+ A
A -
الدوحة- الوطن
ينصح خبراء مؤسسة حمد الطبية النساء ممن يعانين من مضاعفات ومصاعب الحمل مثل السكري، وارتفاع ضغط الدم أو الأنيميا بتفادي الصيام خلال شهر رمضان المبارك. كما يفضل الخبراء عدم صيام المرضعات.
يعتبر شهر رمضان المبارك إحدى ركائز الإسلام الخمس، على الرغم من أن النساء الحوامل والنساء المرضعات مستثنيات من ممارسة هذه الشعيرة، في حال الخوف من أن يؤثر الصيام سلباً على صحة الحامل أو الجنين. ولكن قد ترغب بعض النساء في الصيام على الرغم من المضاعفات أو المخاطر الصحية التي قد تنتج عنه. وقد أثبتت بعض الدراسات ظهور آثار طفيفة أو عدم ظهور أي آثار سلبية على صحة المولود الذي اختارت أمه صيام رمضان خلال فترة الحمل. ويرى آخرون أنه قد تحدث بعض المشاكل فيما بعد أو أن مثل ذلك الصيام قد يكون له أثر طفيف على ذكاء الطفل أو على قدراته الأكاديمية.
وتقول الدكتورة فاتن الطاهر، استشاري أول أمراض النساء والتوليد بمركز صحة المرأة والأبحاث، محذرة النساء الحوامل: «ينبغي على الحامل التي تعاني من حالات مرضية مزمنة تجنب الصيام، وذلك لحماية نفسها والجنين من المزيد من المضاعفات. غير أن الحامل التي ترغب بالصيام عليها الحصول على نصائح وإرشادات الطبيب طيلة الشهر الكريم، وذلك للتأكد من أن الصيام لا يؤثر على الجنين».
وحسب رأي د. فاتن فإن هناك بعض المخاوف من أن الصيام قد يؤثر على عملية نمو وتطور الجنين داخل الرحم، أو أن يؤدي الصيام إلى الولادة المبكرة، وقالت: «عادة ما تكون هنالك زيادة في تردد النساء الحوامل على قسم طوارئ النساء بسبب الصيام خلال شهر رمضان. وتفترض بعض الدراسات زيادة في ولادة الأطفال المبكرة في حالة صيام الأم خلال فترة الحمل. وإذا صادف حلول شهر رمضان في فصل الصيف، فإن ذلك سيعني جواً حاراً ونهاراً طويلاً، الأمر الذي يعرض الحامل للجفاف بسبب قلة تناول السوائل، مما يحرض الطلق المبكر وبالتالي الولادة المبكرة.
وتنصح د.فاتن النساء الحوامل الاتصال بالطبيب، بأسرع ما يمكن، في الحالات التالية: عند الشعور بالعطش الشديد، والتبول النادر، أو في حال أصبح لون البول أسود داكنا ذا رائحة قوية. وتعتبر تلك علامات الجفاف وهي قد تجعل الحامل أكثر عرضة للإصابة بالتهاب المسالك البولية أو أي مضاعفات أخرى، الإصابة بالصداع أو آلام أخرى أو الحمى،الشعور بالغثيان أو القيء، إذا لم يزداد الوزن بصورة كافية أو في حال فقدان الوزن.
وأضافت الدكتورة فاتن أن على الحامل التوجه إلى الطبيب فوراً في الحالات التالية:حدوث تغير ملحوظ في حركة الجنين، مثل توقف حركة الطفل كالركل، ملاحظة آلام شبيهة بالتقلصات وقد يكون ذلك علامة على الطلق والولادة المبكرة، الشعور بالدوخة، الإغماء، عدم التركيز أو التعب حتى بعد حصولهن على راحة كافية.
وتضيف: في حالة حدوث أي من الحالات سالفة الذكر، على الحامل قطع الصيام في الحال وتناول الماء الذي يحتوي على سكر أو تناول العصير، وإذا تزايدت الأعراض فمن الممكن استشارة الطبيب.
صيام المرضع
من جانب آخر أكدت الدكتورة آمال أبوبكر أرباب، استشاري الرضاعة الطبيعية بمركز صحة المرأة والأبحاث، أهمية قيام النساء المرضعات باستشارة الطبيب في ما يتعلق بإمكانية صيام شهر رمضان، مشيرة إلى أن أغلب الآراء الفقهية قد أجازت للنساء المرضعات الفطر خلال شهر رمضان.
ودعت الدكتورة آمال أبوبكر – وهي أيضاً مسؤول مبادرة المستشفى الصديق للطفل بمركز صحة المرأة والأبحاث- النساء المرضعات إلى الحرص على استشارة الطبيب في حال قرّرن الصيام، وأضافت بقولها: «يمثل حليب الأم الطبيعي الغذاء المثالي للطفل حيث يوفر للرضيع مصدراً غنياً بالعناصر الأساسية التي يتطلبها نموه. ولذلك تنصح منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) جميع الأمهات القادرات على إرضاع أطفالهن طبيعياً بالاقتصار على الرضاعة الطبيعية الحصرية لأطفالهن على مدار الأشهر الستة الأولى بعد الولادة. وتعني الرضاعة الطبيعية الحصرية حصول الطفل على حليب الأم فقط دون إضافة أي نوع آخر من الطعام أو الشراب.
