+ A
A -
لم يصفح مشجعو أوروجواي فقط عن تكرار «عضه» للمنافسين، ولم يدافعوا فقط عنه في مواجهة اتهامات العنصرية والتصرفات العنيفة الأخرى، وإنما جعلوا أيضا من لاعب كرة القدم الشهير لويس سواريز أسطورة رائعة في بلادهم. ولا يقتصر هذا على مشجعي كرة القدم وإنما يمتد للجميع في أوروجواي، هذا البلد الصغير بأميركا الجنوبية. وإذا وجه شخص السؤال إلى أي أوروجوياني عن السبب في إعجابه بسواريز، ستتباين الإجابات بين خلوه من أوجه الضعف الكروية وتواضعه الشديد الذي لا يتماشى مع ملايين الدولارات التي ينالها من دخله في عالم الاحتراف سواء من ناديه أو منتخب بلاده أو من عقود الدعاية والإعلان. ويمثل سواريز نموذجا واقعيا على خصائص لاعبي أوروجواي، حيث يتسم بالرغبة في الانتصارات والكفاح بشكل هائل من أجل تحقيقها حيث لا يتوقع أن تأتيه النتائج على طبق من ذهب. وكانت واقعة «عض» سواريز للمدافع الإيطالي جورجيو كيليني خلال مباراة المنتخبين في بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل من الموضوعات والأحداث الرئيسية التي حظيت باهتمام بالغ خلال تلك البطولة. ولم تكن هذه الواقعة هي الأولى من نوعها بالنسبة لسواريز، حيث ارتكب خطأ مماثلا عندما كان لاعبا في ليفربول الإنجليزي ضد برانيسلاف إيفانوفيتش مدافع تشيلسي. وفي أوروجواي، يشعر سواريز بالارتياح والطمأنينة كما أنه المكان الوحيد الذي يشعر فيه بالاستجمام. كما يلعب سواريز دورا مؤثرا في صفوف منتخب أوروجواي بقيادة المدرب الكبير أوسكار تاباريز الذي طالما أكد على أهمية اللاعب ومدى تأثيره على أداء الفريق نظرا لاهتمام سواريز بروح الأداء الجماعي. ومن خلال لغته البسيطة والمباشرة، حظي سواريز بحب الجماهير التي تتعاطف معه ومع حياته الحافلة بالصعوبات حيث كان والده حارسا للعقارات في مدينة سالتو التي تبعد 490 كيلومترا عن العاصمة مونتفيديو كما كان ترتيبه الرابع بين سبعة أشقاء وعانوا جميعا من انفصال والده عن والدته وهو لا يزال في التاسعة من عمره. وانتقل سواريز مع والدته وأشقائه في 1996 إلى العاصمة مونتفيديو لتعمل والدته جليسة للأطفال بضواحي العاصمة فيما عمل سواريز كعامل نظافة في كنس الشوارع والعناية بالسيارات في المواقف من أجل مساعدة عائلته.
copy short url   نسخ
12/06/2019
2390