+ A
A -
تزخر المدارس الحكومية بالكثير من الأبحاث العلمية التي تضع العديد من الحلول لكثير من المشكلات التي يواجهها المجتمع المحلي، حيث تقوم تلك الأبحاث على تسهيل عملية التعلم لعدد من طلاب ذوي الاحتياجات الخاصة، ودمجهم في البيئة المحلية ورفع بعض الأعباء عن كاهلهم، كما تعمل هذه البرامج على إخراج جيل من الطلاب والطالبات على مستوى عالٍ في جانب البحث العملي.
تلك التجارب تنفذها الكثير من طلاب وطالبات المدارس الحكومية بمبادرة من الطلاب أنفسهم، وبدعم كبير من جانب إدارات المدارس ومساندة من قبل المعلمين وطاقمها التدريسي، وبرعاية وزارة التعليم والتعليم العالي، حيث تعطي الوزارة مساحة كبيرة للمدارس للتحرك في هذا الجانب لتنفيذ مبادرتها التعليمية بإشراف الوزارة وضمن رؤيتها للارتقاء بالعملية التعليمية ودعم عملية البحث العلمي..
حيث تولي وزارة التعليم والتعليم العالي ذوي الاحتياجات الخاصة اهتماماً كبيراً، حيث يتم تقديم العديد من الخدمات التعليمية التي تعمل على رفع مستوى الطلاب الأكاديمي، كذلك العمل على تنمية قدراتهم العقلية وتنمية مهارات الإبداع عند الطلاب، وذلك من خلال دمجهم مع المجتمع وزملائهم من الطلاب الآخرين.
وقد عمل مجمع التربية السمعية الفترة الماضية على تنظيم مسابقة الفقيه الصغير التي ضمت ثلاثة أفرع من المسابقات، وذلك تحت رعاية إدارة التوجيه التربوي بوزارة التعليم والتعليم العالي، حيث نظم قسم التربية الإسلامية بمجمع التربية السمعية، مهرجان التربية الإسلامية والذي ضم مسابقة «الفقيه الصغير» في نسخته الأولى لطلاب المرحلة الإعدادية وطلاب الدعم، وقد اشتمل المهرجان على عدد من الفعاليات المصاحبة للمهرجان مثل الإنشاد الديني، والعديد من المحاضرات وغيرها، وذلك برعاية مؤسسة جاسم وحمد بن جاسم الخيرية.
وسيلة تربوية
وضم المهرجان مسابقتين هما: مسابقة «الفقيه الصغير» لطلاب المدارس الإعدادية، وتشمل جميع مدارس قطر، حيث تشارك كل مدرسة بثلاثة طلاب مع مشرف، ويتم في نهاية المسابقة تكريم المدارس الثلاث الأوائل في كل مرحة بجوائز قيمة مادية وعينية مع شهادات الشكر والتقدير.
أما الشق الثاني من المسابقة فيشتمل على مسابقة «الفقيه الصغير» المخصصة لطلاب الهمم العالية «طلاب الدعم» بجميع مدارس الدولة.
من جهتها قالت حصة الدليل، مديرة مجمع التربية السمعية، أن المسابقات تعتبر وسيلة مهمة من الوسائل التربوية المألوفة في خطط التربية والتعليم، وذلك لما تحققه من أهداف كثيرة تفيد الطلاب، حيث تكتسب المسابقات في مجال النشاط المدرسي أهمية خاصة، وذلك لأنها لون من ألوان تنمية القدرات وبناء الثقة بالنفس، إذ تعطي المشاركة الفرصة لاختيار ما يوافق قدرات الطالب ويشبع ميوله ويواكب مداركه واستعداده الشخصي فتبرز مواهبه وتنمي مهاراته العقلية والعلمية.
وأضافت أن مجمع التربية السمعية صرح تعليمي تربوي أراد أن يسهم في هذا الجانب بإعداد مسابقة عامة في الفقه الإسلامي (مسابقة الفقيه الصغير) لمدارس قطر للمرحلة الإعدادية.
