+ A
A -
من الوسائل التعليمية الحديثة التي تستخدمها أحدث النظم التعليمية في العالم، هو الفن بجميع أنواعه سواء الرسم أو النحت أو غيرهما من ألوان الفنون المختلفة التي تجذب الطلاب وتعمل على دعم الابداع لديهم، فمادة الفنون البصرية التي أعادتها وزارة التعليم الفترة الماضية للمدارس، أصبحت فسحة من الوقت يمارس فيه الطلاب هواياتهم، كما أنها تعمل على كسر الحاجز الروتينى لليوم الدراسى.
وتذخر الكوادر القطرية العاملة في مهنة التدريس بالعديد من المواهب التي تستخدم أحدث اساليب وإستراتيجيات التدريس في عملها التعليمي، ومن تلك الكوادر القطرية الأستاذ غادة نافع حسن العبيدلي معلمة ومنسقة الفنون بمدرسة رفيدة بنت كعب الإعدادية للبنات. حيث تعمل الاستاذة غادة العبيدلي على اكتشاف مواهب الطالبات في مواد الرسم والفنون، لإعادة تأهيلهن وتقديمهن لكثير من المسابقات التي تقام داخل دولة قطر، حيث تفوز طالبات مدرسة رفيدة بنت كعب بالكثير من الجوائز في جميع المسابقات التي يتواجدن فيها، لافتة إلى أن طالبات المدرسة حققن المركز الأول بمسابقة «هذي قطر» التي تنظمها اللجنة المنظمة لاحتفالات اليوم الوطني لمدة عامين على التوالي.
وأضافت الأستاذة غادة العبيدلي أن استخدام الفن في العملية التعليمية يعتبر من أحدث إستراتيجيات التدريس في كبريات المؤسسات التعليمية بجميع أنحاء العالم، هذا بخلاف العمل على إخراج كوادر فنية وطنية تمتلك المهارة والدراسة للعمل في هذا المجال المتشعب والذي يرتبط بالعديد من المجالات العلمية والأدبية، خاصة مع توسع دولة قطر في الفنون من إنشاء متاحف ومعرض الفنون والرسم، كما ان مادة الفنون هي المادة الرئيسية في علوم التصميمات والهندسة.
تخرجت غادة العبيدلي من كلية التربية الفنية جامعة قطر دفعة 1995، حيث عملت منذ تخرجها بتدريس لمادة الفنون بمدارس الدولة، حتى وصلت إلى منسقة مادة الفنون بمدرسة رفيدة بنت كعب الاعدادية، مشيرة إلى أن لديها موهبة الرسم منذ الصغر، حيث عملت على إصقالها بالدراسة الجامعية ثم كذلك الحصول على العديد من الدورات الفنية.
وتؤكد غادة العبيدلى أن هذه المادة من المواد الدراسية التي لها تأثير إيجابي كبير على الطلاب وعلى رفع المستوى الأكاديمي للطلاب من خلال ممارسة الهوايات التي تعبر عن شخصيات الطلاب، مؤكدة أن مادة الفنون لها تأثير إيجابي كبير وإستخدامات عدة بجميع المراحل الدراسية.
دخول السيدة غادة العبيدلى لهذا التخصص جاء من خلال الهوية التي تملكت منها منذ صغرها، حيث تعلمت الرسم من خلال عمها الذي كان يمتلك هذه الموهبة المبدعة، ومن ثم جاءت الدراسة لتدعم هذه الموهبة التي تفتقت عن فنانة موهوبة في جميع أنواع الفن والرسم والتي تحاول ان تنقله لطالباتها في المدرسة.
دعم الابداع
وعن دور الفن في الدراسة تقول:«في المرحلة الابتدائية يتم استخدماها في دعم الطالب الأكاديمي وتعليمه اللغة العربية واللغات الأجنبية، وذلك من خلال التقريب بين الرسومات التصويرية وحروف اللغات، أما في المرحلة الإعدادية والثانوية فيتم استخدامها في دعم الإبداع وكسر حاجز اليوم الدراسي، من خلال ممارسة الهواية بممارسة الرسم، كذلك غرس الهوية الوطنية للطلاب بممارستهم الرسم لمعالم البلد والآثار التاريخية لدولة قطر، كذلك في الثانوية تنضج هوية الطالب ومن الممكن أن يتم توجيه الطالب لدراسة الهندسة أو التصميم في حالة براعته بالرسم والتصوير وغيرها من تلك الفنون الحديثة.
