+ A
A -
نادر العضياني
لن يتقدم التعليم ما لم يتقدم المعلم، ومما هو معلوم فإن مستوى التعليم لن يكون أعلى من مستوى المعلمين، ولكن لدينا في قطر يجب ألّا يقتصر الأمر على المعلمين فقط، بل لابد من الأخذ بعين الاعتبار مدراء المدارس ومستوى رؤساء الأقسام في الوزارة، وهذا ليس تقليلاً من شأنهم، بل من أجل إيجاد قوة دافعة توازي ما تبذله الدولة من مال على التعليم، حيث تصرف الدولة ما نسبته 3 ‎ %‎ على التعليم فقط وهذا يعتبر من أعلى معدلات الصرف على مستوى العالم نسبة إلى إجمالي الناتج المحلي.
لدى الدولة إصرار تام لا تُخطئه العين على نقل التعليم إلى مصاف الدول المتقدمة وهذا ليس مستحيلاً أو بعيد المنال، بيد أنّه يحتاج إلى موارد بشرية قادرة على تفعيل الموارد المالية وتوظيفها بشكل يتيح دوران العجلة بوتيرة أسرع وكفاءة أكبر.
يوجد مساران يجب العمل عليهما على التوازي وهما مساران متكاملان.
المسار الأول: تدريب منسوبي الوزارة على أن يكون التدريب وسيلة لامتلاك المهارات القيادية والتنفيذية وكذلك الإنسانية اللازمة للتعامل والتفاعل مع المستجدات والتغيرات المتسارعة بشكل آني وفاعل مع ضمان ألّا يكون التدريب غاية بذاته؛ كي لا ينحرف عن أهدافه ويفشل في ترك أثره على المعنيين.. وعندما نقول يجب أن يكون التدريب وسيلة فنحن نعني أن يكون أسلوب عمل ونهجا مستقلا بذاته يخضع له الجميع دون استثناء من أجل أن نضمن متابعة مميزة وإشرافاً مُدِركاً لأبعاد العلمية التعليمية وقادراً على استباق رصد نتائج المبادرات والبرامج لكونه يمتلك المهارات الكافية لذلك من خلال التدريب المستمر.
أما المسار الثاني: فإنّه يختص بالمعلمين من حيث الاختيار والإعداد والتدريب، وهنا نقطة غاية في الأهمية يجب الإشارة إليها وهي أنه عندما يكون الذي يختار المعلمين ويُعدهم ويُدربهم على مستوى أقل من الإعداد فإن تلك مشكلة تجعل الأمور أكثر تعقيداً وتشابكاً، لأنه كما يُقال في المثل «مبروم على مبروم ما يلف»، ولهذا فإنّ هناك شرطاً لازماً من أجل تطوير المعلمين ألا وهو تطوير وتدريب المسؤول عن المعلم أياً كانت تلك المسؤولية من حيث الهرم الوظيفي.
تطوير المعلم وتدريبه يحتاج أولاً إلى تضافر عدة جهود وإلى عمل عدة إدارات معاً بشكل متناغم، وإلّا فإنّه من الصعوبة بمكان أن نتكلم عن تطوير المعلم، وهذه الإدارات هي إدارة المدرسة وإدارة التوجيه التربوي وإدارة التقييم مع إدارة التدريب والتطوير؛ حيث يعتبر عمل كل إدارة بشكل مستقل عملاً غير مكتمل ولا يُعالج إلا جزءاً بسيطاً من الصورة الكلية مما يعني بقاء عدة أجزاء من الصورة دون معالجة وفي حالة مشوشة.
المعلم يجب أن يبقى في مسارٍ صاعد من حيث النمو المهني، ولكي يكون الأمر كذلك فهذا يعني وجود مدربين أكِفَّاء وبرامج متسقة مع مستجدات الميدان التربوي أولاً بأول، وعليه فإن البرامج المقدمة من قبل الوزارة تحتاج إلى إعادة نظر وذلك لسبب بسيط ووجيه في ذات الوقت؛ حيث تتسع الهوة بين جودة التعليم ومخرجاته.
copy short url   نسخ
21/05/2019
2713