+ A
A -
ينتظر عشاق بايرن ميونيخ معرفة ما إذا كان ناديهم سيجري المزيد من التعزيزات قبل بداية الموسم الجديد، حيث اكتفى النادي بضم لوكاس هيرنانديز وبنيامين بافارد ويان فيتي آرب مقابل التخلي عن كل من آريين روبن الذي أعلن اعتزاله وفرانك ريبيري ورافينيا وخاميس رودريجيز وماتس هوميلس. بمعنى آخر، أصبحت قائمة الراحلين عن الفريق أطول من لائحة الوافدين،
كما أنها تحمل أسماءً خبيرة فكيف تخطط إدارة؟وباتت قضية سوق الانتقالات ببايرن ميونيخ من أكثر المواضيع جدلية حالياً، والأمر لا يتعلق بصرف الكثير من المال ولا حتى ضم عدد هائل من النجوم، بل على العكس يرتبط بالطريقة السلبية التي تتعامل بها إدارة النادي مع الموقف حتى الآن ولو أن هذه الطريقة قد تتعرض لتغيير قسري بالفترة المقبلة.
وقد حملت تصريحات الإدارة -مؤخراً- تلميحات واضحة حول عدم إمكانية ضم العديد من النجوم، حيث قال هونيس إن ناديه لن يتجاوز حد الـ 80 مليون مرة أخرى هذا الصيف بعد ضم لوكاس، كما قلل رومينيجيه من فرص ضم ساني بعد أن طلب منه أن «يتخيل الانتقال إلى بايرن»، وكل هذا ذكر الجمهور بكل التصريحات التي كان يسمعها طوال السنوات الماضية التي كانت تمهد لإنهاء فترة انتقالات دون صفقات كبيرة، خاصة أن مشاريع الإدارة لم تريح لاعبين بايرن، حيث يبدو الفريق مقتنعاً بحاجته لمزيد من التدعيمات لذا بدأت الرسائل المتتالية، سواء بدعم صفقة ساني عبر كيميش وجوريتسكا وجنابري أو الحديث بالمجمل عن حاجة الفريق لضم لاعبين جدد كما فعل وكيل أعمال نوير، الذي وجه رسالة تحذير قاسية حول إمكانية خروج قائد الفريق بحال استمرار السياسة الحالية. ونادرة هي المرات التي شاهدنا فيها لاعبين يتدخلون في سياسة عمل النادي لهذا الحد، لكن في بايرن يملك الجميع حرية التعبير دائماً، والأهم أن يشعر اللاعبون أن الهدف الذي جاؤوا من أجله لبايرن المرتبط بالفوز بدوري الأبطال بات يبتعد عنهم.
مدرب يطالب بصفقات
عدوى المطالبات انتقلت للمدرب نيكو كوفاتش، الذي صرح لمرتين عن حاجته لضم 4 لاعبين إضافيين على الأقل، ويبدو أن شح قائمة بايرن، 21 لاعبا فقط الأصغر بالبوندسليجا، دفع الإدارة إلى التخلي عن فكرة بيع بواتينج وريناتو سانشيز مبدئياً، لأن الفريق لم يعد قادراً على التخلي عن المزيد من اللاعبين بعد رحيل روبن وريبيري ورافينيا وهوميلس وخاميس.
لن يكون كوفاتش مسؤولاً عن أي إخفاق ما لم يتم تحقيق المزيد من التعاقدات، بالتالي تكون الإدارة قد قدمت للمدرب عذر الفشل سلفاً وهذا غير ممكن في ظل حديثها سابقاً عن السعي لدعمه كي يحقق بداية جديدة ببايرن، بالتالي ستضع الإدارة ذاتها بمواجهة المدرب واللاعبين ما لم تقوم بتعاقدات أخرى.
صفقات محتملة؟
كان الهدف الأول لبايرن بالسوق هو السعي لضم ليروي ساني وكالوم هودسون أودوي، لكن يبدو أن استمرار الأخير بتشيلسي بات منطقياً بعد قدوم فرانك لامبارد الذي أبدى ثقته به، إلا أن فرصة ضم ساني ما زالت واردة في ظل اتفاق الصحف حول تردد اللاعب باتخاذ قرار حاسم حول مستقبله، بالتالي ما زالت فرصة بايرن حاضرة شرط كسر تصريح رومينيجيه «يتخيل اللاعب نفسه»، ليصبح «يتخيل النادي أنه سيضمه» ليأخذ خطوة إضافية ويبادر بضمه.
لم يُظهر النادي مؤخراً اهتماماً بمزيد من اللاعبين، لكن الصحف تحدثت عن إمكانية ضم حكيم زياش كما يريد رومينيجيه انتظار ما سيحدث بالسوق تحديداً بصفقتي غريزمان ونيمار ليرى من اللاعبين الذين سيتوفروا بالسوق، فانتقال نيمار أو غريزمان للبارسا يعني فتح باب الرحيل لديمبيلي. وفي حال رحيل ديمبيلي لباريس، سيصبح دراكسلر متاحاً وبايرن سينتظر موقف السوق لضم لاعب على الأقل بالأيام الأخيرة مثلما استفاد من ثورة الريال 2009 كي يضم روبن بنهاية السوق.
عودة إلى ساني وأودوي؟
انتشرت مؤخراً أخبار تتحدث عن إعادة بايرن المحاولة لضم ليروي ساني من مانشستر سيتي. وبحسب الأخبار، فإن الأمر قد يرتبط بقدرة السيتي على جلب بديل مناسب للجناح الألماني، ولو أن الرئيس التنفيذي كارل هاينز رومينيجيه انتقد المبالغ الكبيرة بالسوق مرة أخرى وهو ما يوحي مرة أخرى رفض البافاري الدخول بأي مزايدة لضم أي نجم.
