+ A
A -
حوار- أمين بركة
أكد النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني د. فتحي قرعاوي أن الحصار الذي تفرضه السعودية والبحرين والإمارات ومصر على دولة قطر مدان ويتنافى مع كل الأعراف والتقاليد الدولية وعادات الأمم وأخلاقها.
وقال قرعاوي في حديث خاص لـ الوطن «إن حصار قطر من الأمور التي لا يمكن أن يتخيلها أي إنسان حر يغار على دينه وأمته خاصة أن الذين يحاصرون قطر هم أخوة في الدم والدين والعقيدة وفوق ذلك الجيرة؛ إذ أن هذا الحصار يخالف جميع القوانين والأعراف والمواثيق الدولية، بالإضافة إلى أنه يخالف مبادئ وقواعد جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي».
وأضاف قرعاوي «أن مزاعم دول الحصار ضد الدوحة باطلة وغير صحيحة وأنها مليئة بالأكاذيب والادعاءات الباطلة التي لا أساس لها من الصحة».. مشددا على أن الحصار المفروض على قطر فشل بكل المقاييس بسبب أن القيادة القطرية بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، تعاملت مع الأزمة الخليجية بمنطقية وعقلانية.
وأشار إلى أن جميع شعوب العالم عبرت عن تضامنها مع الدوحة ودافعت عنها ووقفت ضد هذا الحصار الظالم، وأن هذا التضامن الكبير مع الدوحة مرده الأساس أن دولة قطر تمتلك علاقات متوازنة مع جميع الدول سواء على مستوى العالم أو المحيط العربي؛ فكانت سياسة قطر قائمة على العقلانية والتوازن مما جلب لها الاحترام والتقدير ووفر لها الاستقرار، كما أن للدوحة الكثير من الجهود لخدمة الإنسانية وحبها للخير ووقوفها مع القضايا العادلة في كل مكان.
ولفت إلى أن دول الحصار الأربع استغلت ما تملكه من أموال ومخزون نفطي من أجل التدخل غير المبرر في شؤون كثير من الدول حتى أنها تدخلت عسكريا في العديد من الدول العربية مثل اليمن، الأمر الذي أدى انعكس بشكل سلبي على علاقاتها بالكثير من دول العالم والمنظمات الحقوقية.
تدخلات دول الحصار مرفوضة
وتابع «تدخلات دول الحصار الأربع في شؤون الدول الأخرى أدى إلى إراقة الكثير من الدماء، وهدم البيوت وتشريد مئات الآلاف من الناس، فهذه الدول تحولت للأسف إلى شرطي يلاحق الناس حتى على النوايا».
ومضى قرعاوي يقول «من المفترض على هذه الدول الأربع أن تعمل على جلب الاستقرار والأمن للمنطقة، وأن تلتفت إلى مطالب شعوبها وتعمل على تلبيتها بدلا من القيام بحصار الدول والتدخل في شؤونها وبث الفتن والفرقة والتمزق والعربدة والتسلط على الناس».
وحول تأثير الأزمة الخليجية على أزمات المنطقة العربية، نوه قرعاوي بأن الأزمة الخليجية عملت على تعميق أزمات المنطقة؛ فهي أزمة كبيرة وخطيرة لم تكن في الحسبان؛ فالدول التي تحاصر قطر أضافت هما جديدا إلى الأمة العربية والإسلامية، وهذه الأزمة بكل تأكيد هي أزمة إضافية للأزمات العربية المتراكمة والكثيرة والمتزايدة يوما بعد يوم.
وعن تأثير الأزمة على القضية الفلسطينية، نوه قرعاوي بأن أكثر قضية تأثرت بالحصار المفروض على دولة قطر هي القضية الفلسطينية، حيث إن هذا الحصار أضعف المنطقة العربية في شتى المجالات وسمح لدولة الاحتلال الإسرائيلي بتمرير مخططاتها التصفوية.
وقال قرعاوي «مما لا شك فيه أن أي دولة عربية مهما كان بعدها عن ساحة الصراع في فلسطين مع الاحتلال أن تشكل عمقا ودعما وسندا لأهل فلسطين، وأن أي خلل أو إشكـال معين يحصل في منظومة الدول العربية قطعا وحتما سيؤثر سلبا على القضية الفلسطينية».
