+ A
A -
كتب – أكرم الفرجابي
أعرب عدد من خريجي المنح الدراسية بالمعهد الديني، عن شكرهم وتقديرهم لدولة قطر على رعايتها لهم من خلال تهيئة البيئة التعليمية والتربوية، التي ساهمت في تطوير مهاراتهم العلمية والعملية ليكونوا دعاة خير ومحبة وتسامح، مؤكدين حرصهم على الاجتهاد في تحصيل العلم الشرعي، وحمل رايته خدمة لأوطانهم وأمتهم.
وأشاروا في تصريحاتهم لـ «الوطن» إلى أن دولة قطر كانت وستظل سبّاقة في مجال الخير لا تتأخر عن واجبها تجاه قضايا أمتها الإسلامية، لافتين إلى أن برنامج رعاية طلاب المنح الدراسية بالمعهد الديني، من البرامج المهمة والاستراتيجية التي تقدمها وزارة الأوقاف خدمة للأمة، بهدف رفع مستوى الوعي الشرعي لدى المجتمعات المسلمة.
مسيرة علمية
وفي السياق، عبر الخريج هارون أحمد عبدالعظيم من اليمن عن سعادته الغامرة بالتخرج، مثمناً الجهود الكبيرة التي بذلتها لجنة رعاية طلاب المنح الدراسية بالمعهد الديني، في تعليمهم وتأهيلهم بالعلم الشرعي، حتى يكونوا قيادات شرعية تخدم المسلمين في بلدانهم، مؤكداً على أن الخريجين سيواصلون مسيرتهم العلمية، مقتدين بمدرّسيهم وبمشايخهم وعلمائهم الذين نهلوا من علومهم، لافتاً إلى أن بعض خريجى المعهد الديني الوافدين تقلدوا مناصب رفيعة المستوى في بلدانهم، كما ساهموا بقوة في تنمية ورقي بلادهم، وعملوا على تعزيز قيم التسامح والتعايش المشترك التي تعلموها في قطر، موضحاً أن بعض طلبة المنح الدراسية يأتون للمعهد الديني وهم لا يعرفون شيئاً عن اللغة العربية وخلال 6 سنوات فقط يتخرّج الطالب الأجنبي اللسان متقناً للعربية الفصحى وحفاظاً للقرآن الكريم وملماً بأحكام الشريعة الإسلامية ومتمكناً من المواد العلمية ومحققا لمعايير المناهج الوطنية.
تغيرات متسارعة
من جانبه، أوضح الخريج محمد الأمين أوج من موريتانيا، أن شعوره بالتخرج هو شعور لا يوصف، معرباً عن شكره وتقديره للقائمين على برنامج رعاية طلاب المنح الدراسية بالمعهد الديني الذين أتاحوا له فرص التخرج من قطر، لافتاً إلى أن التغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم اليوم لن يستوعبها العالم الإسلامي ما لم يمتلك أبناؤه القيم الدينية والأخلاقية والاجتماعية بصورتها المثلى التي رسمها الإسلام؛ لتكون مشاعل فكر وحضارة مستمدة من قيم الفكر الإسلامي الوسطي الذي يجمع بين الأصالة والمعاصرة، ويحصل على المعرفة المتجددة والعلوم المتدفقة، قائلاً: هذا ما وفره لنا المعهد الديني، من خلال تهيئة البيئة التعليمية والتربوية، منوهاً بأن المعهد خرّج وزراء وسفراء وأساتذة بالجامعة ومسؤولين كبار تقلّدوا مناصب مهمة في بلدانهم، منوهاً بأن المُخالفات السلوكية في المعهد الديني معدومة ببركة العلم الشرعي الذي يُدرّس للطالب، حيث يزود الطالب من خلاله بالقيم النبيلة التي تُغرس فيه من عمر إدراكي مناسب، لافتاً إلى تطلع إدارة المعهد لأن يكون طلبته قدوة صالحين لأقرانهم في أي مجال أو عمل أو تخصص يلتحقون به في المستقبل.
تجربة رائعة
وأعرب الخريج شعيب كونتيه من غامبيا عن سعادته الغامرة بالتخرج، لافتاً إلى أن ما زاد فرحته هو تخرجه من دولة قطر، قائلاً: أعتبر نفسي من الأشخاص الذين حالفهم الحظ، للحصول على منحة دراسية بالمعهد الديني، قائلاً: كانت تجربتي بالمعهد رائعة وفريدة من نوعها، فهي فرصة عظيمة أن يتاح لنا دراسة العلوم الشرعية في دولة قطر، التي أصبحت اليوم مصدراً ملهماً لكل من يبحث عن العلم الجاد والمعرفة الرصينة والفكر المستنير، كونها توفّر مناخاً أكاديمياً وفكرياً تزدهر فيه العقول الشابة الفتية الطموحة لغد مشرق لنا ولأمتنا الإسلامية، مشيراً إلى أنّها تحرص على دعم العلم والمعرفة بكل ما تملك، وذلك من أجل رفعة شباب الأمة، لافتاً إلى أنه بعد كل الجد والاجتهاد، فإنه قد آن الأوان لجني ثمار الأعوام الدراسية بالمعهد الديني، وهو شعور لا يوصف بالكلمات، حيث إن لحظة استلام الشهادة هي اللحظة التي يكدّ من أجلها طالب العلم، وهو تتويج لتلك الجهود المبذولة والانتقال إلى مرحلة جديدة من مراحل التدرج في سلم التعليم، مؤكداً أنه يشعر بالسعادة لإنهاء واحدة من أهم المراحل الدراسية في حياته، وإن شعوره هذا ممزوج بمشاعر الحزن لفراق زملائه في المعهد الديني الذين قضى معهم أجمل سِنِي عمره.
