنواع الأسلحة على مخيمات الفلسطينيين، خصوصا مخيم اليرموك في دمشق، فضلاً عن حصار هذا المخيم سنوات عديدة، وقصف مدنييه ومنشآته الحيوية بصواريخ مقاتلاته، وإمطار شوارعه وأحيائه بالبراميل المتفجرة من طائراته العمودية. ووثّقت المنظمة الحقوقية الفلسطينية، منتصف إبريل الفائت، مقتل 548 فلسطينياً تحت التعذيب في معتقلات نظام الأسد وسجونه، من أصل 1748 فلسطينياً محتجزين فيها.
يتذكر الفلسطينيون جميعاً، ما ارتكبه نظام الأسد الأب من جرائم بحقهم، في أكثر من بلد عربي، خصوصا في لبنان، حين فرضت قوات جيش الأسد (تحت مسمى قوات الردع)، في يونيو 1976، إلى جانب المليشيات المتطرّفة من الأحزاب المسيحية الموالية له، حصاراً خانقاً ومرعباً على مخيم تل الزعتر في بيروت، استمر ما يزيد على شهرين، وترافق بعمليات تنكيل وتعذيب وعقاب جماعي لسكان المخيم. واقتحمته قوات الأسد والمليشيات التابعة له 14 أغسطس 1976، بعد إنهاك أهله المستضعفين بالجوع والرعب والقصف المركّز، ونفّذت المليشيات الطائفية مذبحة مروّعة فيه، ذهب ضحيتها أكثر من ثلاثة آلاف فلسطيني.
ولم يكتف نظام الأسد الأب بذلك، بل لاحق التنظيمات الفلسطينية، حتى أرغمها بالقوة على الخروج من لبنان. وسار نظام الأسد الابن على خطى الأب نفسها في التعامل الوحشي مع الفلسطينيين بعد اندلاع الثورة السورية.
copy short url   نسخ
15/07/2019
414