+ A
A -
احتضنت الدوحة، أمس، مراسم توقيع اتفاقية تأسيس أول أكاديمية رقمية للسياحة في العالم، بين منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة وجامعة IE الدولية.. كما أعلن المجلس الوطني للسياحة عن دعمه لهذه المبادرة المبتكرة، بصفته راعياً مؤسساً للأكاديمية من خلال الاتفاقية التي قام بتوقيعها كلٌ من حسن الإبراهيم، مساعد الأمين العام للمجلس الوطني للسياحة، والسيد ويليام دافيلا، المدير الدولي للعلاقات المؤسسية لدى جامعة IE الدولية، في حضور سعادة السيد زوراب بولوليكا شفيلي، الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة.
وسوف توفر هذه المبادرة برامج تدريبية شاملة وفي متناول الأشخاص الراغبين في جعل مساراتهم المهنية في صناعة السياحة التي توفر واحدة من بين كل عشر وظائف عبر العالم.. وستكون أكاديمية السياحة الرقمية بمثابة منصة إلكترونية للمتخصصين في صناعة السياحة، حيث توفر لهم إمكانية الوصول إلى برامج عالية الجودة في التعليم والتدريب في مجالات السفر والسياحة والضيافة وإدارة الوجهات.
وسوف تستفيد الأكاديمية في برامجها من المعرفة والخبرات المتراكمة لدى منظمة السياحة العالمية، وكذلك من نموذج التعليم المبتكر بجامعة IE.. ويحصل خريجو الأكاديمية على شهادة في «أسس الإدارة وتطبيقها على السياحة».. ويغطي المقرر الدراسي الإدارة الإستراتيجية وإدارة العمليات وإدارة التسويق والأساسيات المالية بالإضافة إلى إدارة التكنولوجيا والابتكار.
وقد علَّق حسن الإبراهيم، مساعد الأمين العام للمجلس الوطني للسياحة قائلاً: «تسعى قطر جاهدة دائماً لمواكبة التطورات المتسارعة التي تشهدها هذه الصناعة الحيوية.. وبصفته هيئة حكومية ينصب اهتمامها على ضمان تقديم أفضل التجارب السياحية الممكنة لزوارنا، يدرك المجلس الوطني للسياحة الدور الحيوي الذي تضطلع به المعاهد المختصة بتقديم برامج التعليم والتدريب السياحي في النهوض بالقطاع السياحي نحو التنافسية والاستدامة.. ولذلك يسرنا أن ندعم منظمة السياحة العالمية في وضع وتنفيذ البرامج التي من شأنها أن تمكِّن الاختصاصيين في القطاع السياحي من تلبية احتياجات سوق العمل السياحي».
وقال السيد ويليام دافيلا، المدير الدولي للعلاقات المؤسسية لدى جامعة IE: «إن جامعة IE تُخرِّج قادةً ذوي رؤية عالمية وعقلية ريادية يمكنها أن تقود الابتكار والتغيير في المؤسسات.. ولذلك فإن هذه الأكاديمية سوف تحدث تأثيراً مهماً في المجتمع وتعزز النمو في صناعة السياحة على مستوى العالم.. ويعتبر توقيع هذا الاتفاق هو الخطوة الأولى على طريق إنشاء أكاديمية رقمية للسياحة.. ولا شك أن هناك العديد من الخطوات التي ينبغي اتخاذها في الأشهر المقبلة حتى يمكن تقديم برامج تدريبية عالية الجودة لجميع الأشخاص في هذه الصناعة ذات الأهمية».
كما أعلن المجلس الوطني للسياحة أن منظمة السياحة العالمية سوف تدعم بخبرتها تطوير أول جائزة في قطر للتجربة السياحية، وهي جائزة الدولة للتجربة السياحية.. وسوف تسعى هذه الجائزة إلى تكريم وتقدير جهود الشركات والهيئات العامة والمنظمات غير الحكومية والجمعيات في جميع القطاعات التي تشارك بشكل مباشر أو غير مباشر في تقديم التجارب لزوار قطر.
وفي هذا الصدد، علَّق الإبراهيم، قائلاً: «يتولى المجلس الوطني للسياحة الإشراف على هذه الجائزة في إطار إستراتيجيته التي تَعتبر التجربة السياحية للزوار هي جوهر عملية تنمية القطاع السياحي.. إن هدفنا هو التأكيد على أن التجارب التي يخوضها الزوار لا تنحصر في الخدمات أو المنتجات التي يقدمها العاملون في قطاع السياحة أو الضيافة فحسب، ولكنها تكون نتاجاً لمجموعة متنوعة من الممارسات في العديد من القطاعات التي تغطي رحلة الزوار من بدايتها وحتى نهايتها».
