+ A
A -
بالرغم من أنّ ما يملكه المسكين يجعله أفضل حالًا من الفقير، إلّا أنّه مازال لا يملك ما يكمل به قوت يومه أو حاجته، وما أكثر المساكين في مجتمعاتنا المسلمة. مسكين في المأكل والمشرب، مسكين في المسكن والمأمن، مسكين في صرف العلاج والملبس وغيرها من الحالات التي لا تعد ولا تحصى من الاحتياجات الأساسيّة اليوميّة في هذا العصر.
ومن هنا طُرحت مجموعة من المشاريع بموافقة مجموعة من فقهاء وعلماء اقتصاديّين إسلاميّين، بتمويل تلك المشاريع تحت بند المساكين من بنود الزكاة الثمانية. من تلك المشاريع مشاريع تخدم الحالات الإنسانيّة الناتجة عن الكوارث الطبيعية والحروب. المساعدات الإنسانيّة متمثّلة في مشاريع قصيرة الأمد، وهي الأكثر شيوعًا، ومشاريع طويلة الأمد، وهي التي تصب في واقعنا، وتسعى الباحثة في تنشيطها، مشاريع قصيرة الأمد مثل المساعدات الإنسانيّة التي تقدّم الاحتياج اليومي مثل سلات الغذاء، وتقديم الإسعافات الأوليّة، تلك المساعدات السريعة والقصير هي حاضرة نراها في يومياتنا، سرعان ما تنتهي والاحتياج لا ينتهي. أمّا المشاريع طويلة الأمد هي مكملة لحالة قد طال عمرها من تقديم المساعدات الإنسانيّة لها. مثال على ذلك: في الدول المنكوبة ذات الأغلبية المسلمة مثل اليمن، باكستان، فلسطين، والصومال وغيرها. سجلت المساعدات الإنسانيّة أرقامًا خياليّة من خلال المنظمات الدولية والمحليّة التي تهتم في هذا الشأن، ولكن الحال يطول... والضائقة تزيد وتزيد... وأصبحت تلك المساعدات مجرد لقيمات يقمن صلب المحتاج كي تبقيه على قيد الحياة. فبعيدا عن أي تطرق في الشأن السياسيّ في المنطقة، فإنّه يشهد الجميع أنّ المنطقة تشهد حالة من المعاناة التي من الصعب الاستفاقة منها في يوم وليلة والحال لا يملك إلّا الدعاء من المواطن المسكين، فإنّ نهضة الدول لا تكن بلمح البصر، فهناك استلزام لمخططات استراتيجيّة منهجيّة تستهلك وقتًا طويلًا، من الممكن أن يمتد لعشرات السنين، ويبقى المتضرّرون المساكين في أمسّ الاحتياج لتلك المساعدات وأكثرهم احتياجًا الأطفال أمل الغد ونواة المستقبل.
فلابد من حلول ممنهجة تراعي الوضع الراهن، فحتما لن يقف المسكين طويلًا، مدّ يده لطلب المساعدة.فمثلما المشاريع قصيرة الأمد مطلب رئيسيّ في حالة الطوارئ فلابد من أن هناك اقتراحات لمشاريع طويلة الأمد كفيلة أن تراعي طلب الاحتياج المستمر. فليس من المعقول أن يقف المسكين على رجله نهاره وليله طالبًا يد العون. يجب أن تخلق مشاريع إنسانيّة تحت بند المساكين تعالج المشكلة من جذورها وتهييء مناخًا، يعبر عن اللحمة الاجتماعية ما بين المزكي والمستفيد.الباحثة ـــ علا الكحلوت
copy short url   نسخ
25/05/2019
1735