في الوقت ذاته، باتت فرصة التعاقد مع كالوم هودسون أودوي من تشيلسي أضعف بسبب قدوم فرانك لامبارد، الذي قالت الصحف إنه وضع من أولوياته العمل على تطوير أودوي وإعطائه الثقة إضافة لوجود فراغات كبيرة بتشيلسي بعد رحيل هازارد وهيغواين ومنع النادي من التعاقدات، مما يعني أن فرصة أودوي حالياً قد تكون جيدة للعب بتشيلسي، لكن رغم ذلك خرجت بعض الشائعات لتتحدث عن إمكانية انتقاله لبايرن في حين اختار قلب الدفاع كاباك الانتقال لشالكه، بسبب سعيه للعب بشكل مستمر.
بيع ومستقبل مجهول
تحاول معظم الأندية اليوم ألا تقوم بأي عملية بيع قبل أن تضمن التعاقد مع بديل مناسب، لكن في حالة بايرن لم يحدث هذا بشكل فعلي، حيث تم إنهاء عقدي روبن وريبيري دون تحديد البديلين وربما لا ينطبق ذات الأمر على رافينيا وهوميلس بسبب ضم لوكاس وبافارد، لكن المشكلة تكمن في أن الفريق كان أساساً يحتاج للمزيد من التدعيمات الدفاعية، حيث يملك فقط 7 مدافعين حتى الآن من بينهم الشاب لوكاس ماي وجيروم بواتينغ الذي نصحه هونيس بالرحيل، بالتالي يمكن القول إن هناك 5 مدافعين جاهزين فعلياً لمنافسات الموسم أي 4 مدافعين أساسيين وبديل واحد، وهنا تكمن المشكلة الكبرى.
المشكلة الثانية تتعلق بأن اللاعبين الذين سينتقلون لبايرن، تحديداً الشبان، يعرفون أن مكانهم لن يكون مضموناً، خاصة بعد تجربة ريناتو سانشيز، ووجود عدد جيد من النجوم، رغم النواقص المتاحة، ويبدو أن هذا يؤثر على خيارات الفريق كما حدث مع كاباك مؤخراً.
خيارات الإدارة
يسعى المدير الرياضي حميديتش إلى إتمام صفقة التعاقد مع جناح واحد على الأقل قبل انتهاء فترة الانتقالات، لكن الخيارات قد تتدنى تدريجياً في حال لم يتم التعاقد مع ساني وأودوي، في ظل تراجع الإدارة عن فكرة ضم بيبي من رين، إضافة لاقتراب كييزا من يوفنتوس، لكن ما زال بإمكان البافاري السعي لتغيير وجهة الصفقة، بالتالي يمكن القول إن الموقف يبدو شائكاً وبايرن بحاجة إلى أن يرفع حد المجازفة ويضم ساني، لأن الخيارات الباقية في السوق ليست سهلة أبداً.
في الخط الخلفي، من الواضح أن بايرن لن يبحث عن نجم جديد، فالخيار كان السعي لضم أحد لاعبي البوندسليجا، وحتى هنا تبدو الخيارات قليلة بسبب ندرة المدافعين الجيدين بالبوندسليجا، خاصة مع انتقال كاباك لشالكه، وربما تتعلق الخيارات المميزة بشتارك أو باومغارتل، لكن هؤلاء يحتاجون لضمان اللعب لوقت جيد.
كوفاتش لا يخفي تذمره
تحدث مدرب بايرن مؤخراً عن حاجة فريقه لضم 4 لاعبين جدد، ولم نسمع بعدها أي تصريح من المدرب أو الإدارة عن الأمر، وهو دليل ربما على وجود عمل بالخفاء لتعزيز التشكيلة فعلاً حتى لو كانت الشائعات لا تتحدث بكثافة عما يحدث داخل البافاري، ومن خلال الشائعات القليلة الحاضرة قد نحاول قراءة حقيقة الموقف والبحث عن الأسماء التي يفاوضها بايرن فعلاً.
سواء ساني أو ديمبيلي، سيحقق بايرن الفائدة الفنية بضم نجم كبير، لكن لا يبدو الأمر ذاته في حال التعاقد مع دراكسلر الذي لا يلعب بشكل مستمر مع باريس، ويشارك غالباً في الوسط، لذا من المنتظر أن تكون للنادي سياسة واضحة وتحديد أهداف التدعيم بالسوق.
صيف 2012
وفي صيف 2012، قال ماتياس زامر،المدير الرياضي لبايرن في ذلك الوقت، إن سوق الانتقالات بحاجة لبعض الجنون ليدفع 40 مليون يورو، من أجل ضم خافي مارتينيز، وفعلاً أتم النادي هذه الصفقة التي كانت من أهم مفاتيح تحقيق الثلاثية التاريخية بالموسم التالي. واليوم يحتاج بايرن لمن يقول: «سوق الانتقالات بحاجة لبعض الجنون»، ليحسم صفقة ساني الذي قد يمثل نقلة ممتازة لبايرن بسبب تفاهمه الرهيب مع غنابري، إضافة لكونه لاعب ألماني شاب يعني أنه قد يلعب لبايرن لعشر سنوات أخرى. عدا ذلك، لا يبدو الحال جيداً، ومن الممكن أن نشاهد بايرن يعاني بسوق الانتقالات، وينتهي صيفه دون صفقة كبرى. وفي ظل التصاعد المرتقب بالمنافسة على لقب الدوري، فإن بايرن سيعيش حتماً بالموسم المقبل صعوبات لم يشعر بها طوال المواسم الماضية.
copy short url   نسخ
12/07/2019
839