+ A
A -
أدهم شرقاوي
في مثل هذا اليوم من العام 1987م وُلد ليونيل ميسي، وسواءً أحببنا فريق برشلونة أو كرهناه، وأنا من الذين لا يحبونه! يبقى ليونيل واحداً من أمهر اللاعبين الذين لعبوا كرة القدم في تاريخ البشرية، هذا إن لم يكن أمهرهم على الإطلاق!
ولكن ليس لهذا جمعتكم!
قبل عيد ميلاده الثلاثين بأسبوعين، سأله صحفي قائلاً: سوف تبلغ الثلاثين بعد أسبوعين، ماذا يعني لك ذلك؟
فقال له ميسي: هذا يعني أني ولدتُ قبل ثلاثين عاماً!
قد يبدو هذا الجواب في ظاهره ساخراً وسطحياً، لكنه في باطنه عميق جداً، وجميل، يكاد يوازي بجماله الأهداف التي يسجلها ليونيل!
إن الثلاثين كالأربعين كالخمسين، مجرد رقم، والحياة ليست بتعداد السنوات وإنما بعمق التجارب!
لماذا علينا دائماً أن نسأل الآخرين عن عدد السنوات التي عاشوها بدل أن نسألهم عما فعلوا في تلك السنوات!
هناك أشخاص أتوا إلى هذا الكوكب وعاشوا أكثر من مائة عام، ثم رحلوا دون أن يتركوا بصمة، ويا له من إنجاز متواضع أن يكون إنجازك الوحيد أن تعد السنوات!
سعد بن معاذ اهتز عرش الرحمن لموته وهو في السادسة والثلاثين!
محمد الفاتح حاز على نيشان النبي صلى الله عليه وسلم: نِعم الأمير أميرها وهو يوم فتح القسطنطينية كان في الثانية والعشرين من عمره!
أسامة بن زيد في السابعة عشرة من عمره قاد جيشاً فيه أبو بكر وعُمر!
الفكرة لم تكن يوماً بطول العمر وإنما بعرضه، وكم أتمنى لو يكف الناس عن سؤال بعضهم البعض: كم عمرك؟ واستبداله بِـ: ماذا فعلتَ على ظهر هذا الكوكب منذ مجيئك إليه!
بقلم: أدهم شرقاوي
copy short url   نسخ
24/06/2019
2190