+ A
A -
أدهم شرقاوي
في مثل هذا اليوم من العام 1256م وُلد «أبو المكنون النحوي»، كان بارعاً في علم النحو، يحفظ كتاب سيبويه عن ظهر قلب، إلا أن عيبه أنه كان متقعراً في اللغة، يتكلف النطق بالغريب من الألفاظ!
حضرَ أعرابي مجلس أبي المكنون، فإذا به يأمر طلابه أن يتجهزوا لصلاة الاستسقاء، فقاموا وقام معهم الأعرابي، فصلى أبو المكنون فيهم ركعتين، ثم رفع يديه يدعو، فقال:
اللهم ربنا وإلهنا ومولانا من أراد بنا سوءاً فأحِطْ به كإحاطة القلائد على ترائب الولائد، ثم ارسخه على هامته كرسوخ السجل على هام أصحاب الفيل، اللهم اسقِنا غيثاً مغيثاً، سريعاً مجلجلاً، مُسْحنفراً هزجاً، شحاً ثجاجاً، طبقاً غدقاً متغنجراً!
فقال له الأعرابي: يا خليفة نوح هذا الطوفان ورب الكعبة، دعني آوي إلى جبل يعصمني من الماء!
والمتقعرون في اللغة كُثر، وطرائفهم تحتاج كتاباً وحدها، منهم أبو علقمة الذي قال يوماً لخادمه: أصقَعَتْ العتاريف؟!
فقال له: زيقيلم!
فتعجب أبو علقمة، وقال له: يا غلام ما زيقيلم هذه؟
فقال له: وأنتَ ما صقعتْ العتاريف؟
فقال أبو علقمة: معناها أصاحت الديكة؟
فقال خادمه: وزيقيلم معناها لم تَصِحْ بعد!
أحياناً يبكي المرء على الحال التي وصلت إليها اللغة العربية، ثم عندما يقرأ عن أبي المكنون، وأبي علقمة يحمد الله أنها قد صارت إلى ما نحن عليه اليوم!
بقلم: أدهم شرقاوي
copy short url   نسخ
21/05/2019
1245