مواقف قطر مشرفة
وبشأن موقف قطر من قضايا الأمة العربية والإسلامية بشكل عام والقضية الفلسطينية بشكل خاص، أشار قرعاوي إلى أن دولة قطر من أكثر دول العالم دعما لقضايا الإنسان، فهي تقف مع الثورة السورية، وتساند الشعب الليبي، وتدعم الشعب اليمني، وتقف مع القضية الفلسطينية، وتنادي بحرية الشعوب، وتقف ضد الظلم والاستبداد، بالإضافة إلى أن للدوحة جهودا كبيرة في دعم القضية الفلسطينية؛ فهي تسعى في كل وقت وحين لدعم الشعب الفلسطيني وجمعه على كلمة سواء الأمر الذي جعلها تمتلك علاقات وثيقة مع مختلف ألوان الطيف الفلسطيني.
وأضاف «نشكر قطر أميرا وحكومة وشعبا على مواقفها المشرفة خاصة في الأزمات وعلى وجه الخصوص موقفها من الحصار على غزة والعدوان الإسرائيلي المستمر على الشعب الفلسطيني، والدعم المستمر الذي تقدمه لصمود أهلنا في القطاع المحاصر منذ 13 عاما».
وتابع «إن دعم قطاع غزة هي مسؤولية كل عربي ومسلم، وباعتقادي فإن دولة قطر تعد الداعم الأول للقضية الفلسطينية، وأنها عندما دعمت القضية الفلسطينية عموما وأهل قطاع غزة خصوصا لم تكن تشترط أي اشتراطات ولا تريد أي مقابل، وأن الناظر للمشاريع التي أقامتها قطر في قطاع غزة فإن المستفيد منها هو الكل الفلسطيني وليست جهة معينة دون أخرى وهذا دور تشكر عليه قطر لأنها لم تكن تشترط لهذا المال أن يظهر في جهة معينة، وأن هذا الدعم طور البنية التحتية لقطاع غزة، وأن قطر قامت بدفع الرواتب للموظفين ودعمت الأسر المحتاجة ودعمت محطة الكهرباء ونفذت الكثير من المشاريع الحيوية؛ ولذلك نحن نشكر قطر على الواجب الذي تقدمه تجاه إخوانها وأهلها في فلسطين».
«صفقة القرن» لن تمر
وحول «صفقة القرن»، شدد قرعاوي على أن هذه الصفقة «لن تمر ولن يستطيع أحد فرضها على الشعب الفلسطيني»، مؤكدا أنه وعلى الرغم من الوضع العربي المتداعي فإن الشعب الفلسطيني شعب حي وهو قادر على إفشال كل المشاريع التي تستهدف قضيته وأرضه ومستقبله، إضافة إلى أن الصفقة لن تجد لها مكانا في ظل وعي الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة تجاه ما يخطط ويحاك ضدهم.
ونوه بأن المخططات التي تحيكها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني تأتي في ظل مواقف عربية ضعيفة وصمت عالمي مريب، بالإضافة إلى دعم كبير من قبل الإدارة الأميركية.
تطبيع مرفوض
وعن تأثير تطبيع بعض الدول العربية مع الاحتلال الإسرائيلي على القضية الفلسطينية، أوضح قرعاوي أن أخطر ما تواجهه القضية الفلسطينية ليس مجرد تطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي وإنما تسابق إلى إقامة علاقات علنية مع هذا المحتل؛ فالتطبيع انتقل من مرحلة السر إلى العلن خاصة من قبل بعض الدول التي من المفترض أن تقف مع الشعب الفلسطيني وتعمل على تعزيز صموده على أرضه، وكم كان مفاجئا للشعب الفلسطيني والشعوب العربية أن يصل التطبيع إلى مراحل متقدمة خاصة في المجال الاقتصادي والأمني؛ لكن لا بد من القول إن هذا التطبيع هو تطبيع هش وهو تطبيع الأنظمة لا الشعوب؛ فالشعوب غير راضية عن ذلك والشارع العربي يرفض التطبيع رفضا قاطعا.
ونبه إلى أن الدول التي طبعت مع الاحتلال الإسرائيلي موقفها ضعيف وهش، ولعله في قادم الأيام قد نجد موجة رفض عارم من شعوب المنطقة ضد هذا العبث الذي تسير فيه بعض الأنظمة على غير وعي، بهدف قبول إسرائيل كجسم عادي ومقبول في المنطقة العربية.
copy short url   نسخ
26/05/2019
1058