دعاة خير
من جهته، تقدم الخريج تشرليم ماتوش من كوسوفا بالشكر لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ممثلةً في لجنة رعاية طلاب المنح الدراسية بالمعهد الديني، على جعلهم قطر وجهة للدارسين والباحثين، مشيراً إلى أنهم يمتلكون الإرادة والدافع ليكونوا دعاة خير ومحبة وتسامح في بلدانهم، مبيناً إنّ المعهد الديني بما يقوم به من جهد للارتقاء بمجال الدراسات الشرعية يؤكد تفرّده بين مؤسسات التعليم الديني في العالم الإسلامي، ومن ثمّ فإنّه يقدّم خدمة كبيرة لطلاب العلم تسهم في رفع مستوى الوعي الشرعي لدى المجتمعات المسلمة، خصوصاً في ضوء ما يقوم به المعهد من دور مهم في نشر العلم الصحيح والدعوة الوسطية في ظل التحديات والظروف التي تمر بها الأمة الإسلامية.
معارف دينية
وبدوره، قال الخريج نان تاوات مالا من تايلاند، حصلنا على معارف دينية ودنيوية متميزة، مؤكداً أن الدراسة بالمعهد الديني زودتهم بالعلم الديني الإسلامي المنفتح على الآخر والمزود بمعارف متنوعة، قائلاً: أشعر بالفخر لأني تخرجت من دولة قطر، لأن التعليم فيها على مستوى عال، فعلى أي طالب تخرج من المعهد الديني أن يفتخر بهذا الإنجاز، وطموحي بعد هذه المرحلة أن أكون عضواً فاعلا في مجتمعي وأن أخدم بلدي تايلاند بما تعلمته واكتسبته من خبرة ومهارة أثناء الدراسة بالمعهد الديني، كما أتوجَّهُ بالشكر الجزيل لجميع الأساتذة الذين درسوني طيلة سنواتي بالمعهد، وأتمنى من الله عز وجل أن يكتب تلك الأيام في ميزان حسناتهم، قائلاً: شعوري يمتزج ما بين الفرح والحزن على حدّ سواء، فهو الفرح مقبلُ كوني أنهيت مرحلة مهمة في حياتي الأكاديمية بعد مسيرة تعليمية على مدى سنوات والحزن على فراق من أحببناهم وتعلمنا منهم خلال هذه السنوات.
منح دراسية
ومن ناحيته، قال السيد علي عبيد المري، رئيس لجنة رعاية شؤون طلاب المنح الدراسية بالمعهد الديني، إن عدد الدول التي تغطيها المنح الدراسية بلغ (44) دولة حول العالم، والعدد في ازدياد عاما بعد عام، كل ذلك بسبب السمعة الحسنة لهذا البرنامج وما يقدمه للعالم من رسالة سامية، موضحاً أن برنامج رعاية شؤون طلاب المنح الدراسية أحد أهم البرامج التي تقدمها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية للشعوب الإسلامية خارج الدولة، فهو يحقق رؤية القيادة الرشيدة لهذا البلد في نشر العلم والاهتمام به وبطلابه، فمن خلال هذا البرنامج نسهم في رفع مستوى الوعي الشرعي للمجتمعات المسلمة بتبني الطلبة المتميزين وتأهيلهم بالعلم الشرعي لتكوين قيادات شرعية في كافة المجالات.
يذكر أن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية تُؤمِّن لطلاب المنح الدراسية جميع الاحتياجات الأساسية والكمالية، بدءاً من استئجار المباني السكنية وتجهيزها بكل ما يوفر الراحة والبيئة المناسبة للطالب، وغيرها من الأمور كالمواصلات وتذاكر السفر السنوية للطلاب، والمصروف الشهري والوجبات الغذائية والكتب والقرطاسية، كما تعقد الوزارة ممثلة بجهاز رعاية شؤون طلاب المنح الدراسية دورات تقوية في المواد العلمية واللغة العربية والإنجليزية طوال العام للطلاب لرفع مستواهم الدراسي، بالإضافة إلى أنها توفر للطلاب دورات علمية وثقافية ومسابقات متنوعة وورش عمل وأنشطة ترفيهية ورحلات ودروسا في مختلف المجالات طوال العام للترويح عنهم ولملء وقت الفراغ لدى الطلاب.
وكرمت الوزارة الأسبوع الماضي 35 خريجاً، و51 طالباً من المتفوقين في المرحلتين الإعدادية والثانوية بالمعهد الديني، إلى جانب تكريم الحفاظ الذين أتموا حفظ القرآن هذا العام وعددهم 12 طالبا، إضافة إلى تكريم المشرفين على طلاب المنح، والقائمين على البرامج والأنشطة الثقافية والترفيهية المخصصة لهم، حيث تتولى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ملف طلاب المنح الدراسية بالمعهد الديني التابع لوزارة التعليم والتعليم العالي منذ عام 2013/‏2014، وبهذا العام الدراسي 2018/‏2019 تكمل العام السادس في توليها لهذا الملف، حيث كان عدد جنسيات الطلاب في أول عام تسلمت فيه وزارة الأوقاف الملف 21 جنسية فقط، ووصل عدد الجنسيات حالياً 44 جنسية، فيما يبلغ عدد الطلاب الملتحقين حالياً ببرنامج المنح الدراسية 168 طالباً، بدون الطلاب الخريجين، ومع وصول طلاب المنح الجدد للعام 2019/‏2020 الذين يبلغ عددهم 42 طالباً يكون المجموع 210 طلاب.
copy short url   نسخ
06/07/2019
2011