+ A
A -
جمعت وايل كورنيل للطب- قطر في إطار سلسلة «القانون والطب»، أطباء وقانونيين وأكاديميين وخبراء في الأخلاقيات لمناقشة الآثار القانونية والأخلاقية الناتجة عن تقنيات تعديل الجينات التي باتت تتيح تخليق «إنسان معزّز جينياً».
وتضمّن المؤتمر الذي نظمه قسم التعليم الطبي المستمر في الكلية بالتعاون مع جامعة حمد بن خليفة، محاضرات وجلسات نقاشية تناولت بعُمق القضايا الملحّة التي أفضت إليها أحدث التطورات التي شهدتها تقنيات مثل «كريسبر» CRISPR (التكرارات العنقودية المتناوبة منتظمة التباعد)، وهي أداة قوية لتعديل الجينات زعمَ عالم من الصين أنه قد استعان بها بالفعل لاستيلاد توأمين أُنثيين بجينات معدّلة تجعلهما محصّنتين من فيروس نقص المناعة البشرية.
وشرح الدكتور باري سليمان، الأستاذ المساعد في كلية القانون والسياسة العامة في جامعة حمد بن خليفة، الأُطر القانونية الراهنة الناظِمة للبحوث الوراثية في قطر، وناقش التحديات المنطوية على وضْع لوائح تنظيمية تأخذ في الحسبان التطورات الأخيرة التي شهدتها تقنيات تعديل الجينات.
فيما تحدثت الدكتورة سوناندا هولمز، المستشار العام ورئيس شؤون الامتثال في الجامعة الأميركية في القاهرة، عن الأُطر القانونية العالمية الناظِمة لتعديل الجينات والطب الوراثي على وجه العموم، مستشهدة على وجه التحديد بمثل هذه الأُطر في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا.
كذلك تحدث الدكتور جيرمي أراش رافي تبريزي، أستاذ الطب الوراثي لأمراض النساء والتوليد في وايل كورنيل للطب - قطر، عن الاستخدامات المحتملة للتقنيات الجينية مثل كريسبر، ومن بينها استحداث بعوض معدّل جينياً لمحاربة انتشار مرض الملاريا، والعلاجات الجينية لسرطان الثدي الذي تتسبّب به طفرات في الجينتين المعروفتين باسم BRCA1 وBRCA2.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور تبريزي: «في حال عانت المرأة طفرة في إحدى الجينتين BRCA1 أو BRCA2 فإنها عُرضة لخطر شديد بأن تُصاب بالسرطان، ما يجعلنا نقرّر من باب الوقاية إجراء عملية استئصال الثديين. وأعتقد أننا سنشهد في غضون الأعوام القليلة المقبلة، وهذا ما نعكف عليه بالفعل في مختبراتنا، تصميم تقنية كريسبر شخصية لتقويم هذه الطفرة عبر دورات معدودة من الحقن في الثديين بدلاً من استئصالهما».
غير أن الدكتور تبريزي حذَّر من أن تنظيم عملية تعديل الجينات تثير مشكلات عدّة، مشيراً في هذا الصدد إلى أن المخترقين الحيويين، أو القراصنة الحيويين كما يُسمّون أحياناً، باتوا يبيعون حزمة أدوات تقنية كريسبر سهلة الإعداد عبر الإنترنت. وقال أيضاً إن تنظيم النباتات والحيوانات المعدّلة جينياً مسألة إشكالية أيضاً فبعد إطلاق مثل هذه الكائنات الحية في البيئة الموسّعة سيكون من الصعب، وربما في حُكم المستحيل، إحكام السيطرة عليها.
ومن بين الأكاديميين الذين حضروا أعمال المؤتمر، الدكتورة سوزان كارامانيان عميد كلية القانون والسياسة العامة في جامعة حمد بن خليفة، والتي قالت: «يسعدنا في جامعة حمد بن خليفة أن نعمل عن كثب مع وايل كورنيل للطب – قطر المجاورة لنا في المدينة التعليمية، لمعالجة قضية معقدة فيها الكثير من المسائل القانونية غير المسبوقة. وتكمن أهمية هذا المؤتمر في التئام مفكرين بارزين في ميادين القانون والدراسات الإسلامية والأخلاقيات والطب والبحوث العلمية للإسهام معاً في تحديد الثغرات القانونية وتمهيد الطريق نحو الأمام».
كما ألقى الدكتور جيفري سكوبيك، المحاضر في قانون وأخلاقيات وسياسات الطب في جامعة كمبردج، محاضرة بعنوان: «الضرر من تعزيز الإنسان جينياً: وجهة نظر علمانية»، بينما ألقى الدكتور محمد غالي، أستاذ الدراسات الإسلامية وأخلاق الطب الحيوي في مركز دراسات التشريع الإسلامي والأخلاق في جامعة حمد بن خليفة، محاضرة عن منظور الأخلاقيات الإسلامية بشأن تعديل الجينات البشرية.
وأشاد الدكتور باري سليمان بأعمال المؤتمر قائلاً: «أتاح المؤتمر لنا في كلية القانون والسياسة العامة في جامعة حمد بن خليفة فرصة رائعة للتعاون مع وايل كورنيل للطب- قطر بشأن قضايا الساعة المتعلقة ببحوث علم الوراثة وقوانينه وأخلاقياته. قطر ماضية في بناء قدراتها في هذا المضمار، ومن المهم للغاية أن تعمل المؤسسات الأكاديمية معاً لدعم هذا التوجه. وفي هذا الشأن، أبرز التقاء خبراء من داخل قطر وخارجها المسائل التي يتعيّن التركيز عليها، أو الاستمرار في التركيز عليها، من أجل مواصلة إحراز تقدّم في هذا المضمار».
اختُتم المؤتمر بعقد جلسة حوارية تناول فيها المتحدثون المشاركون التحدّيات المحيطة بوضع أُطر قانونية وأخلاقية في قطر لتنظيم عملية تعديل الجينات من أجل حماية حقوق وصون كرامة الإنسان والمجتمع أجمع. وألقى الكلمة الختامية للمؤتمر الدكتور خالد مشاقة، العميد المشارك للبحوث في وايل كورنيل للطب - قطر.
نال المؤتمر الاعتمادين اللازمين، من إدارة الاعتماد في المجلس القطري للتخصصات الصحية في قطر ومجلس اعتماد التعليم الطبي المستمر (ACCME) في الولايات المتحدة.
copy short url   نسخ
16/05/2019
594