مشروع تحول تكنولوجي متكامل

تعكف الهيئة العامة لشؤون القاصرين حالياً، على مشروع تحول تكنولوجي متكامل، يشتمل على نظام لإدارة علاقات المتعاملين، وتطبيقات الجوال، وكذلك تصميم موقع إلكتروني فاعل، يعمل على تحقيق التكامل الإلكتروني مع الجهات الحكومية بالدولة، الأمر الذي يضمن سرعة وسرية تبادل المعلومات المتعلقة بالمشمولين برعاية الهيئة والذين يتجاوز عددهم حالياً أربعة آلاف قاصر، حيث تعمل الهيئة على بناء نموذج مالي إلكتروني، يرصد أموال القاصر وممتلكاته، ويتابعها، ويوفر المعلومات ويتيحها طوال الوقت، ويضمن للقاصر تتبع حركة أمواله حتى بلوغه سن الرشد. وتسعى الهيئة من خلال قسم الشراكات المجتمعية إلى بناء وعقد شراكات مع المؤسسات المختلفة؛ تضمن تقديم الخدمات الاجتماعية والتعليمية والصحية لأبنائها، وفق أفضل المعايير وبناء على الاحتياجات الفعلية المبنية على الدراسات والبحوث الحديثة، مما يؤكد أن الهيئة العامة لشؤون القاصرين ماضية قدماً في مسيرة التغيير والتطوير؛ حسب استراتيجية التحول التي تبنتها للفترة 2016 إلى 2021 والتي ترمي للارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لجمهور المتعاملين معها، باعتبار أن أهم الأهداف الاستراتيجية هو سعي الهيئة لتكون نموذجا للتميز التشغيلي والرقمي، وقد استطاعت الهيئة خلال الفترة الماضية أن تعد كافة أدلة السياسات والإجراءات، إضافة إلى دليل الحوكمة وذلك وفق أفضل الممارسات المهنية المتبعة في هذا الشأن. وتتولى الهيئة العامة لشؤون القاصرين حصر أموال التركات التي لها وارث والإشراف على إدارتها، واتخاذ ما يلزم للمحافظة على أموال القاصرين ومن في حكمهم وتنميتها، وحماية حقوقهم المالية، بما يضمن لهم حياة كريمة ويعود عليهم بالنفع العام في جميع شؤونهم، حيث تقوم الهيئة بالوصاية على القاصرين والحمل المستكن، الذين ليس لهم ولي أو وصي مختار، كما تتولى القوامة على فاقدي وناقصي الأهلية، والوكالة عن المفقودين والغائبين، الذين لا قيم أو وكيل لهم، وتختص الهيئة بالإشراف على تصرفات الأولياء والأوصياء والقيمين والوكلاء، ومراقبتهم في أدائهم لواجباتهم وممارستهم لصلاحيتهم، كما تقوم برعاية شؤون القاصرين ومن في حكمه، والإشراف على شؤونهم اجتماعياً وتربوياً وصحياً وتعليمياً، وتسلم أموالهم وإدارتها واستثمارها والمحافظة عليها، وفتح الحسابات المصرفية الخاصة بها إلى حين قسمتها، ومسك السجلات الخاصة لكل منهم، والنيابة عنهم لدى الجهات المختصة داخل الدولة وخارجها.
استثمار الأموال
وتدير الهيئة استثمار أموال القاصرين من خلال فريق متخصص من إدارة المحافظ الاستثمارية، وتدخل دائماً في الاستثمارات شبه المعدومة المخاطر، حيث تتمثل أبرز المشروعات الاستثمارية للهيئة العامة لشؤون القاصرين في الودائع والعقارات والمحافظ المضمونة والضمانات البنكية والدخول في أسهم رئيسية في سوق الدوحة للأوراق المالية، إذ تمتلك الهيئة مشاريع استثمارية تعمل على تطويرها لتدر عوائد للقاصرين، الذين استفادوا من المكرمة الأميرية بالاكتتاب مؤخراً في أسهم شركة قطر للألمنيوم «قامكو»، وتسعى دائماً نحو أي فرصة استثمارية حتى يستفيد منها القاصرون، ووقعت الهيئة العامة لشؤون القاصرين على اتفاقية تعاون مشترك مع شركة قطر للإيداع المركزي للأوراق المالية، بهدف تقديم الخدمات وتنظيم تبادل بيانات القاصرين ومن في حكمهم والمتوفين إلكترونيا، وسيتم بموجب هذه الاتفاقية تحويل الإجراءات الحالية المتبادلة بين الهيئة العامة لشؤون القاصرين وشركة قطر للإيداع المركزي للأوراق المالية، إلى إجراءات إلكترونية تماشيا مع استراتيجية الدولة وصولا إلى تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030.
تطوير الأداء
وتعد قطر الدولة الوحيدة في المنطقة كاملة التي ترعى أبناء المواطنين والمقيمين، حيث يستفيد المقيمون من كافة الأنشطة المتاحة المقدمة من الهيئة، ويذكر أن سعادة الدكتور غيث بن مبارك الكواري، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، كان قد أصدر قراراً العام الماضي بإنشاء أقسام جديدة في الوحدات الإدارية، التي تتألف منها الهيئة العامة لشؤون القاصرين وتعيين اختصاصاتها، وذلك في إطار سعي الوزارة لتطوير أدائها المؤسسي، والعمل على رفع قدرات موظفيها، ورفع معدلات أداء مختلف الجهات التابعة لها، وتفعيل قدرات الإدارات والأقسام الخدمية، بشكل يساهم في تقديم أفضل الخدمات للجمهور من المواطنين والمقيمين، وتعمل الهيئة على إطلاق هوية جديدة لها، في إطار عملية تطوير شاملة تنفذها، بدأتها بوضع رؤية جديدة وهي «وصاية آمنة لحياة كريمة» ورسالة مفادها السعي لوصاية آمنة للمشمولين برعايتها، كونها منظمة خدمية واستثمارية متميزة ومتكاملة تضمن المحافظة على أموالهم وتنميتها وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية بمسؤولية ومهنية عالية وشراكة فاعلة، فقد وضعت الهيئة مجموعة من القيم لتحقيق رسالتها وهي الشفافية، التمكين، المشاركة، التميز، الأمانة، المسؤولية، الكفاءة.تقرير – أكرم الفرجابي