+ A
A -
قال خبير عسكري إسرائيلي إن «إسرائيل قد تقوم بمساعدة الدول العربية التي دخلت نادي الفضاء، ومن بينها دولة الإمارات العربية المتحدة والسعودية، اللتان تستغلان إمكانياتهما المالية ومقدراتهما الاقتصادية لتطوير قدراتهما البحثية وتعاونهما الفضائي من أجل تأسيس بنية تحتية تكنولوجية وعلمية مستقلة».
وأضاف يوآل جوزينسكي في ورقته البحثية التي نشرها معهد دراسات الأمن القومي أن «الإمارات والسعودية تفضلان استثمار قدراتهما التقنية لاستخدامات تجارية، وأحيانا عسكرية، رغم أنهما تعانيان من تراجع معارفهما العلمية في هذا المجال، وعدم قدرتهما على إطلاق أقمار صناعية بصورة مستقلة، وهو ما لا يجب أن يقلق إسرائيل».
وأشار جوزينسكي، مدير دراسات الخليج العربي، وعمل مع أربعة رؤساء لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، وثلاثة رؤساء حكومات، إلى أن «هذه الجهود الإماراتية والسعودية وغيرها مما قد يسفر عن جملة مبادرات عربية مدنية في مجال أبحاث الفضاء، كفيلة بأن تنشئ تعاونا عربيا- إسرائيليا.. على أن تركيز الأبحاث الفضائية العربية في الجانب الأمني على المدى البعيد، ربما يشكل عنصر قلق لإسرائيل».
وأوضح أن «إطلاق المركبة الفضائية الإسرائيلية (براشيت) في الأسابيع الأخيرة أثار نقاشا في الأوساط العربية، ورغم تحطمها في الفضاء، فإنها ولدت لدى العرب حالة من دخول هذا السباق الجديد من نوعه، والتعلم من إسرائيل في محاولة لمحاكاة تجربتها العلمية والتكنولوجية في هذا المجال».
وأكد أن «إسرائيل تراقب تجارب الإمارات والسعودية لتطوير اقتصاداتهما، وتقليل الاعتماد على مصادر النفط ومشتقاته، لاسيما أن الشركات الغربية الخاصة العاملة في مجال الفضاء أثارت اهتمام الدول العربية المجاورة لإسرائيل التي باتت ترى نفسها منخرطة في أبحاث الفضاء وتجاربه».
وتطرق الباحث إلى «برنامج الفضاء الإماراتي الذي يعتبر الأبرز من بين البرامج العربية، حيث أنفقت الدولة ستة مليارات دولار في إرسال عدد من الأقمار الصناعية، وتنشئ الآن بنية تحتية مطورة سواء بقدرات ذاتية أو من خلال وفود أكاديمية عالمية تعمل لديها».
وأشار إلى أن «الإمارات نشرت في 2019 استراتيجيتها الفضائية الوطنية حتى 2030 التي تشمل إنشاء 21 مشروعا تنخرط فيه 85 مؤسسة وكيانا، ومن المتوقع أن تطلق المزيد من إنتاجها الفضائي من اليابان في 2021 في الذكرى الخمسين لاستقلالها، واليوم تقيم على أرضها مدينة فضاء تحاكي الحياة على المريخ».
سعودياً قال الباحث الإسرائيلي إنها «أقامت في 2018 وكالة فضاء برئاسة أحد أبناء الملك سلطان الذي كان أول رائد فضاء عربي ومسلم في العام 1985، وبلغت تكلفتها التقديرية مليار دولار في السنة الأولى من عملها، حيث أقامت مدينة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا، كما تقيم المملكة مركزا لأبحاث الفضاء بالتعاون مع وكالة ناسا وجامعة ستانفورد».
وأوضح أن «السعودية ليست متطورة كجارتها الإمارات في بحوث الفضاء، لكنها تقوم بتعاون دولي كبير في هذا المجال مثل الصين وأوكرانيا وروسيا وكازاخستان، وتجري مباحثات مع فرنسا وروسيا لحيازة قمر صناعي لأغراض عسكرية».
وختم بالقول إن «برامج الإمارات والسعودية الخاصة بالأبحاث الفضائية لا يجب أن تشكل مصدر قلق لإسرائيل، لكنها مطالبة بمتابعة هذه النشاطات الفضائية العربية، وفحص متى قد تشكل تهديدا عليها».
copy short url   نسخ
13/06/2019
5084