+ A
A -
أستاذ في كلية كينغز : جذب مساعدات الإمارات
في «6»
أسابيعسمر الأطرش :
الدولتان تسعيان للتأثير
على قرار
النفط الليبيوول ستريت جورنال : من الرياض حصل على تكلفة الانطلاق إلى طرابلسأسئلة عديدة يثيرها الهجوم العسكري الذي يشنه خليفة حفتر على العاصمة الليبية طرابلس، والتي تعد مقر حكومة فايز السراج، رئيس الوزراء المعترف به دولياً، والتي تشير إلى أن الرجل لم يتحرك إلا بعد حصوله على دعم وبطاقة خضراء للاستيلاء على حكم ليبيا، وإجهاض مجهود سنوات من المساعي الدولية، للتوفيق بين الفرقاء الليبيين. وفي استقراءٍ لآراء المحللين، لفهم دوافع العملية الانقلابية التي يشنها حفتر، يتربع اسم دولتي السعودية والإمارات كطرفين متورطين في دفعه للإقدام على انقلابه الدموي، والزيارات التي قام بها الرجل قبلاً للدولتين.
فما هي مصلحة السعودية والإمارات في الالتفاف على الشرعية الليبية، والمساهمة في القضاء على جهود الحل السلمي الدولية من خلال المفاوضات مع الفرقاء الليبيين، وماهو العائد المتوقع الذي قد تجنيه الدولتان من دعمهما للاضطرابات في ليبيا، خاصة أن الدولتين باتتا تقودان جهود الحرب في منطقة الشرق الأوسط قاطبة. فمنذ انتفاضات الربيع العربي، في عام 2010، والدولتان، تسعيان لإحباط أي محاولات لإيجاد حكم رشيد في المنطقة.
ويقول تقرير لصحيفة ذا وول ستريت جورنال الأميركية، إن العقيد الليبي المتقاعد خليفة حفتر قد حصل على الدعم اللازم من النظام السعودي قبل تحركه. ولم يقدم حفتر على خطوته إلا بعد تلقيه الدعم الكافي للمضي قدماً نحو طرابلس، وهو مدين بهذه القوة لمجموعة من المؤيدين الدوليين الذين يتجولون ويغردون في رواية أنه يحارب الإرهاب.
فبمجرد أن أسس حفتر نفسه كمناهض للإسلاميين، لم يمض وقت طويل قبل أن يبدأ دعم الإمارات والسعودية الفعلي في التدفق عليه. وفي هذه النقطة، قال أندرياس كريج، أستاذ مساعد في شؤون الأمن ومحلل لشؤون الشرق الأوسط في كلية كينغز في لندن: «لقد استغرق الأمر ستة أسابيع فقط ليجذب حفتر الدعم العسكري والمالي الشامل من الإمارات، بعد محاولة حفتر الفاشلة للسيطرة على حكومة الوحدة في طرابلس».
وأضاف كريج: بحجة محاربة الإرهاب، استطاع حفتر أن يهاجم كل المعارضة. لقد حظي حفتر بدعم استراتيجي من كل من أبوظبي والرياض لمواجهة الجيل الثوري من الإسلاميين. وتابع كريج قائلا: «لولا الدعم المقدم من الإمارات والسعودية، والذي ينتهك حظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة على ليبيا، لما تمكن جيشه من التشكيل».
وقال العميد الليبي اللواء محمد القنيدي، رئيس المخابرات العسكرية الموالية لرئيس الوزراء فايز السراج، إن الهجوم الأخير الذي قام به حفتر على طرابلس كان يتم بالأسلحة الإماراتية والسعودية.
وقال ماثيو باك في تحليل أوردته مجلة فورين بولسي الأميركية، إن السعودية والإمارات تظهران دوافعهما في دعم حفتر، بعدم وجود منصات لحكم ديمقراطي أو انتقال سلمي للسلطة في الدول العربية، فهما يلعبان على متناقضات وضعف جيرانهما، واستغلا في ذلك سعي حفتر للسلطة، وهدفه بإنهاء أي اتفاق مع أطراف ليبية أخرى، فهو لديه أوهامه من العظمة والجنون، و أظهر أنه لا يريد الفوز بالرئاسة من خلال الانتخابات أو المفاوضات بل يريد الاستيلاء عليها من خلال المعركة أو الغش.
وتهدف السعودية والإمارات، من خلال دعمهما للرجل أن يكون لهما نصيب في التأثير على قرار النفط الليبي بما يصب في مصلحتهما، بحسب ما ترى سمر الأطرش في شبكة بلومبرغ الأميركية.
ولفتت بلومبرغ إلى نقطة أخرى، هي أن الإمارات تعادي كل مظهر سياسي يكون فيه الإسلاميون أو داعميهم في الواجهة، لذا فتعبير حفتر الواهي عن ذلك يجد هوى لدى الإمارات، في وقف كل المشروعات الانتقالية السلمية للسلطة من أي شخص يرفع علم الإسلاميين.
وقال مسؤول كبير لصحيفة الإندبندنت البريطانية إن الأمم المتحدة تحقق في مزاعم بأن الإمارات شحنت أسلحة لدعم حفتر. لكن بعد التدقيق من قبل مسؤولين دوليين وخبراء ليبيين، فالمزاعم التي تدور حول الإمارات صحيحة، حيث شحنت أسلحة إلى أمير الحرب الليبي خليفة حفتر.
أخيراً، أكدت مجلة إنترناشونال بولسي ديجست، دعم السعودية والإمارات لحفتر، ففي 27 مارس الماضي، استضاف العاهل السعودي الملك سلمان اللواء خليفة حفتر لإجراء محادثات في قصر اليمامة الملكي في الرياض.
هذه الزيارة التي حدثت قبل يوم واحد من مغادرة العاهل السعودي لحضور قمة جامعة الدول العربية السنوية في تونس، كانت أول لقاء بين حفتر والملك سلمان.
جوهر هذا اللقاء بين الملك سلمان وحفتر لم يكن معروفاً للجمهور.
ومع ذلك، قد يكون من المعقول أن نستنتج أن حفتر ربما ذهب إلى الرياض لزيادة دعمه لتمديد عمليته غربًا إلى طرابلس في معركة دامية ضد عشرات الميليشيات والتي تعتبر حفتر تهديدًا خطيرًا في مرحلة ما بعد ليبيا القذافي.
فيما يتعلق بالدعم الخارجي الذي تلقاه حفتر من الدولتين، فقد جاء كل شيء تقريبًا من الإمارات، وحتى من خلال التدخل العسكري الإماراتي في ليبيا ضد أعداء حفتر منذ عدة أشهر بعد اندلاع الحرب الأهلية في البلاد. لكن دور السعودية في الساحة الليبية كان أكثر دقة للعديد من المراقبين.
copy short url   نسخ
23/04/2019
1408