+ A
A -
أدهم شرقاوي
في مثل هذا اليوم من العام 815م وُلد «الفتح بن خاقان» أشهر وزراء الدولة العباسية! كان أبوه خاقان وزيراً للخليفة المعتصم، أما هو فكان وزيراً عند المتوكل الذي ربطته به صداقة قلَّ نظيرها بين خليفة ووزير، فالمتوكل كان يفضله على أقربائه وأولاده، وبالمقابل كان الفتح بن خاقان وفياً للمتوكل، حيث رفضَ أن يتركه عند قيام الثورة والاحتجاجات عليه رغم مناشدة المتوكل له ليفعل، إلا أنه بقي معه حتى آخر لحظة، فقُتلا في ساعة واحدة!
كان الفتح بن خاقان من أذكياء الدهر، روى ابن الجوزي في كتابه الأذكياء بعضاً من دهائه، كذلك روى بعض أخباره الأبشيهي في تحفته المستطرف في كل فن مستظرف!
ومما رواه ابن الجوزي عن الفتح، قال:
ذهب المعتصم الخليفة العباسي لزيارة وزيره خاقان لمرض نزل به، وكان يومذاك الفتح بن خاقان صبياً صغيراً، فأراد المعتصم أن يمازح الصبي الصغير ويلاطفه، فقال له: أيهما أجمل دار الخليفة أم دار أبيك؟
فقال الفتح: دار أبي لأن الخليفة فيها!
أُعجب المعتصم بدهاء الصغير وحسن جوابه، وأراد أن يكافئه، فرفع يده وقال له: أرأيتَ أجمل من هذا الخاتم؟
فقال له الفتح: أجمل منه اليد التي هو فيها يا أمير المؤمنين!
فذُهل المعتصم من الجواب، ونزع خاتمه وأعطاه للفتح!
لا شكَّ أن الناس يولدون بقدرات عقلية ولغوية وجسدية وذكاءات مختلفة، دور التربية من أهل ومدرسة أن ينتبهوا جيداً للمجال الذي يتميز به الصغار ويُعزِّزوه، وللمجال الذي فيه ضعف ويعملوا على إصلاحه! والأولى مُقَدَّمة على الثانية إذ لا بد أن يكون في كل إنسان ضعفاً في مجال ما، فتقوية المجال الذي للإنسان استعداد فطري أن يبرع فيه من شأنه أن يستر النقص فيما عداه!
بقلم: أدهم شرقاوي
copy short url   نسخ
13/06/2019
2156