وقد علَّق سعادة السيد زوراب بولوليكا شفيلي، الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية على ذلك، بقوله: «إن هذه الجائزة ليست غاية في حد ذاتها، وإنما هي دافع يشجع التميز في تنمية صناعة السياحة وتطويرها».. وأضاف: «سوف تسلط هذه الجائزة الضوء على أفضل الممارسات التي ستكون ذات فائدة لدولة قطر وللعالم على السواء، وذلك في ضوء الأهمية المتزايدة لقطر كوجهة سياحية رائدة».
ويأتي العمل على الجائزة بعد فترة وجيزة من إنشاء المجلس الوطني للسياحة في قطر، والذي جاء ضمن عملية واسعة لإعادة هيكلة القطاع السياحي ووضع هيكل تنظيمي جديد يقوم على الوحدة ووضوح الرؤية وتنسيق الجهود بين الشركاء المعنيين.
ويمثل الهيكل التنظيمي الجديد والحملة العالمية للترويج لقطر التي أطلقت تحت عنوان: «قطر...أصالة التجربة» وجائزة الدولة للتجربة السياحية مكونات أساسية في إستراتيجية تمتد لخمس سنوات والتي تم إطلاقها في عام 2017 وتركز على تقديم تجارب سياحية فريدة للزوار تتميز بالعصرية والأصالة في جميع مراحل زيارتهم إلى قطر.
وقد شهدت زيارة السيد بولوليكاشفيلي الأولى إلى الدوحة بصفته أمين عام منظمة السياحة العالمية، توقيع عدد من الاتفاقيات، منها توقيع اتفاق رعاية المجلس الوطني للسياحة لأول مسابقة تجريها منظمة السياحة العالمية للمشاريع الناشئة في مجال السياحة الرياضية، والتي من المقرر تنفيذها بالتعاون مع نادي برشلونة لكرة القدم.. وتهدف المسابقة إلى دعم وتعزيز السياحة والرياضة، بالإضافة إلى تعزيز البيئة الاجتماعية والاقتصادية الحاضنة لمشاريع ريادة الأعمال وتعزيز الابتكار في قطاع السياحة الرياضية.
كما قام السيد بولوليكاشفيلي بزيارة عدد من معالم الدوحة السياحية مع الوفد المرافق له بما في ذلك مشروع مشيرب، حيث تعرفوا على دور المشروع في الحفاظ على التراث القطري وجذب استثمارات جديدة في مجالات التجزئة، والسياحة والضيافة.
كما زار وفد منظمة السياحة العالمية مكتبة قطر الوطنية، والتي احتفلت مؤخراً بمرور سنة على افتتاحها.. وتهدف مكتبة قطر الوطنية لجمع الوثائق والمخطوطات التاريخية والحفاظ عليها وإتاحتها الباحثين والمهتمين حول العالم.
وباعتبارها إحدى الوكالات التابعة للأمم المتحدة، تتولى منظمة السياحة العالمية مسؤولية الترويج للسياحة المسؤولة والمستدامة والمتاحة للجميع.. وتقوم المنظمة بجمع المعلومات من الأسواق السياحية وتشجيع السياسات والأدوات السياحية التنافسية والمستدامة، كما تعزز برامج التعليم والتدريب في مجال السياحة، وتعمل على جعل السياحة أداة فعالة لتحقيق التنمية.
وفي المقابل تتمثل مهمة المجلس الوطني للسياحة في ترسيخ مكانة قطر على خارطة السياحة العالمية كوجهة رائدة تمتزج فيها أصالة الماضي وروعة الحاضر، وتقصدها شعوب العالم لاستكشاف معالمها ومزاراتها السياحية في مجالات الثقافة والرياضة والأعمال والترفيه العائلي.
ويستند المجلس الوطني للسياحة في عمله إلى الإستراتيجية الوطنية لقطاع السياحة، والتي تستهدف تنويع المنتجات السياحية القطرية وتعزيز مساهمة القطاع السياحي في الاقتصاد الوطني بحلول 2030.. وفي 2017، تم إطلاق مرحلة جديدة من هذه الإستراتيجية، والتي تحدد آفاق النمو التي من المرتقب أن يشهدها القطاع السياحي خلال السنوات الخمس المقبلة (2018-2023).
وفي 2018 أطلق المجلس الوطني للسياحة حملة عالمية لترسيخ مكانة قطر كوجهة سياحية جذابة ورائدة في تقديم تجارب سياحية تتميز بالأصالة في جوهرها، والخصوصية في التصميم مع الاحتفاء بالموروث الحضاري للبلاد.
copy short url   نسخ
22/04/2019
1436