+ A
A -
أدهم شرقاوي
في مثل هذا اليوم من العام 710م توفي الأخطل أحد أضلاع المثلث الأموي الشهير «جرير، الأخطل، الفرزدق»! كان من قبيلة تغلب التي كانت تدين بالنصرانية قبل الإسلام، أسلمت تغلب إلا قليلاً منها، وكان من القليل الذي لم يُسلم والد الأخطل، فوُلد نصرانياً على دين أبيه، ومات نصرانياً على دين أبيه!
جرتْ بينه وبين جرير والفرزدق سجالات شعرية كثيرة عُرفت بشعر النقائض، وهي من أروع ما عرفه العصر الأموي من شعر، حيث كانت حرب الشعر مستعرة بين الثلاثة!
كان الأخطل على جمال شِعره سليط اللسان، فاحشاً، لا يُحابي، ولا يُجامل، ولا يتورع عن عرضٍ إذا أراد أن يهجو، ولم يسلم من بذاءته خصم! حتى أنَّ أصدقاءه أحياناً لم يسلموا منه!
كان الأخطل صديقاً للشاعر الأعور بن بنان التغلبي، فدعاه الأعور مرةً إلى طعام، فلما دخل بيت صاحبه، فإذا هو فخم مهيب، نُجِّدَ بالفِراش الجميل والأثاث الزاهي، وكانت للأعور زوجة جميلة فاتنة، فقال للأخطل وهما يأكلان: يا أبا مالك إنك تدخل على كبار القوم في مجالسهم فهل ترى في بيتي عيباً؟
فقال له الأخطل: ما أرى في بيتك عيباً غيرك!
نحن نقرأ الأدب وفق المقولة الشهيرة: خُذْ القول ودع القائل! ولو أننا لم نسمع إلا كلام الأتقياء، ولا نقرأ إلا للأدباء الأصفياء، لن يبقى لنا إلا القليل من الأدب لنقرأه، ولكننا نقرأ الكلام ونستعذبه بغض النظر عن قائله، والحق يُقال أن الأخطل كان ذا قريحة شعرية رهيبة، يتنقل بين القوافي بخفة ورشاقة، وقد أوتي من البلاغة وحسن الصياغة كماً وفيراً! وأمر الناس جميعاً إلى الله!
بقلم: أدهم شرقاوي
copy short url   نسخ
18/06/2019
708