وانطلاقاً من التميز الذي يتسم به المجمع من تفعيل الأنشطة الثقافية ونشر الوعي والثقافة الإسلامية واختيارنا لهذه المسابقة من صميم رسالة مدرستنا التي تطمح إلى تحقيق رؤية قطر 2030 م بإعداد جيل مبدع محافظ على دينه وقيمه وأصالته، لافتةً إلى أنها تأمل أن تساهم المسابقة بجانب كبير في معرفة أبناء المسلمين بالأحكام الفقهية (فقه الطهارة-فقه الصلاة).
وفى كلمتها بالحفل رحبت حصة الدليل، مديرة مجمع التربية السمعية، بالحضور، مؤكدة أهمية المشاركة في احتفالاتِ مجمعِ التربيةِ السمعيةِ بـ«أسبوعِ الأصمِ العربي الرابع والأربعين» والذي ينعقدُ هذا العام تحتَ شعارِ (إلزام الجهات الحكومية والمؤسسات التابعة لها بتوظيف الصم)، وهو الشعارُ الذي يشير إشارة واضحة إلى أنه تقع على عاتقنا مسؤوليات كبيرة في دمج الصم في المجتمع وهو النهج الذي اعتمدته إدارة المجمع من خلال تنفيذ فعاليات «مهرجانِ التربية الإسلامية الأولِ» تحتَ شعارِ (ليتفقهوا في الدين).
أجواء تنافسية
وقالت إن مشاركة الطلاب الفائقين بمدارس المرحلة الإعدادية والذي يقام في أجواءَ تنافسيةَ تثري طلابنا وتساهم في ثقل شخصيتهم وذلك من خلال مسابقة الفقيه الصغير، مما يؤكد على حرص إدارة المجمع بتوفير أجواء عادلةَ للطلاب الصم وضعاف السمع وطلاب الدعم التعليمي الإضافي من خلال مسابقة الفقيه الصغير لذوي الهمم العالية، والذي نأمل أن تكسب الطلاب شعورًا بالثقة والقدرة على التنافس، كما أكد أن وجود أفكار غير تقليدية تخدم طلابنا هو مطلب عادل ينبغي أن نعمل عليه جميعًا، فمشاركة أكثر من إحدى عشرة مدرسة وما يجاوز 95 طالباً وأكثر من 23 معلماً ومنسقاً إنما يؤكد أننا قادرون على فتح نافذةٍ حقيقةٍ للطلاب للتعبيرِ عن أفكارهم وإبداعاتهم.
وفى هذا الإطار قال الأستاذ طارق عبدالله، منسق المسابقة، إن هذه المسابقة المصاحبة للمهرجان حرصاً من مجمع التربية السمعية على الاهتمام بالفقه الإسلامي وتنشئة الطلاب على فهم الأحكام الفقهية التي تهمهم في دينهم من أحكام فقهية تتعلق بجميع أمور حياة الطلاب في هذه السن، خاصة أحكام الصلاة؛ وذلك نظراً لأهميتها في حياة المسلم حتى تصح صلاته وتسلم عبادته من الخطأ والخلل الذي قد يعتريها.
وأشار إلى أن إدارة المهرجان خصصت هذه المسابقة للتنافس بين الطلاب ليكونوا على دراية تامة بهذه الأحكام، خاصة أن ركن الصلاة هو الركن الثاني بعد الشهادتين في الإسلام، لافتاً إلى أن مهرجان التربية الإسلامية يهدف لتعميق القيم الإسلامية في النفوس، وتنمية جوانب الأخلاق الكريمة، ودمج الطلاب الصم وضعاف السمع وذوي الهمم العالية في المجتمع..
كما تعمل على بث روح التنافس والمثابرة بين الطلاب في تحصيل مادة التربية الإسلامية، وتنمية المواهب والقدرات لديهم، وذلك من خلال فهم واستنباط الأحكام الشرعية من أدلتها التفصيلية، حيث تمت مراعاة مستوى العمق المعرفي المناسب لأسئلة المسابقة حسب مستوى الطلاب وذلك بإشراف من قسم التربية الإسلامية بهيئة التقييم.كتب- محمد الجعبري
copy short url   نسخ
08/05/2019
1389