+ A
A -
لاحقت جماعات حقوق الإنسان النشطة في أوروبا سفينة الشحن السعودية «بحري ينبع»، ومنعتها من شحن الأسلحة من موانئ «فرنسا، وإسبانيا وإيطاليا»، وطردت من ميناء جنوة الإيطالي، دون أن تنقل إليها الأسلحة، حيث نجح عمال الميناء بعد اعتصام دام 12 ساعة في طرد السفينة السعودية دون الحصول على صفقة سلاح إيطالية كان مقرراً استلامها، وقال المعتصمون بقيادة منظمات حقوق الإنسان في روما إنه من العار أن يستخدم السلاح الأوروبي عموما والإيطالي على وجه الخصوص في قتل البشر في اليمن، وتحويل البلد الفقير إلى أكبر أزمة إنسانية على وجه الكوكب بسلاح أوروبي، وأكد حقوقيون أوروبيون لـ الوطن أن الشعوب الأوروبية المدافعة عن الحياة وحقوق الإنسان لا يمكن أن تقبل «رغيف خبز مغمساً بدماء الأبرياء في اليمن والشرق الأوسط»، لا سيما بعد أن ثبت أن السلاح الأوروبي يستخدم لإبادة البشر، لذلك رفعوا شعار «لا للعار».
موانئ فرنسا البداية
قال جان لوك بيتوش، مدير عام منظمة «درات سيفيك» لحقوق الإنسان وعضو تحالف جمعيات حقوق الإنسان في باريس لـ الوطن، إن تحالف جمعيات حقوق الإنسان في باريس تمكن من منع شحن السلاح الفرنسي لسفينة «بحري ينبع» السعودية يوم العاشر من مايو الجاري، وتم طردها دون سلاح من ميناء «لوهافر» الفرنسي، وخرجت خالية الوفاض، بعد اعتصام واحتجاج عمال الميناء على تصدير السلاح الفرنسي إلى دول التحالف العربي «السعودية والإمارات» المتورطين في قتل المدنيين في اليمن وتدمير البلاد ونشر الأمراض الفتاكة السوداء بسبب استهداف البنية التحتية «مياه وصرف صحي» بالمخالفة للقانون الدولي وقوانين الحرب، وارتكاب جرائم اغتيال وخطف لمدنيين، وغيرها من جرائم كلها أو جلها ارتكب بسلاح فرنسي أوروبي أميركي، وهذا أمر مرفوض في فرنسا على المستوى الشعبي والسياسي، ونجحت منظمات المجتمع المدني الفرنسي بعد سنوات من النضال من تحقيق هدفها وهو منع تصدير السلاح الفرنسي إلى السعودية والإمارات، بعد أن صمت الحكومة الفرنسية أذنيها عن مطالبنا، نجحنا بالتنسيق مع منظمات المجتمع المدني في أوروبا من منع وصول سلاحنا إلى السعودية، وخرجت السفينة «ينبع» دون سلاح قاصدة ميناء «ساتاندر» في إسبانيا، ومازالت حملات الحشد لوقف تصدير السلاح الفرنسي إلى دول القتل والدمار مستمرة.
ضد القانون
وأضافت إيزابيل مريانو، عضو المجلس الوطني لحقوق الإنسان في مدريد، أن سفينة «بحري ينبع» السعودية بعد طردها من ميناء «لوهافر» الفرنسي قصدت ميناء «ساتاندر» الإسباني لشحن السلاح، لكن أيضاً لم يحدث هذا، ومنع عمال الموانئ بالتنسيق مع الكونفدرالية الوطنية لحقوق الإنسان شحن صفقة السلاح الإسباني إلى السفينة، وتم الأمر بالتنسيق مع منظمات حقوق الإنسان في دول الاتحاد الأوروبي، بعد أن فشلت مساعينا للحصول على قرار حكومي من حكومات دول الاتحاد الأوروبي بوقف تصدير السلاح الأوروبي إلى السعودية والإمارات، لا سيما أن صفقات السلاح هذه تخالف اتفاقية تصدير السلاح التي أقرها الاتحاد الأوروبي، وبالتالي فإن استمرار تصدير السلاح الأوروبي إلى دول التحالف العربي خاصة السعودية والإمارات جريمة تُسأل عنها حكومات الاتحاد الأوروبي، فجميع جرائم التحالف العربي في اليمن موثقة ومؤكدة وأقرها الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، ولا مبرر قانونياً أو إنسانياً لاستمرار تدفق شحنات السلاح الأوروبي إلى هذه الدول بعد اليوم، ونحن قادرون بالتنسيق مع الجمعيات الحقوقية في أوروبا والداعمين للإنسانية من عمال ومسؤولين في الموانئ على وقف هذا الإجرام في حق المدنيين في اليمن.
ورحبت، داستاريا هرتزوغ، المحامية وعضو مكتب «هيومن رايتس ووتش» في برلين، بنجاح العمال والمسؤولين في ميناء «جنوة» الإيطالي، الاثنين، من منع شحن السلاح الإيطالي على سفينة «بحري ينبع» كما حدث في فرنسا وإسبانيا، وهو انتصار لجمعيات حقوق الإنسان في أوروبا، وننتظر السفينة «ينبع» في ميناء «هامبورغ» في ألمانيا، ولن تصعد شحنات السلاح الألماني إليها؛ حيث ينتظرها العمال بشغف لتوصيل رسالة إلى العالم بأن الشعب الألماني كما الشعب الفرنسي والإيطالي والإسباني يرفضون بإصرار تصدير السلاح الأوروبي إلى دول الدمار والقتل وانتهاك حقوق الإنسان، هذا موقف إنساني وحقوقي محترم، وشرف نحاول انتزاعه بعد سنوات من العار الذي لحق بنا بسبب إصرار الحكومات الأوروبية على دعم أنظمة القتل العربي «السعودية والإمارات» بالسلاح الأوروبي مقابل مكاسب مادية، نحن لا نريد أموالاً مغمسة بدم العرب وخاصة شعب اليمن.
بريطانيا تنتظر
وأختتم باتريك هيتشينيز، مدير مركز «الحقوق المدنية» لحقوق الإنسان وعضو حملة «وقف بيع السلاح إلى السعودية» بلندن، بالتأكيد أن سفينة «بحري ينبع» سوف تقصد ميناء «ليفربول» بالتأكيد، لتسلم شحنة أسلحة مقرر تسليمها أخر الشهر الجاري، لكن ينتظرها حقوقيون غاضبون وشعب رافض لجرائم التحالف العربي في اليمن، حقوقيون وعمال الموانئ في بريطانيا يتابعون بإعجاب وثناء موقف نظرائهم في إيطاليا وفرنسا وإسبانيا، ولن يسمحوا بشحن السلاح البريطاني لقتل الأطفال والنساء والشيوخ واغتيال السياسيين والصحفيين في اليمن، نحن نرفض هذا العار، ونسعى لتسجيل تاريخ بريطانيا دون دماء أو تآمر على الشعوب العربية وخاصة الشعب اليمني، لن نأكل من دماء شعب اليمن، وهذا ما يؤمن به عمال الموانئ في بريطانيا، لن نشحن سلاحاً إلى دول التحالف وخاصة السعودية، وسفينة «بحري ينبع» لا مكان لها عندنا.عواصم- خديجة بركاس- زينب بومديان- خديجة الورضي- نادية وردي
copy short url   نسخ
25/05/2019
2489