وأردفت بقولها: «بطبيعة الحال تتناول المرأة الصائمة كميات أقل من السعرات الحرارية، وتوجد أدلة علمية تشير إلى أن الصوم وما يترتب عليه من تغير في النظام الغذائي للأم المرضعة قد يؤثر على العناصر المغذية الدقيقة في حليب الأم، ولذلك فإننا لا ننصح بشكل عام النساء اللواتي يرضعن أطفالهن طبيعياً بشكل حصري بالصوم خلال شهر رمضان. يتوجب على المرأة المرضعة في حال رغبت في صيام رمضان استشارة الطبيب وإجراء فحص طبي عام لتحديد مدى قدرتها على الصوم، حيث يمكن للمرأة المرضعة عند مقابلة الطبيب مناقشة أي موضوع يشغلها يتعلق بالصوم والحصول على نصائح لمساعدتها على زيادة إدرار الحليب، بالإضافة إلى التعرف على العلامات التحذيرية التي قد تدل على حدوث مضاعفات ومتى يتوجب عليها الفطر».
وعادةً ما يعتبر من الآمن لمعظم النساء المرضعات الصوم خلال شهر رمضان، إلا أن الامتناع عن الطعام والشراب خلال ساعات الصوم قد يتسبب في بعض الحالات في إجهاد المرأة المرضعة أو تعرضها للجفاف، ولذلك تنصح الدكتورة آمال النساء المرضعات اللواتي ينوين صيام رمضان بالحرص على اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن والإكثار من شرب الماء والسوائل، كما تنصح بزيادة عدد مرات إرضاع الطفل خلال الفترة بين وجبتي الإفطار والسحور بالإضافة إلى ضرورة حصول الأم على راحة لمدة ساعتين على الأقل قبل البدء في إرضاع طفلها والنوم ثماني ساعات كل ليلة.
وأضافت بقولها: «تحتاج المرأة في المتوسط إلى 2000 سعر حراري يومياً للمحافظة على وزنها، ويتوجب على الأم المرضعة تناول 500 سعر حراري إضافية يومياً لضمان توفير احتياجاتها الغذائية الإضافية المترتبة على الرضاعة الطبيعية، حيث يجب الحرص على تناول أغذية متنوعة كالحبوب الكاملة والبروتينات والدهون المفيدة للحصول على كافة العناصر الغذائية الأساسية والإكثار من تناول الخضراوات والفواكه الطازجة والمجففة».
كما تنصح الدكتورة آمال بالحدّ من تناول الأغذية المصنّعة قدر الإمكان لأنها تحتوي عادةً على نسب مرتفعة من السكريات المضافة والدهون الضارة. وأضافت: «كما أنه من المهم للمرأة المرضعة خلال الصيام ملاحظة أي أعراض للجفاف حال ظهورها، بما في ذلك الصداع والدوار وقلة كمية البول أو تغير لونه للون غامق. يتوجب على المرأة المرضعة تناول ما لا يقل عن 3 لترات من الماء كل يوم».
وفي حال لاحظت المرأة المرضعة أثناء الصيام ظهور أي علامات أو أعراض للجفاف، فإنه يتوجب عليها الفطر عن طريق شرب عصير فواكه طازج أو تناول محلول ملحي والحصول على قسط من الراحة. وفي حال استمرت في الشعور بالإعياء بعد مرور 30 دقيقة فإنه يتوجب عليها استشارة الطبيب.
من المفترض ألا يتسبب الصيام بشكل عام في التأثير على جودة أو كمية حليب ثدي الأم، إلا أنه في حال شعرت الأم بالقلق من أن طفلها لا يحصل على كمية كافية من الحليب فإنه يتوجب عليها استشارة الطبيب أو استشاري الرضاعة الطبيعية.
وأضافت الدكتورة آمال: «هناك علامات تدل على أن الطفل لا يحصل على التغذية الكافية مثل فقدان الطفل للوزن أو توقف وزنه عن الزيادة، أو انخفاض عدد مرات تبول الطفل، أو في حال بدا الطفل منزعجاً بعد الرضاعة».
وبمناسبة شهر رمضان، تودُّ وزارة الصحة العامة ومؤسسة حمد الطبية ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية تذكير الجمهور بالموقع الإلكتروني «صحتك في رمضان» والذي تم تطويره بالتعاون بين الجهات الثلاث بهدف توفير معلومات للجمهور حول المشاكل الصحية الأكثر شيوعاً في رمضان، ويعتبر هذا الموقع هو أول موقع إلكتروني في دولة قطر يختص بتقديم معلومات ونصائح حول الصحة والصيام خلال شهر رمضان. كما تم أيضاً تطوير هذه المبادرة من خلال إضافة تطبيق إلكتروني بعنوان «صحة قطر» (Qatar Health) يمكن تحميله على أجهزة الهاتف الجوال وأجهزة التابلت. يمكنكم زيارة الموقع الإلكتروني على الرابط التالي: www.hamad.qa/ramadanhealth أو تحميل التطبيق الإلكتروني عن طريق البحث عن عبارة (Qatar Health) في متجر التطبيقات الإلكترونية، علماً بأن التطبيق متوفر للأجهزة التي تعمل بنظام أندرويد ونظام iOS.
copy short url   نسخ
16/05/2019
739