+ A
A -
الدوحة- الوطن
حذر الدكتور محمود زرعي، رئيس قسم الغدد الصماء والسكري، بمستشفى حمد العام من تزايد حالات انخفاض مستوى السكر في الدم لدى مرضى السكري في شهر رمضان، خاصة مع طول فترة الصيام التي تزيد على 15 ساعة، وقال إن انخفاض مستوى السكر في الدم هو حالة تنخفض فيها مستويات الجلوكوز في مجرى الدم إلى الحد الذي يصبح فيه هذا الجلوكوز غير كافٍ لإمداد الجسم بالطاقة اللازمة لمزاولة كافة النشاطات المختلفة؛ ويفرق د. زرعي بين نوعين من مرض السكري؛ النوع الأول: سكري الأطفال أو الشباب ويعتمد في علاجه على الأنسولين، وهم أكثر عرضة للإصابة بالانخفاض المفاجئ لسكر الدم لذا نصحهم بعدم الصيام، أما النوع الثانى فهو سكري البالغين الذي لا يعتمد في علاجه على الأنسولين.
ويوضح د. زرعي أن هبوط معدل السكر في الدم يحدث عادة كأحد الآثار الجانبية أو المضاعفات الناتجة عن علاج مرض السكري نتيجة لعدة عوامل أهمها: إذا تناول المريض جرعة دواء زائدة، أو أهمل تناول إحدى الوجبات أو نتيجة النشاط الجسماني الزائد، وفي العادة يهمل أغلب المرضى وجبة السحور خلال شهر رمضان.
ويشخص د. زرعي حالة انخفاض سكر الدم عند ظهور الأعراض الأولية وهي الشعور بالرجفة، الجوع الشديد، زيادة التعرق، تسارع نبضات القلب، الشعور بالدوار وعدم التركيز والعصبية وتصرفات غريبة غير مألوفة، لذا يجب التعامل مع هذه الأعراض بجدية وعدم إهمالها حتى لا يتطور الأمر إلى أعراض أكثر خطورة وهي التشنجات العصبية وفقدان الوعي، وعلى المريض في حالة ظهور هذه الأعراض القيام بفحص السكر، وإذا كان صائماً فعليه الإفطار فوراً على أي طعام أو عصير محلى، وفي حالة فقدان الوعي يجب عدم محاولة إعطاء المريض أي مشروب تفادياً لحدوث اختناق مع الإسراع بنقله إلى المستشفى.
ويشكل الانخفاض المفاجئ للسكر في الدم – كما يقول د. محمود زرعي- خطورة أكبر من حالة ارتفاع السكر؛ فقد يفقد الإنسان الوعي في توقيت حرج؛ على سبيل المثال أثناء قيادة السيارة أو قريباً من مكان مرتفع مما يشكل خطورة على حياته.
ويوضح د. زرعي عدة نصائح هامة لمرضى السكري تجنباً لحدوث الهبوط المفاجئ للسكر وأهمها: ضرورة مراجعة الطبيب قبل الصيام بفترة لمعرفة إمكانية الصيام من عدمه، والاتفاق حول الخطة العلاجية، وترتيب مواعيد الدواء ومعرفة نوعية الغذاء المناسب، كما يجب أن يحتاط المريض بأن يكون لديه دائماً أقراص السكر، وإذا لم يتوفر له ذلك يأخذ معه أي عصير محلى.
وأكد د. زرعي على ضرورة الإفطار بتناول عدد قليل من التمر من 1 إلى 3 حبات حتى ترتفع نسبة السكر عند الإفطار، وتناول النشويات المعقدة مثل الخبز الأسمر أثناء السحور مع وجود مصدر للبروتينات التي تظل لفترة طويلة بالمعدة مثل (البيض والجبن)، ويحذر المريض من إهمال وجبة السحور، ويفضل تأخيرها، وينصح بتناول وجبة خفيفة بين الإفطار والسحور قد تحتوي على نوع من الفاكهة ثم ممارسة رياضة خفيفة بعد ذلك كالمشي مثلاً، وتناول الخضراوات والإكثار من شرب السوائل الخالية من السكر خلال الليل لمنع حدوث نقص السوائل في نهار اليوم التالي، كما يفضل أن تحتوي وجبة الإفطار على أطعمة غنية بالسوائل كالحساء قليل الدسم لتعويض السوائل التي فُقدت أثناء الصيام.
وقد حرصت مؤسسة حمد الطبية مؤخراً على تطوير الرعاية الخاصة بمرضى السكري في قطر حيث قامت بإنشاء مراكز وطنية للسكري في كل من مستشفى حمد العام ومستشفى الوكرة بهدف توفير شريحة واسعة من الخدمات المخصصة لمرضى السكري بدءاً من مراحل التشخيص وانتهاءً بالعلاج وتوفير الأدوية والأجهزة المناسبة.
copy short url   نسخ
16/05/2019
514