+ A
A -
تبدأ المشكلة عندما نبدأ بإلقاء اللوم، فعندما نبدأ باللوم سواء على الظروف، أو على الشخصيات، أو على الزوج، أو على الزوجة، أو على الوظيفة... إلخ نكون كمن خسر طاقاته، عندما يقول أحدنا: إنك تغضبني، يكون الافتراض الضمني، أنا غاضب، وعليك أنت أن تتغير، ولكي تحل المشكلة، يجب على شخص آخر أن يتغير، وبهذا الأسلوب يجعل الشخص الغاضب من نفسه شخصا عديم القدرة على حل المشكلة.
وكذلك الزوج الذي يلقي اللوم على زوجته بسبب موقف سلبي من أحد الأبناء قام به، وينسب ذلك إلى تقصيرها في تربية الأولاد وهكذا تستمر دائرة اللوم بين الطرفين، أنت يجب أن تفعل هذا، أنت مقصر أنت السبب.....إلخ.
والسؤال: ما الغاية من إلقاء اللوم على الآخرين ؟! إن فكرة إلقاء اللوم أو إسقاط الفشل على الآخرين أو على الظروف هي من الدفاعات النفسية لدى البشر، والهروب من تحمل المسؤولية.
توقف عن إلقاء اللوم على الآخرين لما تعاني منه، وتحمل مسؤولية حياتك، وخذ قرارا أن تغير حياتك لما تحب أن تكون عليه، وليس كما يريد الآخرون. أنت الشخص الوحيد القادر على اتخاذ القرار المناسب لحياتك، وأنت القادر على التحكم في عواطفك تجاه ما تمر به من مواقف.
وإذا لم تستطيع أن تغير ما يحدث حولك، اعمل على تغيير استحابتك تجاهه، وتحمل مسؤولية قرارك.. إن مرض إلقاء اللوم على الآخرين يستهلك طاقة عقلية ونفسية هائلة منك، ومن يقعون تحت تأثير هذا المرض ليسوا الأكثر سعادة وبداية العلاج أن نتخلص من ثقافة المعري القائلة: هذا ما جناه علي أبي، وما جنيت على أحد. لنتوقف عن هدر طاقاتنا باتجاه الخارج، فبدون قوتنا وطاقاتنا لا يمكننا أخذ المسؤولية الكافية لإحداث التغيرات التي تطور حياتنا. إذا خسرنا طاقاتنا نصبح ضحايا لا قوة لها، ولن ننعم بالسلام الداخلي الذي ننشده جميعا.
خبير تنمية بشرية
[email protected]
copy short url   نسخ
29/06/2019
1877