وأشارت إلى أن وزارة التعليم تقوم بتدريس جميع أنواع الفنون من مدارس فنية عالمية مختلفة، في المناهج الدراسية، بحيث يتعرف الطالب على جميع أنواع المدارس العاليمة سواء لمدرسة الكلاسيكية، الواقعية، المدرسة الرومانسية، الوحشية، التكعيبية، التجريدية، السيريالية، لافتة إلى أنه يجب على الفنان أن يكون لديه دراسة أكاديمية متميزة، فالفن هو الجانب الروحي والإبداعي في المجتمع والحياة والذي لا يمكن إغفاله في الوقت الحالي بسبب ضغوط الحياة التي نعيشها، مؤكدة أن مادة الرسوم تعمل على تنمية شخصية الطالب.
أثر إيجابي
وبينت منسقة الفنون البصرية بمدرسة رفيدة الاعدادية أن مادة الفنون لها أثر إيجابي على الطلاب، وقد أظهرت العديد من الدراسات أن الفنون وممارستها تعمل على تهذيب النفس البشرية وترتقي بها، وقد لاحظنا أن الطلاب الذين لديهم فرط حركة وما يعرف بالمشاغبين، عند توجيههم لممارسة هوايات الفنون في الرسم أو لعب الرياضة البدنية تتحسن أخلاقهم ويستقيم سلوكهم، هذا بخلاف أن الفنون تعمل على رفع المستوى الأكاديمي للطلاب وتحسن ذكاءهم واستيعابهم في الدراسة خاصة المواد العلمية، كما أن تخصيص حصة للرسم وسط اليوم الدراسي تعمل على كسر روتين وملل اليوم الدراسي، وتعطي فرصة لعقول الطلاب للاستراحة وممارسة هوايته التي يبدع فيها، وتجعله قادرا على استيعاب المواد الدراسية بعد هذه الحصة.
وأضافت أنه مما لا شك فيه أن الرسم من الفنون الراقية التي تعمل على تهذيب النفس وتربية الأطفال، كما أنها تنمي المواهب، فالكثير من طلابنا لديه العديد من مواهب الرسم والنحت وغيرها من الفنون، هذا بخلاف استخدام الفنون في التربية والمحافظة على البيئة، فظهر في الآونة الأخيرة أعمال فنية تستخدم النفايات والعمل على إعادة تدويرها للتوعية بمخاطر الاستخدام السيئ لبعض المواد وأضرارها على البيئة. وعن كيفية استخدام الفن في تنمية الشعور الوطني وغرس الهوية، قالت السيدة غادة العبيدلي، إن الفن والرسم يعملان على دعم المشاعر الوطنية لدى الطلاب، وذلك من خلال رسم البيئة القطرية، سواء المناظر الخلابة لشواطئ قطر كذلك رسم القفار والصحارى المترامية الأطراف التي تذخر بها البيئة القطرية، ومن أهم الأشياء التي يتم رصدها في البيئة القطرية الحيوانات البرية سواء الغزلان والصقور والطيور، بالبيئة القطرية زاخرة وعامرة بالعديد من اللوحات الفنية الطبيعية التي تنمي مشاعر حب الوطن لدى الطلاب الذين لديهم موهبة الفن.
كما أن اللوحات الفنية التي ترصد الحياة القديمة في دولة قطر والحروب القديمة التي قادها الأجداد لترسيخ الدولة وإقامة حدودها، يعمل على ترسيخ حب الوطن لدى النشء الجديد، وهذا يقوم على تخيلات الفنانين بناء على قراءة التاريخ القطري، مما يجعله يبدع في رسم الوحات الجميلة التي ترصد تاريخ قطر، كما يتم تعميم تلك الرسومات في كتب التاريخ والتي تعزز الموضوعات التاريخية.
كما أن إقامة العديد من المتاحف الفية بالدولة مثل متحف الفن الإسلامي ومتحف دولة قطر، يعتبر من الأشياء الملهمة للفنانين والشباب المبدع في الدولة، ويعمل على زيادة مشاعر حب الوطن لدى الشباب والفتيات.
وأشارت غادة العبيدلي إلى أن المدارس القطرية تزخر بالعديد من المواهب القطرية التي سيكون لها مستقبل مبهر خلال الفترة المقبلة، كما تقوم وزارة التعليم بالعمل على دعم هذه الموهبة وتنميتها في المدرسة، وأتوقع أن هؤلاء الطلاب سيكونون لبنة وعنصرا أساسيا في تكوين البنية التحتية للفن القطري الحديث، ونأمل أن يكون هؤلاء الطلاب بذرة جديدة لتكوين مجتمع الفنانين القطريين.
copy short url   نسخ
23/05/2019
2860