+ A
A -
رجساء محمد الدوسري
كل العالم يخدم بعضه تلقائياً إن شعرنا بذلك وأدركناه أم لا، كيف يعتني العالم بالجيل القادم من الأطفال الذي ينشأ الآن! هل من الواجب أصلا أن يقدم الناس والمجتمع ذخيرة من العلم والتنوير والمعرفة والابتكار ليتجذر في نفوس الجيل الحالي؟ هل يجب على الناس التحلي بالخُلق الحسن والأخلاق التي تممها نبينا محمد؟ أم الحرية للبشر في اختيار الجانب الذي يرونه مناسبا لهم دون اكتراث بالمسؤولية تجاه المجتمع؟ المسؤولية المجتمعية هي من تحدد قيم الناس وأخلاقهم التي يجب أن يتحلوا بها، إذ من غير اللائق انتشار الاستخفاف والهزل والابتذال في أي من مجالات الحياة، ليس لأننا محاسبون في الدنيا والآخرة فقط، بل لأن هناك من يتأثر بنا سواء فئة الأطفال والمراهقين والشباب. حكماء وعلماء الجيل الحاضر ارتفع صوتهم ولله الحمد بعد موجة الضعف في القيم والأخلاق، اعتلى صوت الحق وبدأنا نرى أفكارهم وتوجهاتهم تنتشر في المجتمع والناس يتأثرون مجدداً بالخير والإصلاح والمعرفة والتنوير بما يواكب الوقت الحالي ومتغيراته، لأن التجديد في الأفكار وحتى في طريقة طرح القناعات والمعارف له النصيب الأكبر في الإستفادة منه وانتشاره والعمل به بين الناس. العالم يخدم الجيل الحالي والقادم من الشباب والأطفال، فلتفكر في مسار حياتك وطريقة تعاملاتك في كل جوانب الحياة ينعكس على المجتمع ككل وليس فقط عليك لوحدك، فكن مسؤولا عن الاختيارات والتوجهات الفكرية والنفسية التي تعيش بها لأجل نهضة المجتمع. فالأفعال والأقوال والفكر التي تتبناها وتمارسها يتأثر بها الآخرون، فمجتمعنا العربي المسلم يستحق أن نكون مسؤولين مجتمعياً تجاهه. من المُعين للمجتمع أن رؤية قطر 2030 تتبنى المسؤولية المجتمعية والحضارة الفكرية والتنمية المجتمعية والبيئية، وركزت على استثمار الموارد البشرية بكافة الأعمار، وانعكس على الأطفال، حيث المراكز والأنشطة والمجالات التي تتيحها للأطفال عميقة فكرياً وتفتح الآفاق لعقول الأطفال بالتوسع والابتكار، فتحافظ على وقت وفكر الطفل من الضياع وتنمية بإبداع. نحن نستعد لنهضة فكرية حضارية معمارية قد بدأت ولله الحمد.
copy short url   نسخ
13/07/2019
887