+ A
A -
قضت الحرب الدائرة في اليمن منذ خمسة أعوام على روحانية شهر رمضان للمرة الخامسة على التوالي دون أن يلوح أفق قريب نهاية لهذه الحرب الأكثر عمراً في الصراع اليمني ومع انقضاء رمضان المنصرم كان يؤمل طيف عريض من اليمنيين أن يكون رمضان للعام 2019 عاماً للسلام وانتهاء الحرب المدمرة وهي أمنية لم تتحقق بعد لتزيد من وجع اليمن المنهك إنسانياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً. ومنذ خمسة أعوام يعد المواطن اليمني هو الأقل استعداداً لاستقبال الشهر الفضيل بطقوسه المعتادة والتي كان يتسم بها المجتمع اليمني على مدى عقود من الزمن؛ إذ استقبل اليمنيون قدوم الشهر الفضيل بجملة من المنغصات التي يتناقلها الناس ومن أبرزها عسكرياً تصاعد حدة الصراع العسكري في محافظة الضالع جنوب اليمن وهي المنطقة الأكثر اشتعالاً على الصعيد العسكري من بقية الجبهات؛ إذ تسببت هذه المواجهات العسكرية في موجة نزوح للمئات من السكان الواقعة في دائرة نطاق المواجهات لتسجل معها أرقاماً جديدة على صعيد موجة النزوح التي لم تتوقف منذ أربع سنوات جراء توسع رقعة المواجهات العسكرية ووقوع المدنيين في فوهتها.
وعلى الصعيد الاقتصادي وفي ظل الغلاء الفاحش الذي ضرب البلاد جراء تهاوي العملة المحلية وما نتج عن ذلك من تردي أحوال السكان المعيشة؛ حيث يعيش ما نسبته 60 بالمائة من السكان تحت خط الفقر ولا يجدون قوت يومهم في حين خسر العاملون في القطاعين الحكومي والخاص ما يربو عن نصف قيمة الأجور التي يتقاضونها جراء تهاوي العملة المحلية والذي نتج عنه ارتفاع حاد في أسعار المواد الاستهلاكية والعقارات لاسيما في المدن الرئيسة الجاذبة للسكان من الأرياف.
copy short url   نسخ
25/05/2019
2211