+ A
A -
الدوحة – الوطن
أكد الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي أن الدوحة أصبحت مركزا دوليا للتبادل الثقافي والمعرفي، وعاصمة عالمية للحوار والانفتاح، مشيرا إلى أن تسلم قطر لرئاسة الشبكة الدبلوماسية الدولية العامة يكرس مكانة كتارا كلمتقى الثقافات وحاضنة للفكر والإبداع، ويعزز جهودها في مواصلة إرساء جسور التواصل الحضاري ونشر ثقافة التعايش والتفاهم والاحترام المتبادل بين الشعوب، تسهم بدورها في عملية التنمية المستدامة الشاملة.
وأوضح د. السليطي أن كتارا تقوم بدور مهم وحيوي ونشيط في دعم الدبلوماسية الثقافية العامة وذلك من خلال فعالياتها المتميزة وأنشطتها المتنوعة التي تقيمها على مدار العام، سواء عبر مهرجاناتها الرئيسية الكبرى التي تطلقها بصفة دائمة أو عبر ملتقياتها وجوائزها ومشاريعها ومبادراتها الثقافية الرائدة، لافتا إلى أن كتارا تهدف بذلك إلى مد جسور التواصل والتقارب بين الثقافات والحضارات، وتعزيز الانفتاح وقبول الآخر ونشر ثقافة الحوار والتسامح والتفاهم بين الأمم والشعوب.
وقال د. السليطي في بيان صادر عن المؤسسة العامة للحي الثقافي «كتارا» عقب تسلم قطر لرئاسة الشبكة الدبلوماسية الدولية العامة في دورتها القادمة التي تستمر مدة ثلاث سنوات: إن كتارا تنتهج خلال علاقاتها الثقافية والدولية التي تربطها مع السفارات العربية والأجنبية والمنظمات الدولية في قطر، استراتيجية الدبلوماسية الثقافية التي ترتكز على التقريب بين الشعوب والتواصل الثقافي والتبادل المعرفي، مبينا أن كتارا ومن خلال اعتمادها على الدبلوماسية الثقافية طورت أدواتها وعلاقاتها الدولية نحو بناء شراكات استراتيجية خارجية، قوية وفاعلة ومثمرة، تستند على مبدأ التعاون والتبادل في مختلف مجالات الثقافة والفن والفكر والمعرفة، بجانب توقيعها للعديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تصب في مصلحة الدول والشعوب والمجتمعات، وتنقل العلاقات الثنائية إلى مستويات أعلى وتدفع بها نحو آفاق أرحب، تسهم في توطيد أواصر الأخوة والصداقة، وتفتح المزيد من ابواب التعاون.
وأشار د. السليطي إلى أن الحصاد الثقافي للمؤسسة العامة للحي الثقافي «كتارا للعام 2018 كان حافلا بالإنجازات ذات المحتوى العميق والمؤثر، والمشاريع النوعية والجديدة ذات الأهمية المتنامية، مثل افتتاح دار كتارا للنشر ومكتبة الرواية العربية وقبة الثريا الفلكية، وغيرها من المشاريع الثقافية المتميزة التي تشكل عوامل جذب إضافية تتماشى مع أجواء الثقافة القطرية والعربية والعالمية التي يوفرها الحي الثقافي وتفتح للزوار آفاقا جديدة من روافد الفكر والمعرفة.
وأضاف أن المؤشر الثقافي لكتارا للعام المنصرم يعكس تصدر كتارا للمشهد الثقافي في الدولة كما يجسد ريادتها ومكانتها العالمية، موضحا أن العام 2018 تميز تميز بسلسلة من المهرجانات والفعاليات والأنشطة الثقافية والفنية والإبداعية التي احتضنتها كتارا وفق رؤية استراتيجية تقوم على رعاية الثقافة والفكر والفن، والنهوض بالعمل الثقافي وإطلاقه في فضاءات الإبداع، واحترام التنوع الثقافي، وتعزيز قيم الحوار والتواصل بين الثقافات، تماشياً مع رؤية قطر الوطنية 2030 للنهوض بالحركة الثقافية للدولة، والمساهمة في عملية التنمية والنهضة الشاملة التي تشهدها قطر بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، لافتا إلى أن كتارا احتضنت خلال العام الماضي 1140 فعالية متنوعة موزعة، وزارها نحو 7.9 مليون زائر، فيما وصل عدد متصفحيها في مواقع التواصل الاجتماعي إلى أكثر من 2.5 مليون.
وأضاف أن حصول قطر على رئاسة الشبكة الدبلوماسية الدولية العامة بالإجماع عقب جلسات اجتماع الجمعية العمومية الخامس للشبكة الدبلوماسية الدولية العامة التي استضافتها كتارا في نوفمبر الماضي بمشاركة الدول الأعضاء، وتسلمها رئاسة الدورة القادمة، يشكل الحدث الأكثر تأثيرا وحضورا في المشهد الثقافي القطري والاقليمي والدولي، وهو ما يعكس النجاحات اللافتة التي تحققها كتارا في مجال الدبلوماسية الثقافية، سيما ما يتعلق ببرامجها الثقافية المتنوعة التي تؤكد على الحوار بين الثقافات والانفتاح بين الشرق والغرب.،
وتابع د. السليطي قائلا: من خلال تحقيقها لهذا الإنجاز ستترأس كتارا الشبكة ابتداء من يونيو المقبل، وسيتعين عليها استقطاب المزيد من الدول الأعضاء، ومواصلة برامجها ومشاريعها الثقافية المشتركة التي تعكس رسالة الثقافة التي تحملها كتارا، وذلك من أجل تعميق التفاهم والتقارب والتواصل بين الشعوب والمجتمعات، وفتح مسارات جديدة للحوار والتفاهم من أجل تعزيز الجسور التي تربط بين الثقافات والحضارات.
وأضح مدير عام كتارا أن مشاريع كتارا الجديدة التي تطلقها وفق أعلى معايير الجودة وارقى درجات الابداع ومقاييس الابتكار، تسهم في تفعيل الحياة الثقافية والفكرية والأدبية في قطر والمنطقة، وذلك خدمة للأجيال التي تفخر بماضيها الأصيل وتراثها العريق وتعتز بهويتها الوطنية، مقدمة نموذجا رائدا لمجتمع متعدد ومتنوع ويمتلك طيفا واسعا من الجنسيات والثقافات دون تفرقة أو تمييز، انطلاقا من إيمانها بأن الثقافة هي الجسر التي تعبر عليه كل الفروقات والاختلافات، مرسخة قيم الخير والمحبة والتسامح والاخاء.
وخلص د. السليطي إلى أن كتارا تمكنت من تقوية أدواتها عبر خلق فضاءات ثقافية وسياحية جديدة، ورسمت نهجا مبتكرا يقوم على اقتصاد المعرفة ويعتمد على تنمية وبناء القدرات الذاتية وتوسيع الانفتاح على العالم بدرجة أوسع.
copy short url   نسخ
08/05/2019
1156